النحات إيهاب أحمد: لا أتحدد بمدرسة معينة ولا أسلوب ثابت

منصة 2021/08/14
...

  لمى الربيعي 
 
الفن إبداعٌ جمالي يسر ويأسر القلوب وعندما يكون هذا الفن نتاجاً ومن نضح أفكار الفنان فتلقى فيه التميز وعنواناً جديداً واستلهامة من الواقع المعاش أو خبرة حياتية أو إلهاماً جميلاً من الخيال، فذلك هو الفن الصادق الذي ينقله الفنان عِبر أدواته الفنية وتمكنه منها استخداماً لإبداع متجدد ينهض بالصورة الى أفق من الروائع الفنيَّة الأصيلة التي تجمع الخيال لتحيلها الى تجليات بعناوين مليئة بالرقة والإحساس.
اليوم نتعرف على فن النحت ونحاكي مبدعاً فنياً له صولاته في هذا العالم الجميل، فالنحت بحاجة الى يد لتصوغ وفكر ينهض بالجمال وأدوات متقنة للإبداع، فهناك النحت على الخشب والحجر ومن مواد أخرى؛ أي أنَّ الفنان يرتقي بهذه الأدوات ليحيلها بمخيلته الى فنٍ راقٍ ناحتاً مزخرفاً مزوقاً.
لقاؤنا مع مبدعٍ من بلاد الرافدين هو الفنان الدكتور ايهاب احمد، الأكاديمي الذي تخرج على يديه الكثيرون والذين لهم اليوم أسلوبهم وأسماؤهم التي حفروها بنتاجاتهم في عالم النحت.
أسئلة عدة وضعناها على طاولة فناننا المبدع الدكتور إيهاب ليمتعنا بإجاباته المفعمة بالرقي والفن والسحر والجمال:
* الفن جمال يحمل في طياته إبداعاً من نضح أفكار المتمرس ومن له هواية فكيف تنظر الى الإبداع الفني؟
- الإبداع هو الإتيان بما هو غير مألوف خارج حدود التجارب السابقة ولا يصلها إلا قلة من الفنانين يطلق عليهم مبدعون.
* أيُ المدارس أسهمت في ترقية ذائقتكم الفنية، وما هي المراحل التي قطعتموها في غاية تحقيق الطفرة والثبات على الإبداع؟
- خضت تجارب عدة في تشكيل أعمالي منها ما ينتمي الى المثالية الكلاسيكية والواقعية والواقعية المفرطة والتعبيرية والرومانتيكية والتكعيبية والتجريدية، لا أتحدد بمدرسة معينة ولا أسلوب معين ذلك أنها تقيد حرية الفنان وتؤطره بنمط محدود. بالنسبة لي أتعامل مع المدارس حسب الموضوع والفكرة المراد تنفيذها.
* عدد المعارض الشخصية والمعارض المشتركة التي أسهمت فيها وبضمنها العربية والعالمية؟
- عدد المعارض الشخصية الحضورية هي ثلاثة وكذلك الالكترونية ثلاثة الى جانب المشاركات في أغلب المعارض داخل البلد ومشاركات أخرى خارج البلد وفي أحدها أحرزت المرتبة الأولى في مشاركتنا بمعرض تشكيلي برعاية الجامعة الأميركيَّة.
وفي معرض اجابته عن سؤالنا حول الشخصيات التي نالت اعجاب الفنان فأقام لها التماثيل ومواقع واماكن نصبها قال: «أقمت الكثير من التماثيل الشخصية كما وفزت بمسابقات نظمتها دائرة الفنون في حينها لكنها لم تنفذ ومن ذلك العالم الآثاري طه باقر والعالم عبدالجبار عبدالله والشهيدة أطوار بهجت والعلامة مصطفى جواد، غير أني نفذت أعمالاً تمثال الزعيم عبدالكريم قاسم من مادة البرونز بارتفاع مترين ونصف واحتل موقعاً في شبكة الإعلام العراقي الى جانب تمثال العلامة عناد غزوان في جامعة القادسيَّة وجدارية العلامة ماهر العبيدي في كلية الإدارة والاقتصاد في بغداد ومتحف دائم لشهداء العراق في مبنى نصب الشهيد والكثير من البورتريهات الشخصية التي نفذته لطلبات خاصة.
* ما هي نظرتكم الى واقع فن النحت وكيفية تقييمه وهل هناك بوادر إيجابية لانتظام طلبة الدراسة الجامعية الأولية ليسهموا في إنتاج التماثيل والعمل النحتي؟
- فأجابنا معبراً عن رؤيته قائلاً: «الواقع الفني في نهضته أو انتكاسته يعتمدُ على الدعم المؤسساتي التي ترعى هذا الجانب في بلدنا. حالياً نعاني من الإهمال له وعدم تفعيل دور الفنان في إنجاز الأعمال، لا سيما النحتية وأخص بالذكر جمعية الفنانين التشكيليين التي ليس لها دورٌ فاعلٌ في دعم الفنان التشكيلي وإنجازاتها على مدى خمسة عشر عاماً مضت تؤكد ذلك.
وأضاف «الكلية أو المعهد لوحدها لا تصنع فناناً، فالموضوع يحتاج الى قابلية واستعداد الطالب لكي يحقق انتماءه لهذه المؤسسة، فضلاً عن توفر الإمكانيات المادية المناسبة لتكون داعماً مهماً للطالب والأستاذ على حد سواء من حيث القاعات المؤهلة والمكيفة والمواد والأدوات والمستلزمات الخاصة في الجانب العملي لا سيما في فن النحت».
* هل تعتقد أنَّ الدراسة بدون موهبة وحب النحت يسهم في تطوير واقعه الفني؟
- أنا أؤمن بأنَّ الفن تجربة وخبرة قبل كل شيء.. لكنْ تجربة وخبرة دون حب ودافع للفن لا يمكن أنْ تنتج فنانين.