عندما تكون الآمال ملموسة الشباب ودورهم الفاعل في صناعة القرار

ريبورتاج 2021/09/27
...

 خالد ابراهيم 
واحدة من اهم الشرائح في المجتمع هي شريحة الشباب التي تعتبر اللبنة الاساسية في تطور وازدهار المجتمعات، فهم العماد والركيزة الاساسية في تقدم الدول وتطورها، وخصوصا في مسألة الانتخابات والمشاركة فيها، وهم صناع المستقبل واداة مهمة لتحقيق كل اهداف النهوض بالبلد ومشاركتهم كفيلة بتحديد استقرار البلد وتطوره.
اذ لم يقف الشباب ودورهم عند هذا الامر فقط، فلهم اهمية اخرى في الضغط على كل من يتسلم المسؤولية لبناء الوطن، وهذا ما تحدثت به الناشطة المدنية ميسة الوس والتي قالت لـ {الصباح}: {لتحقيق مجتمع متكامل لا بد من تحقيق المساواة في مكوناته، ومن هنا نجد من الضروري التركيز على الجزء الاهم في ادارة هذا المجتمع والذي كان مغيباً لمدة عقود من الزمن الا وهو دور الشباب وخصوصا النساء في العمل السياسي وصنع القرار، فكما كانت المرأة في الحضارات القديمة هي العنصر المسيّر وصاحب القرار في الامور السياسية نجد اليوم لها دورا بارزا في كثير من المجالات سواء العمل والقيادة (وان كانت محدودة) وحتى في حملات الحراك السياسي فقد وقفت تطالب بحقوق مجتمعها كما وقف الرجل يطالب بحقوق هذا المجتمع بل كان دورها اكبر فقد كانت الضغوط عليها اشد وعلى حساب كرامتها وتفكك اسرتها وفقدانها لإمكانية التأثير الفاعل في مجريات الاحداث التي تسهم في تهميشها، لا بل بتراجع كبير لدورها في ظل التطرف الفكري}.
 
صنع القرار
وبعد هذه المواقف العظيمة التي اثبتت بها المرأة قدرتها على تحمل مسؤولية القيادة وصنع القرار السياسي، لا بد أن يكون هناك تحرك وبتأثير واضح على ارض الواقع في تمثيل المرأة الشابة في الانتخابات وعدم التهاون في وضع دورها بمحل رمزي ونخبوي.
لكن يبقى السؤال الاهم هل الحكومة والمجتمع مؤمنان بدور الشباب؟، بل وحتى ان هذه الشريحة من المجتمع هي قادرة على وضع ثقتها التامة في قيادة دفة العملية السياسية وصنع القرار؟.
وهنا نجد من المهم علی الحكومة والمنظمات التي تعنى بهذه الشريحة أن تأخذ على محمل الجد تنظيم الدورات اللازمة لاعداد القيادات السليمة للقيام بتوعية المجتمع وتعزيز قدرات الشباب في الدولة، وتحضير جيل من النساء الشابات القادرات على الحضور الفاعل والتأثير في المجتمع، ففي الوقت الذي يجب أن يكون وجود المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية ضرورة ملحة ويجب أن يكون هذا الوجود فعالا ومتكاملا، كما على الشابات بصورة عامة، وخاصة المهتمات بالشأن السياسي الاهتمام بالشأن العام بالقدر نفسه الذي يعنين فيه بقضايا المجتمع، فلا يحصرن فكرهن ورسالتهن في الاهتمام بقضايا تخص المرأة فقط، ويبتعدن عن القضايا التي تهم المجتمع بصورة عامة فهن في نهاية المطاف جزء من المجتمع.
ومن الجدير بالذكر ما نلحظه اليوم الامر الذي يحبط من عزيمة المرأة الشابة والشباب عموما في خوض العمل السياسي هو الموقف السلبي الذي تتبعه الكثير من النساء ضد دور المرأة في هذا المضمار، وذلك يعود سببه للجهل والانقياد بلا وعي وراء الفكر الرجعي للمجتمع الذكوري، وهنا نؤكد الدور الذي يجب على المنظمات أن تقوم به في رفع الوعي من خلال عقد جلسات حوارية ونقاشات لدعم الدور المهم للشباب في صنع القرار السياسي بمساندة الشباب في الانتخابات.
اما عن دور الشباب في العمل الانتخابي فنرى اليوم ما احرزه دور الشباب في الحراك السياسي فلولا هذه الجهود وهذه الدماء لم نصل الى عتبة التغيير والسير في تحقيق العدالة والمساواة، فكما ان خبرة الاجيال السابقة ضرورية في وضع سياسة الدولة، كذلك طاقة وحيوية الشباب مهمة في ادارة الدولة ومواكبتها للتطور المتسارع في العالم، وعند تكاتف الخبرة مع النشاط نحصل على مجموعة متكافئة متكاملة، وهنا يجب أن نعلم كيفية الاستفادة من الخبرات لبناء قدرات الشباب وتسخير الجهود في العمل السياسي وصنع القرار، وذلك من خلال عقد ندوات وورش عمل لصقل الطاقات الشبابية ورفع الوعي في مجال الثقافة العامة وسياسة الدولة والعلاقات الخارجية.
 
طاقات
كما من المهم على الدولة ايلاء الاهمية لرأي الشباب واعطاؤهم الفرصة في التعبير عن الرأي واخذ الافكار على محمل الجد لبناء دولة قوية، اما نياز خورشيد وهو ناشط مدني فقد تحدث لـ {الصباح} قائلا: في البدء لابد لنا أن نقوم بتعريف الشباب، في الحقيقة الشباب هم العمود الفقري للمجتمع، وهم اكبر طاقة في كل الدول، والشباب هم من يستطيعون انجاز وتحقيق كل المستحيلات والانجازات، وحماية الاوطان والدفاع والذود عن تراب البلد، الشباب هم من يقومون بادارة المشاريع والشركات وتحقيق الاموال، فهنالك فرق كبير في المجتمعات التي تكون فيها نسبة الشباب كبيرة، فهم يكونون حلقة الوصل مابين جيل كبار السن وجيل الاطفال وصغار السن، واذا تحدثنا عن دور الشباب وخصوصا في مسألة الانتخابات والانخراط في العملية السياسية، فالشباب من الممكن أن يخرج منهم قادة وصناع قرار مهمون وكبار العلماء بدؤوا من عمر الشباب، ولابد للشباب من المشاركة في الانتخابات لسبب ان الشباب يعون ويعرفون معاناة المجتمع، ويعلمون احوال الناس، ولابد للشباب من التفكير بالاتجاه الصحيح والايجابي، وأن يكونوا صاحبي فكر نير وقرار خاص بهم ليبنوا مجتمعاتهم واوطانهم وأن يكون للشباب مركز قرار قوي.
 
اللبنة الاساسية
اما نارين سيف الدين وهي ناشطة مدنية هي ايضا دلت بدلوها بهذا الجانب قائلة: {الشباب هم الطاقة الكامنة لكل مجتمع، ولابد للشباب من عمل المستحيل لتحقيق طموحاتهم ومشاريعهم وكل احلامهم، وكل مجتمع هو بحاجة ماسة للشباب، فهم اللبنة الاساسية لتقدم المجتمعات وبالتالي الدول، ويجب على الشباب العمل في الجوانب الايجابية، والتي تطور وتنمي المجتمع، وعلى الشباب المشاركة الفاعلة في الانتخابات وهي خطوة بالاتجاه الصحيح، وادعو جميع الشباب للمشاركة والعمل الجدي من اجل بناء البلد والمساهمة بالعمل الطوعي والجماعي.
 
الانتماء
وتحدث لـ}الصباح} ايضا امين سعدي وهو ناشط مدني يعمل بشكل طوعي في احدى منظمات المجتمع المدني قائلا: {المشاركة في الانتخابات برأيي وخصوصا من قبل شريحة الشباب مسألة مهمة جدا، ولابد أن يتم انتخاب الاشخاص الجيدين القادرين على بناء دولة قوية رصينة، ولابد من تحقيق رغبات وتطلعات الشباب، وعلى الشباب أن يعملوا على تطوير وبناء المجتمع، وواحدة من اهم النقاط التي يجب على الشباب اخذها بنظر الاهتمام هي مسألة الانتخابات، وأن نعمل جميعا على أن تكون انتخابات ناجحة، وأن تكون فيها المشاركة واسعة وكبيرة، وكل مجتمع عليه أن يولي اهتماما منقطع النظير بالشباب، وان يكونوا في المقدمة،  ويعملوا بمبدأ الشعور بالمسؤولية والانتماء وحب الوطن والعمل كل من مكانه وموقعه على تطوير ذاته وبالتالي تطوير المجتمع.