التاريخ الطبيعي حماية النوع والحفاظ على البيئة

ريبورتاج 2021/12/06
...

 نادية سامي                       
انطلاقاً من أهمية دراسة التاريخ الطبيعي للأحياء وتنوعها وتأثيرها في الانسان صحياً واقتصادياً، ولمعرفة معيشة الكائنات الحية وأنماط سلوكها والتقصي عن العلاقات الطبيعية فيما بينها وتأثيرها بالمكونات غير الحية، والوقوف على حالة التنوع الأحيائي وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض وحالة الصون لها باعتبارها جزءا مهما من برامج التنمية المستدامة، عقد المؤتمر العلمي الدولي للتاريخ الطبيعي والحياة البرية، الذي أقامه مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي الأسبوع الماضي في كلية اللغات بجامعة بغداد. 
وبحضور السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس جامعة بغداد ومساعديه العلمي والاداري، إضافة لحضور عدد كبير من الباحثين والخبراء من جامعات وبلدان مختلفة عربية وأجنبية ومنها: مصر وليبيا والمغرب واليمن، فضلا عن إيران والولايات المتحدة الأميركية واسكتلندا وأستراليا وألمانيا وجمهورية الكونغو ورومانيا وكندا.
لمحة
أسس مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي - جامعة بغداد – في أيار 1946، باسم متحف التاريخ الطبيعي العراقي، ويضم في الوقت الحاضر أربعة أقسام هي: علم الحشرات واللافقريات، والأسماك، والفقريات،  والنبات والبيئة، ويهدف المركز الى الحفاظ على مجموعات العينات الحيوانية والنباتية والجيولوجية، كما يُعرض البعض منها بطرق عرض فنية جذابة لزائري قاعة المعروضات التي يضمها المركز، ويهتم المركز بتشخيص العينات لطلبة الدراسات العليا والباحثين الآخرين ولجميع مؤسسات الدولة، ويضم المركز مكتبة متخصصة في مجال علوم التاريخ الطبيعي تتوفر فيها الدوريات والكتب وقاعدة بيانات حول التاريخ الطبيعي، وللمركز مجلة علمية متخصصة ومُحكمة.
وله دور كبير في خدمة المجتمع من خلال متابعة الظواهر البيئية الطارئة، وعقد الندوات العلمية وورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة وغيرها للجامعات والمؤسسات المختلفة ذات العلاقة.
 
أهداف
ونظراً للمتغيرات الكبيرة في البيئة التي تواجه التنوع الأحيائي والحياة البرية، فمن الضروري إجراء الدراسات من قبل الباحثين والمهتمين في هذا المجال والتي تعطي وصفاً للواقع وفرصاً للتعرف على آخر المستجدات المتعلقة بالتنوع الاحيائي وسلامة الحياة البرية، إذ يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تبادل الخبرات بين الباحثين من مختلف الجامعات المحلية والعالمية، وإبراز الدور المهم والفريد لمركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي في الحفاظ على الحياة البرية وحمايتها وتعزيز الواقع الاقتصادي للعراق. 
 
تغيرات مناخية
الدكتور منير حميد السعدي رئيس جامعة بغداد قال: تأتي أهمية المؤتمر الدولي العلمي الأول عن التاريخ الطبيعي والحياة البرية للاطلاع على المتغيرات البيئية التي تطرأ على الحياة البرية في ظل ظروف تتأقلم جغرافياً، وتتأثر وفقاً للطبيعة التي تشهد تغيرات مفاجئة، والتي أمست تؤثر في التنوع الأحيائي للحياة البرية، وحتى في الحياة المائية، إن حماية الحياة البرية أصبحت مسؤولية عملية وعلمية من خلال الدراسات والبحوث الحقلية التي تسهم في معالجة الحالات البيئية الطارئة.
اذ إن من خلال اطلاعي على نوعية البحوث المشاركة والتي بلغت 66 بحثاً علمياً، ستكون لها توصيات واضحة في الحفاظ على هذه الثروة الحياتية، فمخرجاتها ستصب في حماية التنوع الأحيائي والتراث الطبيعي والمحميات الطبيعية والارتقاء بالنظم البيئية.
 
التخصصات النادرة
أما رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومدير مركز بحوث التاريخ الطبيعي بجامعة بغداد الدكتور رزاق شعلان عگل فقال: استكمالاً للدور المهم لمركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي - جامعة بغداد عن العمومية الشائعة في المؤتمرات السابقة، فقد نضجت فكرة هذا المؤتمر العلمي التخصصي الدولي الأول للتاريخ الطبيعي والحياة البرية، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى العراق ليستهدف مشاركة وتبادل الأفكار والنشاطات والنتاجات البحثية المحلية والعالمية ومناقشة المشكلات ذات الاهتمام والاختصاص المشترك والتي سترتقي بالبحث العلمي وتلبي متطلبات المجتمع لبناء القدرات البحثية الممزوجة بالخبرات الميدانية في مجال الحياة البرية التي تعد من التخصصات العلمية النادرة في العراق والمنطقة الاقليمية.
إن الحفاظ على التنوع الأحيائي يمثل أهمية خاصة من الناحية الأكاديمية والعلمية والصحية، اذ تشير الدراسات الى أن تقلص التنوع الأحيائي يزيد من مخاطر إصابة الانسان بالكثير من الأمراض، فضلاً عن أهميته في تنشيط الاقتصاد واستثمار الموارد الطبيعية، وما شهدته مفاهيم السياحة البيئية من تطور حتى أصبحت تشكل مورداً مهماً في الموازنات المالية للعديد من دول العالم، كما يتوجب على الجميع مواجهة المخاطر التي تتعرض لها الطبيعة كالصيد الجائر والزحف العمراني الكبير نحو المساحات الخضراء المحيطة بالمدن وتقلصها بشكل كبير، ما يزيد من مخاطر تلوث الهواء واستنفاد المياه وتنامي التصحر، واستخدام المواد الكيميائية السامة التي تضر الانسان والبيئة والعمل على استخدام المواد الطبيعية والأعداء الحيوية في مكافحة الآفات المختلفة، وتفعيل القوانين التي تسهم وتدعم التوازن البيئي ومنع الصيد الجائر وإنشاء المحميات وحماية المواقع الطبيعية، وعليه لا بد من تكاتف جهود جميع الباحثين والمختصين للخروج برؤية علمية من خلال هذا المؤتمر، ومدّ جسور السلام للطبيعة والمعمورة التي نعيش عليها برؤية مستدامة لمواردها.
 
 معرض فني 
وعلى هامش المؤتمر أُقيم معرض فني شارك فيه 10 فنانين عراقيين، اذ بين المشرف على المعرض التدريسي والفنان التشكيلي وعد عدنان: اختلفت أعمال المعرض بين التنوع الأحيائي وبيئة الحياة البرية وأنواع مهددة بالانقراض، وتم افتتاح بانوراما كهوف الطار التي استعملت فيها: الفلين والأسلاك والجرائد ونشارة الخشب، اذ أشار الى أن قياسات الكهوف 4 أمتار في 3 أمتار.