في ذكرى مشروع وحدوي فاشل

منصة 2021/09/01
...

 محسن حسين
 
في مثل هذا اليوم 1 أيلول عام 1971 وقع اتفاق بين مصر وسورية وليبيا لإنشاء دولة عربية اتحادية باسم (اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة).
كان ذلك في عهد الرؤساء أنور السادات (مصر) ومعمر القذافي (ليبيا) وحافظ الأسد (سوريا) وقد كان للأسف اتفاقاً شكلياً لم يؤد أي دور.
وكانت هذه الوحدة مثل عددٍ آخر من المشاريع الوحدويَّة، قد فشل منذ وحدة مصر وسوريا باسم الجمهورية العربيَّة المتحدة. التي أعلنت في 22 شباط 1958 بتوقيع ميثاقها من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر وانفصلت بعد 3 سنوات وذلك في 28 أيلول 1961.
أما الاتحاد المصري الليبي السوري الذي تمر اليوم ذكرى إعلانه فقد تم حله في آذار 1977 مع بداية المفاوضات بين السادات وإسرائيل، فقد عانى الاتحاد منذ خطواته الأولى الكثير من المشكلات الناشئة عن توالي الأحداث في المنطقة العربيَّة وفي دول الاتحاد، وكان أبرزها الحرب العربية – الاسرائيلية عام 1973.
وكان أبرز المواقف العربية من هذا الاتحاد ردود فعل الحكومة العراقية بسبب إعلان الاتحاد (دون توجيه الدعوة لها بالانضمام إليه كونها أحد الأطراف الرئيسة التي له دورٌ أساسيٌّ في العمل العربي المشترك)، بل أكثر من ذلك فإنَّ العراق طرح مشروعاً بديلاً عام 1972 هو مشروع (الوحدة المقاتلة) موجهاً الدعوة لكلٍ من سورية ومصر بالانسحاب من اتحاد الجمهوريات العربية المتحدة والانضمام الى مشروعه الجديد كونه حسب الإعلان الرسمي (يلبي طموحات المرحلة والقبول بمشروعه كبديلٍ ستراتيجي لمواجهة الأخطار التي كانت تواجه الأمة العربيَّة)، ولكنَّ مشروع العراق لم يلق الاستجابة من مصر وسورية.
اتسم الموقف العراقي من ذلك الاتحاد بالمعارضة والانتقادات الشديدة التي ركزت على تفنيد الادعاءات بأنَّ الاتحاد قام نتيجة إرادة شعبية، ومشاركة الملايين من أبناء الشعب العربي في الأقطار الثلاثة في تأييدها والاستفتاء عليها وحظيت بتأييد الشعب العربي، والواقع أنَّه لو كانت إقامة دولة الاتحاد وفق ذلك لاستمرت، ولم تتعرض لانهيار بعد مدة قصيرة، في حين إنَّ الزمن برهن أنَّ الاتحاد لم يكن كذلك، إذ لو اتحدت سورية مع جاراتها القريبات العراق ولبنان والأردن لكان ذلك يؤلف قاعدة للنضال الوحدوي، ومنطلقاً أفضل من اتحاد سورية مع دولة عربية بعيدة عنها كمصر وليبيا، فالاتحاد لم يؤمن تحقيق الوحدة العسكريَّة التي هي الشرط الأساسي في أي توجه نحو تحرير فلسطين.
وأذكر أنَّ اجتماعاً للقيادات العراقية عقد في 15 آذار عام 1972 انتقد فيه ذلك الاتحاد قائلاً إنَّ المشروع يهدف إلى إقامة صلحٍ مع العدو الصهيوني والتفريط بمصالح وحقوق أمتنا العربيَّة وشعبنا في فلسطين.