يُعد الدكتور دوستن سولاك من أهم خبراء العلاج بالقنَّب الهندي، (الحشيش)، لتجربته الطبية الطويلة في هذا المجال. وأحاديثه بشأن هذه المادة ممتازة على الدوام، وقد أتى بمقدار كبير من الطاقةٍ الإيجابية والموثوقية للطب والتعليم الخاصين
بالقنَّب الهندي.
والتوحد مرضٌ يؤثّر في واحد من 68 طفلاً، ولهذا فإنّ الاستماع للدكتور سولاك وهو يناقش ما لاحظ وعرف على المستوى السريري clinical بشأن القنّب الهندي والتوحّد أمرٌ يوسّع مدى فهم هذه الحالة والتعامل معها طبياً، كما جاء في تقديم موقع Green Flower للمقابلة التي أجراها غريغوري فراي مع الدكتور سولاك:
* ما هي أفكارك المتعلقة بمعالجة التوحّد بالقنّب الهندي؟
ــ إنّ الحالة المرَضية في التوحّد معقدة ولا تُفهم على نحوٍ عميق، لكننا نعرف جيداً أنّها تتضمن إثارة غير مناسبة وخللاً وظيفياً في الجهاز العصبي المركزي
والمعدة.
وليس لدينا حالياً معالجات كثيرة تُعد فعّالة. والسيناريو الأفضل حالةً هنا سيكون التوصل إلى معالجة تكون آمنة، وتقلل من الإثارة، وتحمي وتعزز العلاج في الجهاز العصبي والمعدة، وتساعد على التعامل جيداً مع الأعراض الأكثر حدّةً للتوحّد. ويبدو القنَّب الهندي ملائماً لذلك.
* ما هي دراسات الحالة التي تود المشاطرة فيها من خبرتك السريرية
الخاصة؟
ــ هناك دراسة الحالة التي قدمتها في “قمة صحة القنّب الهندي”، المتعلقة بالصبي البالغ من العمر 12 عاماً، والذي كان في غرفة الطوارئ لمدة أسبوع بسلوكٍ مؤذٍ ذاتياً قبل أن يحصل على 5 ملم من THC (المادة الفعالة في الحشيش) ويمضي وهو يتمشى مقهقهاً بعد ساعات قليلة. وكانت أعراضه بالغة الحدّة فاحتُجز لوقتٍ طويل ولم تتقبله أية مستشفى في نيو إنكلاند. وهو الآن مستخدم في شركة للصلصة، ويعيش حياةً منتجةً وسليمة. وكانت لديّ حالة أخرى لشاب في الثانية والعشرين من عمره مصاب بالتوحّد
وقلة التلفّظ ـ
ـ كلمة واحدة فقط. وحين جرّب الحشيش للمرة الأولى مر بفترة أسبوعين جديرة بالملاحظة حين راح يتكلم جملاً كاملة. وقد ارتدَّ هذا التحسن تدريجياً وهو الآن في حالته الكلامية الأساسية السابقة، لكن ما يزال الحشيش يساعده في أمور السلوك.
ولديَّ حالة أخرى تتعلق بصبي يبلغ من العمر 12 عاماً يُبدي تحسناً مع الحشيش لكنه يتطلب جرعة عالية بشكل لا يُصدَّق: 50 ــ 200 ملم من THC لتساعده على الاستقرار للنوم أو لتحفيز الشهية والتركيز على الوجبات.
* وهل ترى أن معالجة التوحّد بالحشيش فعّالة أكثر في العلاج السلوكي أم نتطلع إلى استهداف نظام الأتدوكانابينُويد وإشارة الكانابينُويد؟
ــ أرى أن لدينا الاثنين، وهو الأمر الغالب في الحالة مع الحشيش. وذلك يساعد على تحسين الأعراض، خاصةً الأعراض الأكثر حدّة مثل الإيذاء الذاتي أو السلوك العدواني والشهية المنخفضة/ خسارة
الوزن.
كما أنه يساعد على تحسين الاتصال والتعاون ــ فيبدو لي أن مرضاي التوحّديين يشعرون بارتياح أكبر في أجسامهم بمساعدة الحشيش ويكونون أفضل تعاملاً مع غيرهم.
وفي الوقت نفسه، فإن من المرجَّح أن العلاج الطويل الأمد يمكنه أن يتوجه إلى المرضيّات العصبية إلى درجةٍ ما عن طريق حماية الجهاز العصبي، وتطوير المرونة العصبية، والتقليل من التهييج أو الإشارة.
* ماذا تقول للآباء والأمهات أو المرضى الذين يكافحون التوحّد؟
ــ أقول لهم ألّا يخشوا، بالنسبة للأعراض السلوكية الحادة، من تجربة THC. وبالرغم من تلهفي لرؤية ما يمكن تعلمه بشأن THC في التوحّد، فإني أريد أن أبدّد بوضوح أسطورة أن CBD هو الجزء الطبي من هذا النبات وأن THC هو الجزء الإنعاشي أو الترفيهي منه. فاستناداً على خبرتي السريرية، فإن THC مستساغ جيداً وفعّال جداً في
التوحّد.
وكما هي الحال في ظروف أخرى، فمن المرجَّح أن اندماجاً بين THC و CBD سيكون الأفضل بالنسبة لمعظم المرضى. وأنا أشجّع الأباء والأمهات على أن تكون لهم أهداف ملموسة للمعالجة.
فبعض هؤلاء سيتوقفون للا شيء عن مساعدة طفلهم على أن يُصبح نموذجياً على الصعيد العصبي.
وفي الوقت الذي يمكن أن يكون ذلك ممكناً، فإني أود أن أحدد أهدافاً عالية في تأثيرها يمكنها أن تُحسّن نوعية الحياة والعمل
عندها.
فمن الصعب جداً بالنسبة للطفل، في علاقته بأبويه، أن يكون التعامل معه على الدوام باعتباره مصاباً وبحاجةٍ للإصلاح. وأقول لهم أن ينظروا إلى ما وراء الاختلال الوظيفي والمشاكل التي لدى الطفل، وأن يروا الصحة والجمال في أطفالهم.
وعندما يفعلون هذا، يُصبح كل تفاعلٍ حدثاً علاجياً بالنسبة للأم أو الأب والطفل معاً. وإذا كان الحشيش أو القنّب الهندي دواءً لا يُصدَّق في حالة التوحّد، فإن الحب يمكن أن يكون أقوى منه مع هذا.
عن/ Green Flower