البرلمان.. عقدتنا الرياضية!

الرياضة 2021/10/19
...

علي رياح  
(نجومنا في البرلمان).. كانَ عنوانا واعدا وضعته على رأس مقال افتتاحي في صحيفة (سبورت توداي) عام 2004 حين أعلن الأسطورة الراحل أحمد راضي عزمه خوض الانتخابات البرلمانية، وكنا قبل سبع عشرة سنة نتوسم خيرا في البرلمان ونتطلع إلى رؤية رياضية تشريعية حقيقية حين يصل إليه نجم بحجم أحمد راضي!  
ما حدث أن خطى (الساحر) تعثرت خلال مدة وجيزة من عمله في البرلمان وسط سحب ثم أعاصير أحاطت به من كل صوب، فانتهت تلك المدة القصيرة من دون أن نجد أثرا للرياضة في البرلمان!  
في انتخابات عام 2010 كان المشهد يتسع لعدد كبير من وجوه الرياضة.. كان عليَّ مرة أخرى أن أعود لأحصي الخسائر الفادحة التي تكبدتها الرياضة في مجمل العملية الانتخابية، وكان المانشيت الرئيس لصحيفة (مونديال) هذه المرة: (الرياضيون خارج عتبة البرلمان)!  
كان ذلك المانشيت يليق بالفشل الجماعي الذي جنته الرياضة وفقا للأصوات التي جمعتها إحدى عشرة شخصية رياضية دخلت في قوائم شتى.. فنال أحمد راضي (1892) صوتا، وإياد بنيان (1003) أصوات، ورزاق فرحان (893) صوتا، وثريا نجم (723) صوتا، وعبد الرزاق الطائي (575) صوتا، وحسنين معلة (568) صوتا، وكريم صدام (496) صوتا، ونوال مهدي (227) صوتا، وعذراء عبد الأمير (116) صوتا، ورياض عبد العباس (94) صوتا، ومنعم جابر (88) صوتا!  
كانت تلك أوسع مشاركة رياضية في انتخابات البرلمان، بعدها كان النكوص والتراجع فانحسر العدد إلى مجالات ضيقة، وفي الانتخابات الأخيرة التي ما زلنا نشهد فصولها الجدلية بينما يحصى المشاركون مكاسبهم وخساراتهم، كان مؤسفا لي أن تنتهي تجربة عدنان درجال الوزير ورئيس اتحاد الكرة، إلى خسارة ربما كانت غير متوقعة لدى كثيرين، لكنها في الحساب التقليدي العراقي ربما تكون خلاف ذلك، وهذا درس آخر علينا ان نستوعبه قبل أن تأخذنا موجة من العاطفة إلى شاطئ التعثر.. ولكن ماذا لو قـّـلبنا الأمر من أوجهه المختلفة وتوقفنا عند أية منفعة من خسارة درجال في الانتخابات البرلمانية؟!  
في اليوم الذي أعلن فيه عدنان درجال عزمه خوض الانتخابات البرلمانية، كان لي حديث جانبي طويل معه قبل مؤتمره الصحفي، وطالبته بمراجعة القرار قبل إعلانه، وبعد دقائق فقط أعدت مطالبة درجال بالمراجعة ولكن هذه المرة على الملأ أي أمام العشرات من الإعلاميين وكنت متقصدا ذلك.. كان رأيي وقتها أن التفرغ لإصلاح أحوال كرة القدم العراقية أطول تأثيرا، وأعمق حضورا في اهتمامات ومشاعر الناس، وهذه هي المهمة التي أعادت النجم الدفاعي السابق إلى البلاد عام 2018.  
ذلك الرأي كان مؤسسا عندي على حقيقة أن الحقيبة الوزارية تكليف سينتهي أمدا ومفعولا، بينما سيكون العمل داخل البيت الكروي هو الأصل وهو الذي سيقوده في النهاية إلى المزيد من النجاحات وبينها دخول البرلمان!  
المشهد صار واضحا الآن.. فالتماهي مع تطلعات الناس وهمومها أو نثر الوعود المجانية في سباق برلماني مسار يختلف عن التكليف الوزاري الذي يتم توافقا بين عدد محدود من الساسة، وغير صندوق انتخابي كروي يظل محدودا.. فالناس، على الأقل جمهورنا الرياضي، تريد إنجازات ملموسة غير الوعود المتكررة قبل أن تقدم صوتها في يوم الاختبار الصعب!  
الرأي عندي قبل الانتخابات وبعدها أن يركز درجال جهوده على ملف الكرة العراقية دونما تشتيت في المسؤوليات والوقت والجهد والاهتمام.. وعندها قد نضمن له أن الجماهير ستحمل له فضلا كبيرا يتعلق بمشاعرها واهتماماتها وستعمل أن تصل به في الانتخابات النيابية المقبلة إلى كرسي البرلمان.