الاقتصاد الإبداعي

اقتصادية 2019/02/20
...

د. باسم الإبراهيمي
 
 
بين الآونة والأخرى تطالعنا الابحاث والمؤتمرات بمصطلحات جديدة هي نتيجة للتطور السريع الذي يمضي به قطار العلم والتكنولوجيا، وفي نطاق علم الاقتصاد يجري الحديث حاليا حول "الاقتصاد الإبداعي" باعتباره جزءا مهماً ومتناميا من الاقتصاد العالمي حيث أصبح لدى الحكومات والقطاعات الإبداعية في جميع أنحاء العالم إدراك متزايد لأهمية الإبداع بوصفه مُولدا لفرص العمل والثروة والتواصل الثقافي. وحقيقة لا يمكن وضع تعريف محدد للاقتصاد الإبداعي ولكن ببساطة هو يعبر عن مدى القدرة على تحويل الهواية أو الإبداع الشخصي إلى تدفق نقدي أو استخدام الحلول غير التقليدية والإبداعية في حل المشكلات الاقتصادية، وتعد بريطانيا دولة رائدة في تطوير هذا النوع من الاقتصاديات، لدوره الاقتصادي فضلا عن دوره في تعزيز الاندماج الاجتماعي والتنوع والتنمية، اذ تسهم الصناعات الإبداعية في المملكة المتحدة بما يزيد على 84 مليار جنيه استرليني ، وتوظف ثلاثة ملايين شخص (9 ٪ من اجمالي العاملين) وساهمت بما يقرب من 20 مليار جنيه استرليني من الخدمات المصدرة في
 عام 2014.
في اطار التعاون بين جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة أطلق المجلس الثقافي البريطاني برنامجه الخاص بالاقتصاد الإبداعي في مصر خلال عام 2016 لتطوير التعاون في مجال الصناعات الإبداعية والتي تستمر لمدة ثلاث سنوات مع الحكومة المصرية ومنظمات الصناعة والشركات لدعم ريادة الأعمال وزيادة فرص العمل وزيادة الطلب على المنتجات الإبداعية
 المصرية. 
وقد أدرجت وزارة الثقافة والإعلام المصرية في تعريفها للاقتصاد الإبداعي ععد من الاعمال مثل الاعلان والتسويق، الهندسة المعمارية، تصميم المنتجات، تصميم الأزياء، السينما والتلفزيون، التصوير الفوتوغرافي، تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات وخدمات
 الكمبيوتر.
مما تجدر الاشارة اليه ان العراق لايزال يخلو من المراكز الابداعية التي تعد عصب الاقتصاد الابداعي ولا توجد حتى الان الا بعض المراكز المتواضعة وجلها مبادرات خاصة غير حكومية وربما تكون تجربة "المحطة" وهي مركز للتواصل والانتاج الرقمي اقامته رابطة المصارف العراقية الخاصة، ربما تكون من افضل التجارب في مجال المراكز الابداعية والتي نتمنى ان تحظى باهتمام اكبر ليتم استنساخها في محافظات اخرى والاستفادة من الطاقات الشبابية لاسيما ان الشباب يشكل ما يقارب 50 % من المجتمع العراقي، وفي هذا الاطار يمكن الافادة من تجربة التعاون المصرية مع المجلس الثقافي 
البريطاني.