مشاريع تربية النحل في المثنى.. وظيفة لتحقيق الأحلام

ريبورتاج 2021/11/03
...

 احمد الفرطوسي
يعد النحل مخلوقاً عجيباً، اذ يجني العسل من بتلات الورود ورحيق الازهار ويعمل من ذاته بلا ملل او كلل،   وراقب الانسان الطبيعة ومعيشة النحل فيها، فصنع تجاويف كالتي شاهدها من المواد المختلفة الموجودة حوله، تلك النقطة جعلت من تربية النحل مهنة زراعية مهمة مبنية على اسس علمية واضحة وذات انتاج مرتفع من العسل والشمع.
وقد انتشرت مناحل العسل في محافظة المثنى لإنتاج عسل محلي يضاهي المنتوج المستورد وخالٍ من الغش، واثبت فعاليته كغذاء صحي وعلاجي واسهمت هذه المناحل في ايجاد فرص عمل للشباب في المحافظة.
يحدثنا المهندس الزراعي وصاحب منحل البديري وسام عبد الزهرة عن تجربته في انشاء منحل صغير لتحقيق حلمه، قائلا: يتكون منحلي الصغير من خلايا النحل وهي عبارة عن صناديق خشبية مغلفة بالشمع ونسميها بالإطارات الشمعية او الاقراص الشمعية، وانواع عديدة من النحل بالإضافة الى الانارة واجهزة ضبط درجات الحرارة ومساحات خضراء تحتوي على عدد من الازهار، ويضيف عبد الزهرة «النحل في الموسم الربيعي وخاصة النحلات الشغالات حديثات السن يفرزن الشمع ويعملن على بناء الاساس الشمعي بهذا الشكل الهندسي، اذ اثبت العسل المحلي جدارته في الاسواق لما يتمتع به من مواصفات عالية ذات الجودة والطعم، وذلك يأتي للإخلاص والصدق في انتاجه، وعالم النحل عبارة عن عالم راق يمتاز بأعلى درجات التنظيم والتركيب، وهو ما يميز طائفة النحل باعتبار ان طائفة النحل تحتوي على ثلاثة عناصر هي: الملكة والذكور والعاملات، ولكل فرد وظيفة وحسب الكثافة النحلية لطائفة النحل».
 
مشاريع
اما صاحب منحل الفرقدين المهندس محمد فؤاد ابو تنك فقال لـ»الصباح»: «ان مشاريع تربية النحل في المحافظة بدأت البادرة الاولى لتأسيسها بعد العام 2003، وبمرور الوقت شهدنا تطور المشاريع وتوسعها وصار عندنا مجموعة من النحالين المحترفين في المحافظة»، ويبين ابو تنك «لدينا انتاج وفير من خلايا النحل والطرود وكذلك العسل، وبدأنا نجهز اسواقنا المحلية بالأعسال المنتجة من المحافظة، وهي تمتاز بذوق وجودة جيدة وهذا ما اثبت من خلال روادنا من المستهلكين والمرضى الذين اصبحوا يستخدمون هذا العسل والحمد لله بدأ يعطيهم نتائج طيبة، وأهم انواع العسل المنتج محليا هو عسل السدر وعسل البرسيم وعسل الكالبتوز وهو من اجود انواع العسل».
 
أنواع
وعن ابرز انواع العسل يؤكد لنا محمد «ان خلية النحل بشكل عام تنتج ستة انواع، منها اولا الغذاء الملكي وثانيا العسل وثالثا شمع النحل و رابعا سم النحل وخامسا حبوب اللقاح، والذي يستعمل بكثرة اضافة لاستخدام الشمع مع الاعشاب، وان عالم النحل عالم ساحر ومنظم بشكل دقيق وسلوكيات النحل محددة بأطر بالغة التعقيد وكل هذه التصرفات تحدد دور كل منها في داخل الخلية».
 
تشجيع
من جانبه ذكر مدير زراعة المثنى عامر جبار الجابري لـ «الصباح»: «ان هناك العديد من المشاريع الارشادية تم تنفيذها من قبل مديريتنا وفي مناطق عدة من المحافظة والخاصة باقتناء النحل وتربيته والهدف منها هو التشجيع على اقتناء النحل من قبل الفلاحين»، واضاف الجابري «المناحل في مدينة السماوة لم تدخل مرحلة الانتاج الاقتصادي الكبير والمنظم، لكن جهود المزارعين في تطويرها مستمرة بعد وضوح النيات الحكومية في التطوير من خلال عمليات الاقراض الزراعية التي اسهمت في دخول مشاريع جديدة حيز العمل».
 
معايير ومقاييس
وبين مدير الزراعة «من اهم انواع العسل لدينا عسل الكالبتوز وعسل البرسيم وعسل السدر وعسل عباد الشمس، وحسب موسم الانبات وكل منطقة فيها نوع خاص، مثلاً العسل البري يعتمد على اشجار برية، وهناك عسل جبلي في المناطق الجبلية في الشمال ويكثر العسل الجبلي وله الوان خاصة مثلا الاسود عسل السدر وبه رغوة خاصة، وعسل الكالبتوز يكون لونه اصفر قاتما وعسل البرسيم يكون لونه اصفر».
ويؤكد «أن دورنا يتلخص بالقيام بفحوصات دورية والكشف عن الخلايا الخاصة من قبل النحالين وهو امر ضروري لضمان تواجد الملكة بداخل المنحل، وكذلك التأكد من سلامتها او طرق العناية بها وتربيتها يجب أن تكون وفق معايير ومقاييس محددة».
 
أساطير
ختاما نبين أن العسل مادة علاجية ووقائية وغذائية عالية القيمة، فهي مفيدة للاطفال والكبار على حد سواء، كما يعد طعاما مفضلا لدى الناس في كل العصور واستخدمه الفراعنة لتحلية بعض طعامهم ومداواة جراحهم وحروقهم، واعتبرته الاساطير اليونانية اغلى منح الطبيعة للاعتقاد بان الالهة خالدة لأنها اكلت الطعام الذي يحتوي العسل، وقد اعتاد خبراء التغذية أن ينصحوا به بانه الغذاء المتكامل الذي ذكر بالقرآن الكريم والذي لم تخل منه موائد العظماء.