كلنا الأسود

الرياضة 2021/10/07
...

علي حنون
اليوم، سيكون موعداً جديداً لحضور الأسود في تصفيات المرحلة الحاسمة المُؤهلة لمونديال قطر، وهي المحطة الثالثة بعد محطتي كوريا الجنوبية وإيران، حيث يتبارى فيها منتخبنا الوطني مع نظيره اللبناني، في موقعة كروية لن يُفيدنا فيها سوى الظفر بنقاط المُقابلة ليكون عنوانا ناجحا ومطلوبا لخاتمتها، وهي حسابات يُدرك أبطال تشكيلتنا أبعادها ويقفون على دراية بان الفوز لا بديل عنه هو وحده، الذي يُعبد طريق الاستمرار أمام كرتنا الوطنية..ويقينا، ووفق حسابات التأهل، فانه يتحتم على لاعبينا وهم يدخلون ملعب المباراة الابتعاد عن التفكير بكل ما يُمكن أن يأخذ التركيز بعيدا عن عطائهم، ويُؤدون مباراة مُؤطرة بالحرص والمُثابرة.
نعم، علينا الوقوف على هفوات وأسباب الإخفاق، الذي وقعنا في (فخه) أمام منتخب إيران في المحطة الماضية، وهي مسألة واقعية، لكن الحسابات هنا ينبغي أن تختلف جذريا لان الغاية هي الاستفادة من الخسارة وبالتالي إيجاد الحلول المناسبة، التي تقينا من الوقوع في (شرك) ذات الأمر أمام لبنان، من هنا فان التعثر مرفوض في مُقابلة اليوم، التي تُمثل انطلاقة اثر كبوة وفي هذه المواجهة يتطلب الأمر أن نقفز على كُل حاجز يُسهم في تعثرنا مرة أخرى ويجب أن ننظر إليها على أنها مباراة وجود ونخوض المهمة بروحية الفريق المُتحفز، الذي يبحث عن انجاز حقيقي يُسعد فيه جماهيره، التي تنتظر منه الكثير.
كنا فور انتهاء مُقابلتنا مع إيران شخصنا، ومن باب التقويم، بعض الملاحظات على الأداء وجئنا عليها بمسؤولية، ولم نقترب من باب الرؤية التدريبية العامة، لإيماننا بأنه ينبغي توفير فسحة اختيار ورسم لوحة أسلوب ينتخب المدرب لها الألوان، التي يجد فيها التعضيد لمهمته، ومع اقتراب موعد مواجهة لبنان فضلّنا الابتعاد عن تناول عديد الأسئلة، التي تتعلق بالتشكيلة لأنها، وحسب اعتقادنا، ليست من اختصاصنا وانه يتحتم علينا أن ندعم مشوار الفريق خاصة وان مباراة لبنان ستُحدد الى درجة مُتقدمة جدا، ملامح مسيرة منتخبنا الوطني في هذه التصفيات.
من المُهم أن نعي، كإعلام وصحافة ينتهج الوسطية، حدود مسؤوليتنا ونسير في سبيل تنفيذ رؤانا وفق هذه المُحددات، التي نحن من نضعها لأنفسنا قبل أن (يُقوّسها) لنا الآخرون، لكي لا نتعثر في خطوات تأدية رسالتنا بالصورة المُتوقعة لنا، والتي من خلالها يُثني المُتابعون على مضمون هويتنا الصحفية والإعلامية، والاهم من ذلك هو أن نُحسن اختيار الوقت المُناسب للتقييم الموضوعي والابتعاد قدر الإمكان عن لصق التقصير المُتعمد بأداء اللاعبين والاجتهاد من اجل تشذيب عباراتنا حتى لا نهبط الى المستوى، الذي يأكل من جرف مهنيتنا، لان بين الحالين، حال الانتقاد بقصد التقييم وبالتالي التقويم وفي الوقت، الذي نعتقده مُناسبا ويُساير مفهومنا المهني العام، وبين حال أخرى نتقصّد فيها إصابة غايات مريضة وغير سوية، خيط رفيع تُحافظ عليه اعتبارات سلوكية مهنية ليس علينا تجاوزها، لذلك من المهم هنا التحلي في هذه الفترة بالحلم والروية.