مهرجان الرمان السنوي بنسخته الثالثة

ريبورتاج 2021/12/14
...

  خالد ابراهيم
 
يقام سنوياً في مدينة أربيل مهرجان ومعرض خاص بالرمان والمنتجات المحلية الخالصة، وقد انطلق هذا العام بنسخته الثالثة، بمشاركة نخبة واسعة من الفلاحين الذين يعرضون منتجاتهم الى جانب اصحاب الحرف والمهن اليدوية من الرجال والنساء.
وينظم هذا المهرجان من قبل فلاح يسمى بالفلاح النموذجي لاجتهاده وعمله الدؤوب والمستمر في تطوير العمل الزراعي.
عرض المنتج المحلي
وقد التقت «الصباح» الفلاح النموذجي آزاد محمد فتحدث قائلا: «إن هدفي من هذا المهرجان هو عرض المنتجات الزراعية المحلية وتقديمها لمواطنينا وتعريفهم بها، وأن يكون الاعتماد على المنتج المحلي الزراعي ليكون هذا المهرجان داعماً للقطاع الزراعي والفلاحين عموما، وايضا لتعريف المجتمع والناس بكل الطاقات النسائية والشبابية، وبالذين لديهم ابداعات سواء في مجال الزراعة او المهن او الحرف، فهذه المهرجانات تقدم للعالم صورة ايجابية بأننا نمتلك طاقات ابداعية، ولدينا ايدٍ عاملة ذات كفاءة عالية، والأهم من كل هذا إن هذه المهرجانات هي لغرض تسويق المنتجات الزراعية المحلية، وهذا المهرجان هو الثالث من نوعه الذي يقام في مدينة اربيل، فقد توسع المهرجان وازداد عدد المشاركين فيه، ويلقى الآن رواجاً وحضوراً منقطع النظير من قبل المواطنين والمهتمين بشكل عام، لذلك أتمنى من الجميع الحضور ودعم هكذا
مهرجانات.
 
«راديتر» السيارة
وفي مختلف مدن ومحافظات اقليم كردستان هناك انواع واصناف عدة من الرمان، وحول هذا الموضوع اردف الفلاح النموذجي قائلا: اذا ما اردنا التحدث عن الرمان في هذا المهرجان فهو يتألف من رمان حلبجة،  الذي يكون على عدة انواع مثل رمان (سالخاني) الذي يتم عرضه في هذا المهرجان، ورمان اميركي
(اندرفود). 
اما الرمان الذي نشاهده هنا فهو الرمان الذي قمنا بالمحافظة عليه، وهو محل افتخارنا في اقليم كردستان، اما الرز فكما تعلمون قد تم منعه في جنوب العراق بسبب قلة الامطار وشحة المياه، وانا قمت باعداد فكرة لزراعة وانتاج الرز منذ عام 2011 وذلك من خلال طريقة القطرة ودوران المياه، وهذه الطريقة  تحافظ على عدم اضاعة اي قطرة من المياه، وهي مستوحاة من طريقة دوران المياه في «راديتر» السيارة، والفكرة الاخرى التي انا مشغول بها منذ 9 أعوام هي زراعة البهارات، واتمنى أن أقوم بتصدير هذه البهارات من اقليم كردستان الى الخارج وليس العكس لتعود بالمنفعة للبلاد.
 
أرضنا فخرنا
وتمتاز التربة في عموم العراق، ولا سيما اقليم كردستان بخصوبتها وجودتها في زراعة مختلف المحاصيل الزراعية، ويضيف آزاد بهذا الخصوص: ان ارض العراق هي ارض نفتخر بها، والتاريخ يشهد منذ سالف الأزمان، فقديماً كانت هنالك قرية في كردستان تدعى قرية «چرمو» وهي تعد اول قرية على مستوى العالم تحترف الزراعة، ولا بد أن نعود لهذه الفكرة، لأنه بعد 10 اعوام مقبلة قد ينفد النفط، ويجب أن نفكر اذا ما نفد النفط ماذا سيحل مكانه، ولهذا أنا من هذا المكان اطلب من الحكومة أن تلتفت لقطاع الزراعة وكل المنتجات التي تعتبر قوتا للشعب، ولكي نجعل الزراعة بديلا عن النفط، فانا لا أرسل الرمان لأية دولة في هذا العام، لأن منتوج الرمان لهذا العام قليل وانا اود أن أعطي الرمان الذي أقوم بزراعته
لشعبي.
 
تنوع 
تتنوع المنتجات والمحاصيل الزراعية والتي تنتج من قبل الفلاحين في اقليم كردستان، وللحديث اكثر عن هذا الموضوع تحدث السيد آزاد اراس وهو مشارك في المعرض لـ«الصباح» قائلا: شاركت في مهرجان ومعرض الرمان المقام في مدينة اربيل بمنتجات محلية، تشمل الحلويات الخاصة بنا، مثل دبس الرمان والراشي والعديد من المنتجات المحلية التي تشتهر بها مختلف مدن اقليم كردستان، وكذلك جلبنا مواد من مختلف القرى والاقضية والنواحي، مثل  شارزور وهورمان وحلبجة وايضا من السليمانية وقلعة دزة واربيل، من اجل أن نوفر المنتجات المتنوعة، وذلك ليجد الزبون كل ما يريد تحت أنظاره وفي متناول يديه، وهذا المهرجان هو من الفعاليات السنوية الرائعة، لذلك اتمنى أن يكون اكبر واوسع في قادم
السنين. 
 
خضر البلدان الآسيوية
مما لا شك فيه أن هنالك انواعاً كثيرة من الفواكه التي يتم استيرادها من خارج البلاد، وحول هذا الموضوع تحدث السيد يوسف جلال، وهو مشارك في المهرجان ليقول: أنا أعمل في مجال الخضر والمنتجات الزراعية، وددت أن يكون عملي في هذا الاتجاه مختلفا وليس تقليديا، فقد قمت باستيراد بعض انواع الخضر والفواكه من بعض البلدان الآسيوية، مثل تايلند والصين وماليزيا، وبعد ذلك تجمع في دبي ونحن نقوم بجلبها من هناك، وهي خضر وفواكه جديدة.
 
تعريف
 ويقدم اراس شروحات وتوضيحات لزائري المعرض بغية تعريف الناس بالفواكه الآسيوية الجديدة واردف: «نحن هنا نقوم بتقديم شروحات مفصلة في المعرض لكيفية جلب هذه الفواكه وما هي فوائدها، فكما تعلمون ان الفواكه فيها فوائد جمة، واحببت أن اشارك في هذا المهرجان من اجل أن نقدم منتجاتنا، وأن يطلع الناس على هذه المنتجات من الفواكه والخضر الجديدة والمتنوعة، فالكثير من المواطنين يرونها لأول مرة ويتعرفون على انواع الفواكه التي لا توجد هنا في اقليم كردستان والعراق
عموما».
اما المشارك ئاورة محمد، فادلى بدلوه في هذا المجال قائلا: هذا المهرجان يقام لمرة واحدة في السنة، لذلك اتمنى أن يكون اكثر من مرة في السنة لأهميته، لذلك نحن نقوم بعرض وبيع منتجاتنا، وهي مهرجانات مهمة جدا فهي مهمة لتعريف العالم اجمع بمنتجاتنا المحلية  عن كثب، وخصوصا منتج الرمان المحلي الذي اتمنى أن تتم الاستفادة منه كمصدر زراعي مهم يعود بالمنفعة على الجميع، ويمتاز بوفرته ومذاقه الطيب.
 
مشكلات
اما الفلاح اسو دلشاد فقد حدثنا عن مشاركته في المهرجان قائلا: هذا العام هو العام الثالث الذي يقام به مهرجان في مدينة  اربيل لدعم الزراعة والصناعة المحلية، والمشاركون هم من دهوك وكركوك وخانقين ومنطقة هورمان، وجميعهم يشاركون بمنتجاتهم المحلية، فبحسب الاحصائيات المبدئية، هناك آلاف الاطنان من منتج الرمان، ولعدم وجود مكان لتخزين هذا المحصول لا يتمكن الفلاحون من الاستفادة الكلية منه، والسبب إنه في فصل الخريف تكون هنالك نسمات برد وهذا يسبب تلفه، ولا يوجد مكان خاص لخزن الرمان او تصديره الى خارج البلاد، فيكون بنسب ضئيلة جدا، لأنه يحتاج الى تكاليف عالية ونقله يحتاج لوقت طويل وقد يتسبب بتلفه، فسنويا يتم تصدير ما يقارب  100 الى 50 الف طن الى خارج البلاد، لا سيما بريطانيا، وبعض اصحاب محصول الرمان يقومون بارسال ما يتم انتاجه الى خارج البلاد، وايضا يتم ارساله الى باقي المحافظات في وسط وجنوب العراق، وبسبب التغيرات المناخية لا يستفيد الفلاحون في كردستان من منتجهم الذي يقومون بزراعته وخصوصا هذا العام كان هنالك جفاف كبير وشحة في الامطار، ما كان له تأثيرات كبيرة في المنتج المحلي  عدا بعض المناطق مثل بنجوين وغيرها، فقد كانت تأثيرات شحة المياه عليها قليلة بالمقارنة مع المناطق الاخرى التي تمتاز بارتفاع درجات الحرارة
فيها.
اما المشاركة هستي حميد فقالت: نحن نعمل بالمنتجات المحلية الخالصة، وكل هذه المنتجات الموجودة هي  من صنع ايدينا، ولا توجد فيها اي مواد مستوردة، لذا نود أن يعود الناس الى المنتجات المحلية اليدوية وأن نبتعد عن المستورد الذي لا نعلم ماهي الاضافات غير الصحية فيه وكيف يصنع، اذ نقدم الزبيب المحلي المعروف لدى الجميع، وهو افضل من المستورد الذي يجلب من دول الجوار، ونقوم بتجفيفه بطريقة صحية جدا وبدون اي اضافات، اي لا نضيف المواد الحافظة عليه، والناس يقبلون عليه، لأنهم يعرفون مدى نظافة  المنتج ومذاقه اللذيذ، وكل ما نراه يوميا في المولات والاسواق هي مواد مستوردة من دول الجوار وبقية الدول على الاغلب، ولكن هكذا مهرجانات تقدم المنتج المحلي الخالص، وتواجدنا هنا لنكون اقرب الى الناس ونعرفهم على كل منتجاتنا المحلية التي تمتاز
بجودتها.