عباس رضا الموسوي 

تعد حملات الجهد الذاتي التي تنفذها بلدية الديوانية المتنفس الاهم للمواطن، رغم حاجته الماسة لتنفيذ مشاريع البنية التحتية التي تنهي عناءه المستدام بشأن الخدمات، خصوصا ان أغلب سكنة الاحياء ذات الكثافة السكانية العالية، لم يخفوا قلقهم من قدوم فصل الشتاء حيث موسم الامطار الغزيرة التي تؤدي أحيانا الى قطع المناطق السكنية عن بعضها البعض، لذلك يفترض أن تستعد الجهات ذات العلاقة لاستقبال الشتاء بكوادرها وآلياتها وخططها الطارئة من دون أن تنسى اهمية شن الحملات الاستباقية التي تساعدها في أوقات الذروة، ككري المبازل وشق الطرق وطمر المستنقعات وتبليط ما امكن من الشوارع وغيرها من اجراءات احترازية.

و لأنها حلول ومعالجات وقتية للمشكلات الخدمية التي انهكت كاهل المواطنين، يتوجب الاستمرار بحملات الجهد الذاتي لحين استبدالها بمشاريع فعلية ضمن مشاريع تنمية الأقاليم او المشاريع الوزارية ويقول المواطن محمود كرموش: ان تنفيذ الخطط الخدمية المتعلقة بحملات الجهد الذاتي الذي تنفذه مديرية بلدية الديوانية منفردة او بمشاركة الدوائر الخدمية الاخرى ساعد على تحسين الخدمات في مجمل الاحياء السكنية بنسبة مقبولة، وهذا الامر يجعلنا نطالب باستمرارية هذه الحملات وتكثيفها، خصوصا في الأحياء السكنية ذات الكثافة العالية، مشيرا الى ضرورة توجه الحكومة المحلية الى تنفيذ مشاريع البنية التحتية بأسرع وقت ممكن، وعدم الاكتفاء بتنفيذ حملات الجهد الذاتي وبالخصوص مشاريع قطاع المجاري الذي يعد اساس الخدمات التي باتت اكبر هواجس المواطنين.

 

حلول وقتية

اما من الناحية الفنية لتقييم الخدمات فان واقع الحال يشير الى أن حملات الجهد الذاتي التي تنهك ملاكات بلدية الديوانية هي مجرد حلول وقتية لمشكلات خدمية لا يمكن حلها نهائيا من دون اللجوء الى تنفيذ مشاريع خدمية كبرى. 

ويقول المواطن سلام محسن الجابري: ان جميع الحملات التي تنفذ في الاحياء السكنية ضمن الجهد البلدي هي مجرد حلول وقتية للمشكلات الخدمية الكبيرة التي نعاني منها، موضحا: ان اعمال الترقيع لبعض من الشوارع الرئيسة التي من المفترض أن يعاد تبليطها بالكامل واعمال كري المبازل التي يتوجب أن تحل محلها شبكات للصرف الصحي وغيرها من حلول مؤقتة لا تفي بالغرض الذي ينشده المواطن، وان كان وجودها ذا اهمية وافضل من عدمه، خصوصا في فصل الشتاء، حين يصبح الواقع الخدمي في حالة صعبة لاسيما المناطق الشعبية غير المخدومة.

حملات شبابية تطوعية

ولغرض رفد الجهد البلدي نرى بين الحين والاخر حملات تطوعية لشباب اغلبهم ينتمون لمنظمات المجتمع المدني، ويرومون تقديم المساعدة لتحسين الخدمات، ويقول ممثل منظمات المجتمع المدني في الديوانية سالم البديري: ان الغاية من الحملات الخدمية التطوعية التي يبادر بها الشباب تأتي ضمن حرصهم على النهوض بواقع الخدمات والتعاون مع الجهد البلدي الذي بات ركيزة اساسية في حياة المواطنين الذين مازالوا يعانون من نقص

الخدمات. 

مشيرا الى وجود البعض من منظمات المجتمع المدني التي تطلق حملات خدمية مشابهة، ورغم قلة هذه المبادرات الا انها تعد خطوات تشجيعية تشير الى ثقافة هؤلاء الشباب، وامتلاكهم للحس الوطني الذي يفرض عليهم القيام بمثل هذه الواجبات تجاه

المجتمع.

 

تكامل الحملات المشتركة

اما بخصوص الحملات الخدمية الأكثر رغبة لدى المواطنين فهي تلك الحملات التي تنفذ من قبل جميع الدوائر الخدمية ضمن خطة مشتركة، ويكون لبلدية الديوانية دورها الفاعل، ويقول وكيل مدير بلدية الديوانية ليث شلال المياحي: ان الحملات المشتركة التي تنفذ من قبل الدوائر الخدمية يكون لبلدية الديوانية دورها الكبير فيها، والتي تسفر عن تحسين الواقع الخدمي من اعمال بلدية ومجاري وماء وكهرباء وغيرها من خدمات ضرورية. 

واشار المياحي الى استمرار دائرة البلدية بتوفير الخدمات عبر جهودها الذاتية رغم التحديات ومن خلال القطاعات البلدية الستة الموزعة في مختلف المناطق السكنية ضمن خطط مدروسة لتحقيق الخدمات الافضل، مؤكدا وجود استعدادات تقوم بها الملاكات البلدية حاليا لاستقبال فصل الشتاء، بالإضافة الى الاعمال الخدمية الاخرى، ومنها تأهيل الحدائق والمتنزهات والارصفة، وطمر المسطحات المائية، وتخطيط الشوارع بالخطوط المرورية، واعمال التبليط

وغيرها.

 

أعمال ذات اولوية

وعن الاعمال التي تحظى باولوية لكونها ضرورية عند المواطنين يقول مدير بلدية الديوانية ورئيس المهندسين علي صاحب شدهان: ان البلدية تعمل وفقا لخطة خدمية منتظمة، لذلك تعطى الاولوية للاعمال التي يحتاجها المواطن بشكل مباشر، ومنها رفع النفايات في الأسواق والمناطق السكنية، وتأهيل الشوارع والارصفة، وإنشاء الحدائق والمتنزهات، وشق وتبليط الشوارع، موضحا «ان اعمال مديرية البلدية مقسمة بين المشاريع ورفع النفايات والحدائق والمتنزهات والاراضي، وهندسة الطرق والاعمال الاخرى، وبالنسبة للمشاريع فانها تنفذ ضمن الجهد الذاتي للبلدية وتخصيصات تنمية الأقاليم وجهات دعم اخرى، مشيرا الى ان ملاكات البلدية تقوم في الوقت الحالي بعدة اعمال خدمية ضمن حملات الجهد الذاتي، ومنها تبليط الشوارع، وفرش الحصى امام المدارس، ورفع التجاوزات وتعديل الطرقات، بينما حددت مشاريع تنمية الاقاليم بإنشاء 12 حديقة، وتأهيل حي الحضارة، واكساء عدد من الشوارع، ودعا شدهان المواطنين الى التعاون مع ملاكات البلدية بشكلٍ افضل، لغرض تحقيق خدمات ترتقي الى مستوى

الطموح.