د. خمائل الجمالي: تنظيمُ الوقتِ واحترامُ الأسبقيات سرُّ النجاح

اسرة ومجتمع 2019/02/24
...

عبد الكناني
 
 
بين يوم وآخر، لابد ان يكون للدكتورة خمائل شاكر الجمالي الاستاذة في قسم العلوم الصرفة بمركز احياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد نشاط او فعالية او مشاركة، ان كانت ندوة علمية او حلقة نقاشية او مؤتمراً او القاء محاضرة او عضوة في لجنة مناقشة رسالة ماجستير او اطروحة دكتوراه  ان كان ضمن نشاط مركز احياء التراث  او بدعوات داخلية وخارجية بدلالة شهادات التقدير والمشاركة او كتب الشكر او قلائد ودروع الابداع والتميز.
وتحظى بحوثها بالاهتمام والاعجاب من قبل الجهات  المنظمة او المشرفة والتي تتنوع بين التاريخ والتراث والقضايا الاجتماعية، ما يدل على مثابرتها وجديتها لتقديم بحث متكامل الشروط وبالغ التأثير وكبير 
الفائدة. 
فهي مابرحت تبحث وتسعى الى ان تكون لها بصمة تميز في كل محفل او مبادرة اوتجمع علمي اوبحثي في الجامعات او المؤسسات الرسمية او منظمات المجتمع المدني والحراك الخاص والفئوي. ونراها سعيدة بتلك المشاركات وتعدها جزءاً من رصيدها العلمي وشخصيتها واهتماماتها الثقافية والاجتماعية وهي فخورة بهذا التحرك وهذا الحضور الذي يعتبره البعض من زملائها واصدقائها والمسؤولين بالجامعة حضوراً ملفتاً ولامعاً..  
وتذكر الدكتورة خمائل الجمالي:” تغمرني السعادة .. وتملأني الفرحة عندما تصلني دعوة لالقاء محاضرة او للمشاركة في ندوة او مؤتمر او يتم اختياري من الجامعات لاكون عضو لجنة مناقشة في الدراسات العليا. 
وتراني اجهد نفسي لاقدم شيئاً مختلفاً ومميزاً ان كان بحثاً او محاضرة وقد شاركت في الاشهر الاخيرة من العام الماضي بفعاليات عديدة وقد حصلت على شارات التقدير والتثمين من الجهات الداعية والمنظمة”.
واضافت:  “لقد شهد الربع الاخير من العام الماضي كثافة بالانشطة  منه مشاركتي بدورة “منهجية البحث العلمي “، حيث كانت لي محاضرة بعنوان “اخلاقيات البحث العلمي” ‏تناولت فيها اهم السمات الاخلاقية للباحث العلمي”.
وما هي السمات الاخلاقية التي تعنينها؟.:
اجابت اهم سمة هي التواضع :حيث يجب ان يتصف الباحث العلمي بالتواضع مهما وصل مرتبة متقدمة في علمه وبحثه و معرفته في مجال و ‏موضوع محدد، فانه يبقى بحاجة للاستزادة من العلم والمعرفة ، لذا فانه يحتاج الى التواضع امام الانتاج الفكري للآخرين ‏، وعدم استعمال عبارة (أنا) في الكتابة والاستعانة بـ ( وجد الباحث) ، (عمل الباحث) (توصل الباحث). ‏
وذكرت الدكتورة خمائل: شاركت بدورة”المواطن بين التراث والمعاصرة “التي نظمها المركز وكانت لي محاضرة بعنوان “المؤسسة التربوية والتعليمية ودورها في تعزيز ثقافة ‏وقيم المواطنة “ بينت فيها الدور المطلوب للمؤسسات التربوية والتعليمية في بلادنا باعتبارها ‏الركن الاساسي وحجر الزاوية في عملية التغيير الاجتماعي. 
فضلاً ‏عن اثرها في بناء الشخصية وتكاملها حيث تسعى  العملية التربوية جاهدة لتحقيق ‏فلسفة الدولة في بناء الشخصية بناء سليماً يتماشى مع التحولات والتبدلات ‏الثقافية والاجتماعية التي تشكل محتوى تربوياً، لبناء الانسان.
 
عادات سلوكيَّة
كذلك شاركت في الندوة العلمية  الموسومة “إشكالية التشخيص 
والاضطراب النفسي” التي أقامها مركز البحوث التربوية والنفسية.. 
وتحدثت عن إشارة الدوافع النفسية وأسلوب علاجها وتربية الأشخاص وتوجيه سلوكهم في تنظيم حياتهم في الدنيا والعمل والممارسة الفعلية للأفكار والعادات 
السلوكية الجديدة التي نريد أن نغرسها في نفوسهم . 
وتضمنت محاضرتي نقاطاً ارشادية  للتربية النفسية إي طرق التوجيه النفسي للفرد وأسبابها والتي ماهي إلا مؤشرات  لأسباب الصحة النفسية و الحياة الطيبة، استلهاماً من قوله تعالى « من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون “. 
 
رسالة المعلم
وسألناها لك بحث عن اللغة العربية وتأثيرها في المجتمع الاوروبي ماذا استخلصت من هذا البحث؟
نعم كان بحثاً مشتركاً مع الدكتورة رغد جمال مناف التدريسية في كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية  القي في المؤتمر العلمي السنوي الموسوم بـ “ أثر العلوم الإنسانية في الدراسات اللغوية والأدبية”.. الذي أقامه قسم اللغة العربية / كلية الآداب / جامعة بغداد وكان عنوانه “ اللغة العربية وتأثيرها في المجتمع الأوروبي (الأندلس انموذجاً)” .. اذ تناول الكلمات العربية الموجودة في اللغة الإسبانية التي تعادل ربع كلمات اللغة الإسبانية المعاصرة ، ومن أقدم المحاولات لرصد آثار اللغة العربية في اللغتين الإسبانية والبرتغالية ماقام به  فرانسيسكو مارينا حين احصى الألفاظ القشتالية ذات الأصل العربي المختصر ، وذلك سنة (1805) ، يليه المؤلف انجلمان دوزي سالف الذكر. ومن الدراسات التفصيلية التي كتبت مبكراً دراسة المستشرق  ليفي بروفنسال  عن أثر اللغة العربية في الإسبانية وهو اصل اللغة العربية لتستطيع التعبير عن المفاهيم الجديدة ، وبخاصة في مجال النظم والمؤسسات والحياة الخاصة. 
لك محاولة بحثية للتعريف بالمعلم في العصر الاسلامي في الازمنة البعيدة هل يمكن ان نتعرف على بعض هذه الصفات؟. 
في الندوة العلمية الموسومة “ ‏آداب التربية والتعليم في التراث الاسلامي ‏‏” عرجنا على هذه الاوصاف.‏
حيث كان يطلق على المعلم الذي يعلم الصبيان ( بالمكتب) ، وأطلق عليه أيضاً اسم ( المؤدب) ، وهو الذي ‏يمارس مهنة التعليم مع أولاد الخلفاء والقادة والتجار. كما اطلق على المعلم كذلك لقب ( الشيخ) ويعني في اللغة: الذي ‏استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب، وقيل : شيخ في الخمسين الى اخر العمر، وبينت ايضاً ان لقب الشيخ الذي أطلق على ‏المعلمين آنذاك انما للاجلال والاكبار وهذا مااكده ابن منظور في مكان آخر فيقول: شيخه ودعوته شيخاً للتبجيل .
 
تميز وتفرد
ان الحديث يطول عن اسهامات وانشطة الدكتورة خمائل شاكر الجمالي 
ولايتسع المكان للتوغل فيها ولكن 
لابد من القول ان هذه المثابرة 
والحركة لها  اكاديميا وثقافيا وعلميا هي انعكاس لواقع المرأة الجديد في بلادنا الذي لايتوقف على جانب معين بل هو تأكيد على انها ذات دور ضروري ان كان اكاديميا او عمليا او تربويا او في مجال الثقافة 
والاسرة . 
والملاحظ لفاعلية الدكتورة خمائل لايسعه الا تقديم باقة ورد لها حيث نجحت في التوفيق بين مهامها ومسؤولياتها وهو امر بلا شك ينم عن وعي كبير وقدرة في تنظيم الوقت وفرادة بالتعامل مع الاهتمامات والمسؤوليات والابداع والتميز فيها.