يرث الانسان استعداداً فطرّياً للخوف نتيجة المواقف التي يتعرض لها وتسبب له الألم والأذى ويبدأ الخوف لدى الطفل وهو في مرحلة الرضاعة في الستة الأشهر الأولى من عمره , فهو يخاف الأصوات المفاجئة ويعبّر عن خوفه بالصراخ ويزداد الخوف كلّما تقدّم الأنسان في نموّه العقلي والجسمي والانفعالي والنفس حركي ويتحوّل إلى مرض نفسي بمرور الزمن فيشعر الأنسان بالإضافة إلى الخوف بالاضطهاد والكآبة والقلق وضعف الثقة بالنفس نتيجة للتعامل مع بيئة غير حاضنة له لا سيما اذا كانت تلك البيئة هي المدرسة حين يتعرض التلميذ إلى العنف فيها من أقرانه كسخرية بعضهم ببعض أو استعمال الصفع في اللهو واللعب , وللمعلم دور أساس في معالجة حالات التلاميذ الذين يشعرون بالخوف والاضطهاد ولا بد من التأكيد على أهمية الثواب والعقاب في معالجة هذه الحالة كأن يسبق الثواب والعقاب خطوات تمهيدية لنبذ السلوك السلبي بين التلاميذ من خلال الإشادة بصورة عامة بدور التلاميذ الذين يستنكرون الأساليب الشائنة التي تسبب الخوف لدى أقرانهم وعدم تحديد الحالات التي حصل فيها التخويف والاضطهاد وان تكون العلاقة بين المعلم والتلميذ مبنية على أسس تربوية سليمة في توصيل المادة أو في التعامل في المجالات الأخرى لان الكبت يولّد الانفجار لدى الفرد .
فالأسلوب غير الديمقراطي الذي يستعمله المعلم مع التلاميذ يولِّد العنف ويولِّد الخوف في نفوسهم فيعكسونه على أقرانهم كما يجب توعية التلاميذ المضطهدين وزرع الثقة بأنفسهم وتبيان ما لهم من سلوك ملتزم كنوع من التدعيم لهم وان يكون المعلم بمنزلة المرشد النفسي أو الخبير التربوي وان يغمر المعلّم الطلبة الذين يشعرون بالخوف والاضطهاد بالحب عن طريق الإقناع والحوار وعدم مقابلتهم بالمثل للتلاميذ المشاكسين الذين يسببون الخوف والاضطهاد لهم وان يتعاملوا معهم بالكلمة الطيبة "فالكلمة الطيبة صدقة" ــ كما قال الرسول محمد (ص) ــ كما ان للأسرة دوراً كبيراً في التعاون مع المدرسة في إعادة التوازن للتلاميذ في علاقات بعضهم ببعض ولا سيما في عقد مجالس الأباء والمعلمين ففيها يكون الحوار بين أولياء أمور التلاميذ والمعلمين وجهاً لوجه لوضع النقاط على الحروف ــ كما يقال ــ في معالجة حالات التلاميذ ولابد من الإشارة إلى دور المنهج الدراسي فالمنهج هدفه ليس إعداد التلميذ للمادة المقررة فحسب بل له هدف أبعد هو إعداد التلاميذ تربوياً ونفسياً وأخلاقياً .