الموصليات رغم الظروف الصعبة: سنختار من يمثلنا لنفوز بالحقوق

ريبورتاج 2021/10/06
...

 شروق ماهر 
توحدت كلمة المرأة الموصلية في القرار، فبعد أن شهدت مدينة الموصل أصعب الجرائم الإرهابية التي أسفرت عن تدمير البنى التحتية في المدينة، إلا أن إصرارهن على المشاركة في الانتخابات دفعهن الى المسير نحو تحقيق التغيير، ليكون للمرأة الموصلية الكلمة في بناء مدينة الموصل بطريقتهن، فهن ينتظرن العاشر من شهر تشرين الاول المقبل لإنصاف مدينتهن. 
 
وتقول المواطنة إسراء مجيد: إنها ترى ان الانتخابات المقبلة تختلف عما سبقها في السنوات السابقة، إذ تظهر العديد من المرشحات اللواتي اكتسبن ثقة المواطنين، فضلاً عن ان هذه الانتخابات هي انتخابات دوائر، لذلك فإنَّ أغلب المرشحات معروفات للمواطنين داخل هذه الدوائر، لذلك كلنا ثقة بأننا متجهات نحو البناء والإعمار لمدينة قد دمرت بسبب الإرهاب.
أما المواطنة أحلام محمد فإنَّ أمنياتها هي أنْ تنال المرأة حقوقها المسلوبة وخصوصاً المرأة الموصلية، وان يعطى لهن الدور، وإيجاد من  يمثلهن في السلطة التشريعيَّة والعملية السياسية، لا سيما بعد حرب ضروس على مدينة الموصل خلفت عشرات آلاف الأرامل والأيتام، ومن أجل رد حقوق مغيبة عن نساء هذه المدينة.
 
تغييب
تتعرض العديد من المرشحات لشتى صنوف المضايقات والاستهداف، والمرتكزة في جلها على خلفية واحدة، وهي استضعاف المرأة والحط من شأنها والاستخفاف بقدرتها على لعب دور فعال في القضاء العام والسياسي، لا سيما في مدينة كالموصل التي غيب فيها دور المرأة لسنوات عجاف، وحرمها من حقها في المشاركة الانتخابية والسياسية
 ايضاً. 
وعن تراجع ترشيح عدد من المرشحات في هذه الدورة الانتخابية، تقول المواطنة سلوى عبد اللطيف لـ(الصباح) ان احد ابرز اسباب تراجع بعض المرشحات للعدد النصف خلال هذه الدورة الانتخابية هي طبيعة توزيع الدوائر الانتخابية وفق القانون الانتخابي الجديد والذي أسهمت في خفض عدد
المرشحات. 
حيث اقتصر ترشيح مختلف القوى والأحزاب المتنافسة للنساء، على العدد الذي يتوافق مع الحد الأدنى الملبي لشرط تحقق نسبة تمثيل الكوتا النسائية في البرلمان العراقي، التي تبلغ ربع مقاعد مجلس
 النواب.
 
موصليات
من جانبها طالبت الحقوقية جمانة البدراني انه يجب ان تكون هناك مشاركة فعالة في الانتخابات البرلمانية التي ستخوض كعرس انتخابي في العاشر من شهر تشرين الاول
 المقبل.
وطالبت البدراني بانتخاب العديد من المرشحات والنظر الى العنصر النسوي في هذه الفترة المقبلة من الانتخابات ليكون هناك من يمثل المرأة في السلطة التشريعة، وايضا لتجد من يمثلها في السلطات القانونية ويدافع عن حقوق النساء خاصة الموصليات.
واضافت ان «مشاركة المرأة البرلمانية في قبة البرلمان يعزز من ثقافة المرأة وشخصيتها في المجتمع الحضاري».
بينما يرى التدريسي في قسم علم النفس الدكتور وليد محمد ان اصرار السيدات الموصليات على الترشيح والانتخابات من اجل الفوز باكثر من دورة انتخابية نسوية في هذه المرحلة او الدورة الانتخابية رغم كل التحديات خاصة فإنَّ السيدة الموصلية تشهد تضييقا كبيرا عليها وسلب حقوقها، إذ لا يقتصر هذا السلب فقط على عرقلة دورهن في الانتخابات العامة، بل هي ظاهرة متجذرة تتعلق بثقافة المجتمع السلبية بخصوص حقوق المرأة، ومنع ابتزازها والتعدي
 عليها.
 
قانون معتدل
وتثني رئيس قسم علوم الحياة في جامعة نينوى الدكتورة عطارد احمد على مشاركة المرأة، مبينة بانه يجب ان تكون للمرأة مشاركة واضحة وفعالة، ومن أبرز الحلول التي يمكن أن تعزز مشاركتها الانتخابية والعمليات السياسية، حيث يمكن ان يكون وصولها إلى المناصب المؤثرة في صنع القرار نقاطاً يجب الالتزام بها وهي ضرورة تضمين قانون الأحزاب مادة إضافية لضمان حصة المرأة (كوتا) في قيادات الأحزاب وألا تقل عن 25 % على أقل تقدير، وتهيئة القاعدة لزيادة هذه النسبة بما يضمن دوراً أكبر للمرأة في العمل السياسي، وإلزام الأحزاب من خلال برامجها السياسية ومناهجها التنظيمية على تطوير وتمكين كوادرها النسوية، وايضا ضرورة التأكيد على مشاركة المرأة السياسية وإعطائها مكانة لائقة ومتقدمة في العمل الحزبي القيادي، فضلا عن التنسيق مع المنظمات النسوية الفاعلة لتنفيذ حملات مدافعة
فعلية.
كما يجب أنْ تأخذ منظمات المجتمع المدني النسوية على عاتقها برامج التدريب والتطوير للنساء العاملات في المجال السياسي، وتوعية المجتمع بأهمية دور النساء في العمل السياسي مع التركيز على بناء تجمعات نسوية ناشطة وفاعلة تدفع باتجاه انتخاب النساء الكفاءات خلال فترة الانتخابات، مع تحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام، وتشريع قانون معتدل للحد من جرائم المعلوماتية، اضافة لتوفير بيئة آمنة وضامنة لعمل النساء في المعترك السياسي اولا والثقافي ثانيا.