كولر غالب الداوودي
اول مدرسة نظامية أقيمت في اربيل كانت عام 1928 في زمن الملك فيصل، اذ اشرف على توسيعها الاستاذ احمد ناجي، لأنها اصبحت لا تستوعب العدد الكبير من الطلاب في ذلك الوقت، واصبحت الآن متحفاً تربوياً.
وبين الاستاذ اوميد انور البرزنجي مدير المتحف بشأن كل ما يخص المتحف ومقتنياته قائلاً {الطلاب الذين يداومون في هذه المدرسة يختلفون في أديانهم واجناسهم، فمنهم الكردي والعربي والتركماني والمسيحي والمسلم واليهودي، ولهذا كانت تسمى مدرسة التعايش}.
1928
وأضاف ان {هذا المتحف يضم ارشيفا كاملا وعددا من الصفوف، استمرت الدراسة فيها من عام 1928 الى 2002 بعد ذلك أغلقت، اذ اصبح مكانها غير صالح للدراسة لكونها قريبة من القلعة وسط المدينة، إضافةً الى قدم البناية ولهذا تقرر اغلاقها}.
وطرح الكاتب اسماعيل البرزنجي سنة 2009 فكرة مشروع للحكومة بتحويل هذه البناية التي كانت مدرسة سابقًا الى متحف تربوي، وذلك لوجود الأرشفة والذكريات فيها وقبلت الحكومة بهذا المشروع، واستغرقت سنتين في تعمير هذه البناية، واصبحت بناية جميلة ومتكاملة، وفي عام 2014 افتتحت كأول متحف وأرشيف تربوي في كردستان والعراق كله.
غرف وأقسام
وتبين مقدمة برامج تاميلا سنان أن {عند دخولك للمتحف ترى انه ينقسم الى عدة غرف، وكل غرفة تضم اختصاصا يختلف عن الاخرى، فهنالك غرفة تضم السياسيين، وغرفة تضم الشعراء، وأخرى الفنانين}، منوهة {بأنهم جميعا درسوا وتخرجوا في هذه المدرسة، ثم ذهبوا الى بغداد لاكمال تعليمهم والى الآن موجود البعض منهم}.
حكايات
احد الزوارالمهندس عمر مثنى يحدثنا ويقول {ما ان تسير في اروقة المتحف الا وتستكشف العديد من القصص يروها احد موظفيه، فلكل صورة حكاية، تاخذك الى ازمان مختلفة وحقب جميلة من الحياة، فضلا عن الشخصيات التاريخية التي ارتكزت في رفوف هذا الصرح}.
أول معلم وجريدة
نعود مع البرزنجي حيث اشار الى وجود 13 غرفة في المتحف لعرض الذكريات وكل ما يخص المعلمين والدارسين في ذلك الوقت، ومنها غرفة للاستاذ (اسكندر عثمان) اول معلم رسم في اربيل، وتحتوي على جميع رسوماته الفنية، النسخ الاصلية، وتوجد أيضا غرفة للشهداء من المعلمين ومقتنياتهم، فضلا عن غرفة الكتاب وتحوي الكتب والمقالات التي كتبوها وكل ما يخصهم في حياتهم في ذلك الوقت، وهناك غرفة للمعلمات اللاتي تخرجن في هذه المدرسة واكملن في بغداد ليصبحن معلمات في أربيل.
واشار الى وجود اول جريدة صدرت في أربيل في زمن الملك فيصل واسمها (أربيل) باللغة العربية، ولهذا يعتبر البرزنجي هذا المتحف ليس متحفًا فقط وإنما ارشيف لتاريخ مثقفي أربيل وجميع الناس الذين شاركوا في تقديم كل ما يخص العلم والتربية في اربيل.
ولفت الى {توافد الزوار والسفارات والقنصليات والصحفيين دائما الى هذا المتحف}.
أربيل وفنلندا
وذكر موقفاً حدث قبل شهرين، اذ زارت الصحفية الفنلندية (كريستين) المتحف وتعجبت بهذه البناية التي تضم هذا الارث القديم لكل مثقفي وادباء العراق، وهم في فنلندا البلد المعروف بالثقافة والتعليم، اذ صنفت فنلندا خلال 10 سنوات كافضل بلد من حيث الثقافة والتعليم، ولكنها لا تحتوي على متحف وارشيف لمثقفيها مثل الذي يوجد في اربيل، وقد عملت هذه الصحفية برنامجا خاصا عن هذا المتحف بوجود ملاك التصوير معها.
ثم اشار الى وجود تمثال ابراهيم أمين، وهو مؤلف كردي كتب اولا كتاب (الف باء) الكردي في الخمسينيات، وبعده كتب اول كتاب حساب في العراق وهو من طلاب هذه المدرسة.
فعاليات
واضاف {تقام في المتحف فعاليات احتفالية مثل يوم المعلم ويوم المتحف ويوم السدارة التي كانت ترتدى من قبل المثقفين والادباء في ذلك الوقت، و حاليا توقفت هذه الاحتفاليات بسبب كورونا، ولكن زيارة المتحف مفتوحة ومتاحة لكل الزائرين من مختلف مناطق العراق والعالم}.