اذا كانت (قريش) في جاهليتها قد نَحَتَتْ العديد من الأصنام لتعبدَ من دون الله ،
فانّ حضارة التجريب المعاصرة قد نحتت صنماً جديداً أَسْمَتَهْ (التطور)..!
وباسم التطور يتم القضاء على القيم والضوابط الأخلاقية ، وصولاً الى الانفلات التام ، بعيداً عن كل معاني الحياء والحشمة والانضباط السلوكي.
وهذه هي العودة الى البهيمية بعينها ، وهي محض التقهقر لا التطور..!!
انه السعي المحموم لتحطيم أسوار الثوابت الكبرى للاستقامة على النهج القويم .
- 2 -
باسم التطور أصبح اعلان زواج الرجال بالرجال مسألة لا تثير السؤال..،
بل لا تثير الغبار على ذلك الاختيار ..!!
وهذا ما حصل في اجتماع زوجات قادة حلف (الناتو) الذي انعقد مؤخراً في (بروكسل) ..!
لقد وقف معهن ( غويته دستيناي) بوصفه زوجة رئيس وزراء ( لوكسمبورغ) – كزافييه بيتيل-
لقد تم الزواج (...) بينهما بعد ان كانا صديقيْن ..!!
أرأيت كيف تجترحُ الفضائح المقيته تحت عنوان التطور ؟
يقول شاعر معاصر :
باسم التطور ساغَ كلُّ مُحرمٍ
حيث الحياةُ تغيّرٌ وتطورُ
باسم الحضارة والتطور بُدّلت
قيمُ الحياة وقد أُبِيحَ المنكَرُ
انْ كانَ مِنْ سُننِ الحضارةِ ما جَنْوا
إنّا بهاتيك الحضارةِ نكفرُ
وباسم التطور تحملُ العديد من الطالبات الجامعيات في الغرب كمياتٍ لا يستهان بها من ( حبوب منع الحمل ) ..!!
وباسم التطور تحل المعاشرة الجنسية بين المتماثليْن أو المختلفيْن جنسياً ما دامت بعيدة عن الاكراه ..!!
- 3 -
وَيتَهِمُ عبيدُ صنم التطور المسلمين بالرجعية والتأخر ...
وانّ عليهم ان يسرعوا باللحاق بهم ليكونوا ضمن الركب الحضاري ..!!
ولا يكتفون بذلك ، بل نراهم ينظرون الى غيرهم من الشعوب نظرة ازدراء ...
واليكم الحوار الذي جرى بين ( ماكرون ) – الرئيس الفرنسي – وبين عالم الاجتماع الغيني ( أمادو دونو) الاستاذ في جامعة ( احمدو – دينغ في كونا كري) :
ونحن ننقله عن مقالة للدكتور عبد الفتاح السياب :
قال الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون في احدى جامعات كوناكري عاصمة غينيا : « في افريقيا اذا كانت الاسرة لديها سبعة أوثمانية أطفال ، فلو استثمرت مليارات الدولارات فلن يتغير اى شئ. إن التحدي الذي تواجهه أفريقيا هو تحد حضاري ».
فرد عليه عالم الاجتماع الغيني أمادو دونو، الأستاذ في جامعة أحمدو-دينغ في كوناكري
برد مزلزل ، افحمه والزمه مكانه الذي يستحق .
حيث قال :
« الأفارقة لا يحتاجون إلى حضارة الفجور. لأنه مع حضارتك: يمكن لرجل أن ينام مع رجل. ويمكن للمرأة أن تنام مع امرأة. ويمكن لرئيس واحد أن تكون له عشيقتان في نفس الوقت؛ كما يمكن للمرأة النوم مع كلبها. ويمكن للطفل إهانة والده وأمه دون مشكلة؛ و يمكن للطفل أن يسجن والديه ».
« مع حضارتك، عندما يصبح الوالدان متقدميْن في السن، يؤخذان إلى بيت التقاعد، وأخيرا، مع حضارتك، يمكن للرجل أن يعيش مع امرأة في عمر أُمِهِ أو جدته - دون مشكلة. قضيتك هو التوضيح المثالي! الأفارقة ليسوا محتاجين لدرس في الحضارة يتلقونه من اناس مثلك! إن أفريقيا هي إلى حد بعيد أغنى قارة في العالم بثروتها المعدنية الهائلة. وما يؤخر هذه القارة هو النهب الواسع النطاق لمواردها من قبل القوى العظمى، وفرنسا في الصدارة»!
« كل بؤس أفريقيا يأتي من هذا البلد (فرنسا)الذي يحقق طموحاته على ظهور الأفارقة، بتواطؤ هؤلاء الخونة الذين لا يترددون في التضحية بأجيال بأكملها من خلال تسليم بلادهم إلى السلطة الاستعمارية السابقة. وهي تكيف جميع القطاعات الرئيسية لاقتصاد فرنسا. والواقع أنها تقود
الاستراتيجية أو الرؤية السياسية التي يريدها المحتل السابق. وهذا يسهم في دفع سكانها إلى البؤس والفقر المدقع. هذا هو سبب الانقلابات والحروب الأهلية والإبادة الجماعية والمجاعات مع الطغاة على رأس هذه البلدان التي تحتفظ بها فرنسا في السلطة لأنها تلبي جميع متطلباتها»!
