منذ مدة وانا اتابع مقاطع اعلانية في عدة قنوات مصرية، تروج فيها لبرنامج مسابقات للمواهب الشبابية، في الرياضة والموسيقى والغناء والشعر والتمثيل والعلوم وكل المهارات الفردية التي تشكل تنافسا حقيقيا للموهوبين وجلهم من الشباب والاعمار الصغيرة.

الجميل في الموضوع ان البرنامج لم تتبناه هذه المرة قناة بعينها، كما عودتنا مجموعة قنوات MBC، بل مؤسسة حكومية متمثلة بوزارة الشباب والرياضة المصرية، التي وحسبما اعتقد ترى انها اولى من اي جهة اخرى بتسليط الضوء على المواهب الشبابية، وترعى منافساتهم، عبر الاستعانة بمحكمين مصريين في مختلف المجالات والتخصصات.

خطوة جميلة جدا وذكية في الوقت نفسه، فالوزارة لا تريد ان تجعل من مواهب الشباب مادة ربحية في القنوات التي ترعى برامج المسابقات، بل انطلقت من كونها الجهة الراعية الاكثر حرصا على شبابها وعلى تعزيز ثقتهم بانفسهم من خلال التعريف المجاني بالمواهب.

بامكان وزارة الشباب والرياضة في العراق استنساخ فكرة نظيرتها المصرية، بما تتمتع به من امكانيات مادية وبشرية تجعلها قادرة على احتضان المواهب من شمال العراق لجنوبه، عبر برنامج خاص يتم التنسيق فيه مع شبكة الاعلام العراقي، وسيكون بامكان الجميع متابعة العدد الكبير من المواهب الصغيرة والشابة المتوقع لها المشاركة في البرنامج، خصوصا اذا رصدت له ميزانية جيدة، ومحكمون في مختلف التخصصات، والاهم من هذا الاستعانة بخبراء عرب او اجانب للاشراف الفني على البرنامج واظهاره بالصورة التي نشاهدها في قناة mbc والقنوات الأخرى.

هذا النوع من البرامج يختصر الكثير من الوقت والجهد، ويتيح سرعة الوصول للمواهب، بدلا من دفنها وعدم التعرف عليها الا عن طريق الصدفة.

انا متأكدة اننا سنرى مواهب في العديد من الالعاب الرياضية، في الجمناستك والعاب القوى والفنون القتالية، وربما في القدم والسلة وغيرها، الى جانب المجالات الفكرية والذهنية والعلمية.

الوزارة وعبر تبنيها مثل هكذا برامج ستمارس ادوارا تربوية وترويحية عدة، الى جانب مهامها الرياضية التي بحاجة الى وقفة سنعود اليها لاحقا.