عندما يتحدث المرجع السيستاني فعلى الجميع ان يصغي، ليس لانه مرجع ديني اعلى له من المنزلة والاحترام الشيء الكثير بل لان السيستاني عندما يتكلم تتكلم الحكمة ويتكلم التوازن والحنكة والبراعة وعصارة ما تحمل شخصيته من قوة وتاثير جعلت منه صمام امان لوحدة العراق وتوازن قواه السياسية في مرحلة تاريخية غاية في
الخطورة.
ان حكمة السيستاني لا تكمن في سعة عقله ودوره الانساني والديني بل في تعاطيه مع الشؤون العامة والسياسية وتعامله مع الاخر واختياره لنوع الضيف وتوقيت الحديث وهذا لم يات من فراغ وإنما من استشراف واضح لطبيعة المرحلة المقبلة وآليات التعامل مع نوع المشاكل المستقبلية المحيطة
بالعراق.
عندما يطلب السيد السيستاني حصر السلاح بيد الدولة فهو يعرف ما يقول، وعندما يؤكد على استقلالية القرار العراقي وضرورة تقديم الخدمات المعطلة للمواطن فانه يحدد بلا شك عمق المشكلة وطبيعة الحل المطلوب، لذلك نستطيع القول ان لدى السيستاني وعياً كاملاً بالمشكلة العراقية وقدراً واضحاً من الطريق الى الخروج
منها.
ومقابل دعوات المرجع الاعلى السيستاني ليس المطلوب من القوى السياسية اصدار برقيات التأييد والموافقة، فليسوا في موقع يتيح لهم هذه الأريحية، انما هم امام مسؤولية اقران الاقوال بالافعال، والعمل على ترجمة الوعود الى
واقع.
نقول للسياسيين واصحاب القرار قوموا بواجبكم المناط بكم واسحبوا سلاح مواليكم من الشوارع والمقرات السكنية وارفعوا ايديكم عن أراضي الدولة التي استوليتم عليها ، ساندوا الحكومة في اتخاذ القرارات الصعبة وان اصطدمت ببعض الرفض الشعبي، لا تكرروا اخطاء السنوات الماضية التي فقدنا بسببها خيرة ابنائنا وخسرنا المليارات، لا يطلب منكم شيء غير ان تكونوا رجال دولة لمرة واحدة وتكونوا مع القانون ومع الشعب في خطواته التي تؤكدها المرجعية كل مرة.
فالمرجعية التي بح صوتها قبل سنوات مازالت تضع بين ايديكم خارطة الطريق للخروج من نفق التخبط الذي انتج الاحباط لدى عامة الناس، لذلك فان التضامن والتاييد اللفضي لا ينفع شئاًسس بقدر الفعل على ارض
الواقع.