لاعبو الوطني.. هيكل فارغ تأخذه رياح المنافسين حيثما تشاء

الرياضة 2021/10/09
...

 جاسم العزاوي 
 
استوقفتني صورة مدرب منتخبنا الوطني ادفوكات وهو يعيش أجواء الحسرة والحيرة التي تحيط به بعد تعادل يعد ايجابيا لمنتخب لبنان  لكونه يلعب في ملعب المنافس، وقياسا لتاريخ المواجهات السابقة والأكثر دهشة هو تكرار لاعبينا في لقاءاتهم نغمة سوء الحظ وكأنهم كانوا يتسيدون المباراة  أكثر وصولا وتهديدا للمرمى .. وبين حيرة المدرب وآراء اللاعبين الذين يتقنون نغمة( أن شاء الله القادم افضل وسنحقق الفوز في المباراة القادمة ) تعيش جماهيرنا الكروية حالة الخذلان بعد ستة اشواط من دون احتساب فارق الاوقات الإضافية  لم نسجل فيها هدفا واحدا  قد يحفظ ماء الوجه!
لم نتشاءم ابدا في كل مراحل اللعب السابقة لمنتخبنا بالرغم من هواجس القلق التي تنتابنا لتباين مستوى الأداء وترديه في كثير من الأوقات و تعودنا أن نعيش معها اللحظات والاوقات تغمرنا فيها الفرحة والسعادة ..فما الذي حصل و أين المشكلة ؟؟
الجميع بات يبحث عن المشكلة لكي يجد لها حلولا قد تكون مرضية ولكن يبدو أن الألم يزداد لعدم تحديد دقيق لواقع (العلة)  فلا المستوى الذي يقدمه اللاعبون  كان مرضيا ولا تبريرهم كان مقنعا في وقت يجلس فيه المدرب ادفوكات على كرسي مليء بالهم و(بال) مشتت وضياع وتيهان لما سيقدمه لمنتخب يضم لاعبين  عجزوا عن اقناع الجميع بانهم الأفضل وقادرون على اسعاد الشعب العراقي وجماهيره الكروية .. 
وتبقى الحقيقة التي لا نريد الإقرار بها بأن لاعبينا وصلوا إلى مرحلة النضوب الفكري والمهاري وامسوا مجرد هيكل فارغ تأخذه رياح المنافسين حيثما تشاء ولذلك علينا الاقتناع بأن دعم المنتخب ليس إيقاف الانتقاد، والوقوف معه ليس  معناه غض النظر عن بئس العطاء وعلى اللاعبين احترام وجهات النظر وعدم التذمر من النقد او الانتقاد لكون اغلبهم افتقد الاحساس بما تعنيه كرة القدم للعراقيين ولذلك فإن من يفكر باللعب للمنتخب الوطني عليه أن يطور من قابلياته الذهنية والنفسية قبل البدنية ويقسم بأنه قادر على تقديم ما يسعد الجماهير الكروية من دون أن  يكون هدفه من خلال التواجد في صفوف المنتخب (الكشخة) والتمتع بمميزات النجومية والتي يمكن معرفتها من خلال عطائه المتواضع .. فما الذي سيفعل ادفوكات في المباريات المقبلة ؟ ربما وصل البعض لحد اليأس من التأهل وهناك من يجد بأننا لا نستحق التواجد في نهائيات كأس العالم.. وقليل يجد الفرصة مازالت سانحة بانتظار ما سيقدمه ادفوكات؟!
والأهم هو أن المدرب لا يمتلك العصا السحرية لتغيير منتخب باكمله خلال أيام ليلعب في أصعب واكبر بطولة عالمية بوجود منتخبات عملت بشكل جدي واستغلت الوقت وهيأت الظروف المناسبة للابحار نحو شواطئ الأمان في حين مازلنا نعيش ظروف النخوة والغيرة وندعم الفاشلين ونتكلم عن التخطيط والعلمية ونعيش الأمية الكروية بحذافيرها ونطالب بضرورة أن يكون الإعلام والصحافة الرياضية شريكا في البناء الرياضي السليم في الوقت الذي نبعدهم ونختلق الأعذار لكي لا يكون لهم  أي تواجد فعلي في الساحة التي باتت تعج بالكثير من المتمنطقين والمتحدثين الذين يرتدون بدلة الوطنية في العلن وفي الخفاء هم عراة !!  ما الذي سيضيفه المدرب لجسد يشهد خوارا  وما الذي سيتغير في جهد وعطاء وقدرة وخبرة وإمكانيات لاعبين غير قادرين على تسجيل هدف واحد ولم يتمكنوا من  تسديد  ولو كرة واحدة  خطرة باتجاه مرمى الخصم طيلة اوقات ثلاث مباريات .. فاذا لم يستطيعوا تغيير قناعتهم ويغيروا ما بأنفسهم فان التاريخ سيذكرهم كأسوأ حقبة مرت على المنتخب الوطني العراقي على امتداد تاريخه ومحطاته ..
نعيش اليوم أزمة لم نألفها سابقا وعلى المسؤولين أن يتكلموا بصراحة ويعالجوا الامر من خلال إجراءات سريعة واقعية وعدم الاكتفاء بالتصريحات والتلميحات التي لن تخدع ابسط متابع كروي .. يجب أن يكون هناك أمر واضح من خلال بيان رسمي للاتحاد الكروي يبين فيه في حال اخفاق لاعبينا بتحقيق نتائج إيجابية أمام الإمارات وسوريا يجب التفكير بحل المنتخب الوطني قياسا إلى نتائج المرحلة الأولى من التصفيات واتاحة الفرصة للبدلاء لاكمال المرحلة الثانية من دون الاهتمام إلى النتائج لتهيئة منتخب فيما بعد واستكمال تشكيلته من لاعبي الأولمبي والشباب للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة المتمثلة بكأس العرب وكأس آسيا مع الابقاء على عقد المدرب ادفوكات واعطائه الحرية والمساحة للاختيار والتجريب من دون ضغوطات .. يكفي معاناة ويكفي خذلان فلم تعد الأسود ترهب أحدا وباتت بغير مخالب .