نوارة محمد
تفكيك الأسر والخراب الناجم عن الخلافات الأسرية يتجسد بالدرجة الاولى في شخصية الطفل وتكوينه، ليحصد شر هذه الصراعات وحده سرعان ما تؤثر سلباً في مستقبله وانشطته
تُرسم مصائر الابناء مع أولى محطات الحياة، اذ إن بناء الشخصية وتكوينها مرتبطٌ تماماً بالنشأة وتفصيلاتها. تتشكل الذكريات متأثرة بكل المراحل والاشواط، لا سيما العواطف والانفعالات، الخوف والامان، لكل هذه العوامل تأثيرها المباشر في تكوين الأسر، اذ انه مرتبط تماماً بنجاحها او فشلها.
الخوض في التجارب الصعبة لدى الاطفال له تأثيرٌ كبيرٌ على مستقبلهم، كذلك الحوادث فيعاني البعض من امراض ومشكلات نفسية نتيجة طفولةٍ قاسية او لربما حوادث بدا تأثيرها لاحقاً. إن تفكيك الأسر والخراب الناجم عن الخلافات الأسرية يتجسد بالدرجة الاولى في شخصية الطفل وتكوينه، ليحصد شر هذه الصراعات وحده سرعان ما تؤثر سلباً في مستقبله وانشطته. سلوكياته وانفعالاته، بدءا من شوط الطفولة وانتهاء بتحديد مصيره ورسم مستقبله.
يكبر الاطفال وتكبر معهم المشكلات وتزداد الحياة صعوبةً، ثمة انعكاس واضح للطفولة وتجاربها السيئة والتي تبدو واضحة الملامح سرعان ما يبدأ الطفل رحلة جديدة من رحلات الحياة. المراهقة مثلاً فغالبا ما نرى الاطفال الذي عاشوا طفولة قاسية يعبرون هذه المرحلة نحو المراهقة بوحشية وفوضى عارمة، تبدو عقد النقص لديهم واضحة.
وتنعكس اثار الخيبة والخذلان على تصرفاتهم غير المتزنة وانفعالاتهم الاارادية، ويؤثر هذا بدوره في رسم مستقبلهم ومصائرهم، يحصد الاولاد ما زرعه الاباء والامهات.
تشير الدراسات والابحاث الى أن الشجار الدائم امام الاطفال يؤثر سلباً في نموهم وانماط حياتهم، تتسبب في بعض الاحيان في قلق مستمر لديهم وحالات اكتئاب مُزمنة. يرى البعض أن الانفصال يؤدي الى تشكيل عقد لدى الطفل، لكن الصراع الدائم يشكل عقدا اكبر.