الطفل وذاته

اسرة ومجتمع 2021/05/22
...

قاسم موزان
في مراحل نمو الطفل داخل أسرته تطرأ على تصرفاته عدد من المتغيرات الايجابية او السلبية في سلوكه اليومي، وعلى أسرته تنمية تصرفاته العقلانية لترسيخ شخصيته في مراحل نموه  اللاحقة بالتعليم الصحيح والاشادة به حين يتطلب الامر ذلك، اما العادات المكتسبة ذات الطابع السيئ من بنية شخصيته بمخاوف مرضية او  بتأثير مخالطته لاقرانه الاطفال في محيطه وأبرزها الصفات الانانية او مايطلق عليها «التمركز حول الذات» وسعيه الدائم لحيازة  الاشياء واحتكارها والاهتمام بنفسه، بمعزل عن محيطه الاجتماعي،  وهذه السلوكيات تسبب الاحراح لأسرته، ويواجه حينها اللوم والتوبيخ من ذويه، لكن نرجسيته وحبه لذاته تجعلانه يتمادى في افعاله، ولعل التدليل المفرط  في تربيته وشعوره ان هناك من يحميه ويدافع عن اخطائه، خصوصا  اذا كان هناك تجاهل وغض النظر من الاسرة  وعدم اهتمامها بتصرفات الطفل المعيبة.
 ومن أسباب أنانية الطفل وجود قدوة سيئة وهو في بواكير عمره  يحاول تقليدها بحذافيرها، وربما يتفوق عليها باضافات جديدة وفق تفكيره وذهنه المفتوح للتقليد واكتساب المزيد من التمركز حول الذات، وهذا من شأنه أن يضخم حالة «الانا» لديه وتتعاظم ما يؤثر في قبول شخصيته في المجتمع او اندماجه فيه حين يكبر فيكون تاثيره ضعيفا وغير مرغوب به في تفاصيل حياته المستقبلية، لان صفة الانانية ستبقى تلازمه ومن ثم النفور منه في الفعاليات الانسانية، التي تتطلب في احايين كثيرة نكران الذات وتغليب المصالح العليا على المصلحة الشخصية، لتسير الحياة وتصل الى مبتغاها وفق تصور انساني يتماهى فيه الجميع.  
بغية ايجاد الحلول المناسبة والناجعة لتشذيب شخصية الطفل ما قد يلحق  بها من شوائب، لاسيما العادات المكتسبة السيئة، ومنها موضوع مقالنا، اذ لا بد من التركيز على التربية الصحيحة في معالجة الامور في  استخدام العنف ضد الطفل، كحل تبريري نهائي  لان هذا الفعل  يعقد المشكلة اكثر، ومن هذه الطرق التربوية الناضجة تنمية مهارات الطفل والاشادة بانجازاته مهما كانت بسيطة، وزرع الثقة في نفسه من خلال المشاركات الجماعية والتعاون المشترك  في الانشطة التي تعتمد على الجهد الواحد وتذوب فيها الانانية، ويشعر الطفل بالانتماء الى المجموع كل هذه وغيرها يمكن ان يسهم في بناء جيل واع متصالح مع الجميع وقادر على تنمية مهاراته الفكرية والذهنية.