خشية ارتفاع الأسعار..الأُسر تستقبل الموسم الدراسي مبكراً

ريبورتاج 2021/11/01
...

 نافع الناجي
تشهد أسعار اللوازم المدرسية في بغداد وباقي المحافظات ارتفاعا ملحوظا يتزامن مع قرب بدء العام الدراسي الجديد وازدياد الإقبال على شراء اللوازم المعتادة من كتب وقرطاسية وحقائب وزي الدراسة.
عدد من أصحاب المحال التجارية والقرطاسية كشفوا لـ {الصباح} عن ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية ذات المناشئ الجيدة، في ظل توزيع وزارة التربية للمستلزمات المدرسية الرديئة بين الطلبة، ونقص تجهيز العديد من المفردات ما اضطر أولياء الأمور لشرائها من الأسواق المحلية.
وتتفاقم ظاهرة ارتفاع الأسعار خلال بداية المواسم الدراسية وبعض الأعياد والمناسبات المختلفة، اذ صارت ظاهرة اعتادت عليها الاسر وأصبحت تتعامل معها بالشكل الذي يناسب أوضاعها الاقتصادية، وغالباً تستعد لها بالعديد من التدابير، ومنها التسوق مبكرا أو محاولة البحث عن محال تقدم تسهيلات أو أسعاراً منخفضة تناسب متطلبات الأسرة وهمومها ومصاعبها اليومية.
مرض مزمن
قال المواطن حيدر منصور : {من المعروف لدى الجميع ان الأسعار أصبحت ترتفع بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة من فصل الصيف، ومع قدوم الموسم الدراسي ولو بمعدلٍ بسيط، لذلك نقوم بالتسوّق قبل أن تشهد الأسواق هذا الارتفاع في الأسعار، وهذه الحالة أصبحت مرضاً مزمناً يصيب الأسواق موسميا خلال المناسبات وبداية العام الدراسي}، حسب تعبيره.
وشاطره الرأي الحاج كريم هلول بقوله {تجارنا لا يضيّعون الفرص فهم كالمنشار يأكل بكل الاتجاهات}، مضيفاً {تجار القرطاسية يرفعون كذلك أسعار المواد المخزنة في الستوكات ويبررون ذلك بارتفاع سعر الدولار او الجمارك، فأعذارهم جاهزة ولا يمكنك مقارعتهم او الاعتراض لأنه لا بديل أمامك}.
 
مراوغة
بينما قال المواطن صلاح مهدي نصيّف {يستطيع المواطن أن يراوغ التاجر للحصول على السلعة بسعرٍ مناسب بالتسوق مبكراً، اذ ان ارتفاع الأسعار في الأيام الأخيرة من العطلة الصيفية، أصبح ظاهرة معتادة ونطالب الجهات المعنية مثل غرف التجارة والأمن الاقتصادي، بوضع ضوابط تخص التجار الذين يقومون برفع الأسعار من دون مبرر، اذ ان ارتفاع الأسعار يصل الى النصف تقريبا في ظل غياب التسعيرة الثابتة}.
 
من جهتها تقول المواطنة أفراح محمد علي: {أصبحت ظاهرة ارتفاع الأسعار موسمية تبدأ مع بداية شهر رمضان وتأخذ منحى تصاعديا حتى حلول العيدين وقرب انطلاق الموسم الدراسي، ولذلك نتسوّق مبكراً خصوصا ملابس الأطفال، اذ  يعدها الطفل جزءاً من الاحتفال بسنة دراسية جديدة}.
 
رسوم جمركية
أما مسلم عقيل، صاحب محل لبيع الملابس فأخبرنا، ان {هناك اسراً تقوم بشراء الزي الموحد وملابس الموسم الدراسي، خلال الأيام التي تسبق فصل الخريف خوفاً من ارتفاع الأسعار، فكلما اقترب الموسم الدراسي وانتهت العطلة الصيفية نشهد ارتفاعاً مطرداً بالاسعار لجميع المستلزمات التي تتعلق بالمدارس}، وحول سبب ارتفاع الأسعار، أوضح عقيل {هي الرسوم الجمركية، اذ أصبحت التكاليف للحاوية الواحدة تتراوح من (2ـ 4 آلاف) دولار، وهذه الزيادة يتحملها المستهلك، فنسبة الفائدة التي يحتسبها التاجر هي 25 % كما ان التاجر يعتمد على العرض والطلب}.
 
فوائد
بينما رأت المواطنة أم هشام {ان عملية التسوق مبكراً لها الكثير من الفوائد من بينها تجنب الازدحام، لا سيما ونحن ما زلنا نعاني من موجات الفيروس العالمي كورونا، وكذلك تجنب ارتفاع الأسعار، فضلا عن مزاج التاجر المتقلب خلال الأيام الأخيرة التي تسبق الموسم الدراسي، بسبب كثرة الزخم، كما تتيح الفرصة أمام المواطن لاختيار ما يناسب ميزانيته}.
 
منع الاحتكار
وأشار المواطن مرتضى عبد الهادي الى أن {تجار الجملة يعملون على احتكار البضاعة لرفع أسعارها في مثل هذه الأيام ولذلك تجد الاسر تتسوّق مبكراً خوفاً من هذه الظاهرة، اذ يعتمد تاجر (الجملة) على هذه المناسبات لجني المزيد من الأرباح}.
مضيفاً {نتمنى قيام الحكومة بتفعيل الاسواق المركزية التي كان معمولاً بها سابقاً لمنع الاحتكار والتلاعب بأسعار هذه المستلزمات، أو أن تقوم وزارة التربية بتجهيز بعض القرطاسية على التلاميذ والطلبة كنوع من الدعم لهم ولاسرهم في هذه الظروف الصعبة}.
 
أسعار ثابتة
أما محمد هادي، صاحب محل قرطاسية، فأوضح {أن الأهالي يقبلون على تجهيز أبنائهم بمستلزمات القرطاسية واللوازم المكتبية الأخرى بوقتٍ مبكّر، خشية ارتفاع أثمانها مع قرب فتح المدارس لأبوابها، وبسبب تردّي وقلة المواد التي تجهزها مخازن وزارة التربية للتلاميذ والطلبة}.
وبيّن هادي {ما زلنا نبيع القرطاسية بأسعارها نفسها في العام الفائت بسبب وجود خزين جيد من البضاعة لدينا ولن نرفع الأسعار ما دام الدولار محافظاً على أسعار متقاربة للعام المنقضي}.