اسراء السامرائي
تراوحت آراء الناس باستخدام تطبيق «التيك توك» أحد برامج التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت بين القبول والرفض، بينما وجد بعض الباحثين الاجتماعيين أنه يزيد من النرجسية للمستخدمين إلى جانب العزلة الاجتماعية، ويعد مصدراً سهلا للتحرش اللفظي ومضيعة الوقت، في غضون ذلك نفت وزارة الاتصالات إغلاق الموقع الالكتروني الخاص بموقع العراق لتطبيق «التيك توك» ولم يتم ذلك الا بقرار حكومي.
إلغاء
وقال المواطن عمر عبد الباقي 37عاما لـ «الصباح»: إن استخدام تطبيق «التيك توك» أدخل عادات غريبة على الأطفال، خاصة أن لديه ولدين الأول في الحادية عشرة من العمر والآخر في الخامسة عشرة من العمر، حيث تعلما عادات غير مسبوقة وغريبة الى جانب أنه يلهيهم عن دراستهم ويأخذ جزءا كبيرا من يومهم، ما اضطره الى مسح التطبيق من أجهزة الموبايل الخاصة
بهم.
الباحث الاجتماعي عبد الزهرة البياتي أكد أن استخدام تطبيق «التيك توك» بشكل سيئ أدى الى إحداث العزلة الاجتماعية، بالرغم من أن التطبيق يدور حول التواصل الاجتماعي مع الجمهور، إلا أنه في الواقع يميل مستخدموه إلى العزلة الاجتماعية لدرجة أنهم لا يستطيعون الاهتمام بالعلاقات، التي يحيطون بها ويفضلون الشاشة على تلك العلاقات، فضلا عن أنه مضيعة للوقت، اذ يقضي مستخدموه ساعات طويلة على هذا التطبيق، ويستنزفون الكثير من الوقت، الى جانب ذلك يظهر البعض بفيديوهات استعراضية غير مقبولة بمجتمعنا العراقي لزيادة نسبة المشاهدة وجعلها «الترند» (بحسب اللغة التيكتوكية التي يستخدمها جمهور التيك توك)، ويعد مصدرا للتحرش اللفظي وخلق المشكلات، خاصة أن المستخدمين بدؤوا يتواصلون على أرض الواقع، ويمثل هذا الجانب تهديدا لهم وهو مصدرٌ للابتزاز ايضا لأنه يختلف عن باقي التطبيقات الأخرى، اذ يمكن لاي شخص استخدامه ومتابعة محتواه من دون اي حساب أو رقم خاص.
هوس
وأشار الى أن معظم مستخدمي التطبيق مهووسون بنفسهم بتصوير مقاطع فيديو أثناء قيامهم بالأعمال اليومية، وعندما تكون نسبة المشاهدة ضعيفة لمحتوى بعض الأشخاص يكون هناك عامل لزيادة الضغط والاكتئاب مما يعكسه الشخص على الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه.
وبيّن البياتي أن التطبيق لا يخلو من بعض الايجابيات، لكونه يزيد من نقل المعلومات والأخبار والتعارف وزيادة العلاقات الاجتماعية عبر الواقع الافتراضي الى جانب حدوث بعض الزيجات وتعلم مختلف المهارات.
قرار رسمي
وزارة الاتصالات أفادت في تصريح ردا على الانتقادات التي وجهت لهذا التبيطق من قبل بعض الفئات، بأنها تجد أن اغلاق التطبيق يأتي بقرار حكومي خاص، المتحدث باسم الوزارة رعد المشهداني أكد لـ «الصباح» أن الوزارة غير مخولة بإغلاق تطبيق «التيك توك»، الا اذا كان هناك قرار حكومي صادر عن مجلس النواب والحكومة العراقية وهيئة الاعلام والاتصالات.
وبيَّن أن بعض الانتقادات وردت على استخدام التطبيق وآثاره في الأطفال وغيرهم، الا أنه تطبيق يشبه التطبيقات الاخرى التي تستخدم في
البلاد.
وبيَّن أن الوزارة لم تتخذ حتى الآن أي اجراء خاص بإغلاق الموقع «الالكتروني لتطبيق التيك توك الخاص بموقع العراق»، وسيتم اتخاذ اجراءات تنفيذ اغلاقه حال وجود قرار رسمي من الجهات اعلاه بعد اعداد دراسة لسلبيات وايجابيات التطبيق من قبل المختصين في
الوزارة.
وأردف أن الوزارة تدعم حرية الرأي والتعبير وتكفله بالشكل الذي يتناسب بمحتوى التوجه الاجتماعي لمختلف شرائح
المجتمع.
مشكلات أسريَّة
وفي السياق ذاته بينت المواطنة شيماء محمود (33 عاما) في حديثها أنه عندما ثبتت التطبيق بهاتف الموبايل وعملت حسابا خاصا به، تلقت حينها الكثير من طلبات التعارف من أشخاص تتراوح أعمارهم بين الـ 16 و الـ 20 سنة، مما اضطرها الى حذف التطبيق، بعد أن كانت تتابع التبويبات الخاصة بالطبخ والأفكار المنزلية، لكون التطبيق غير قادر على احتواء المشكلات، التي يتسبب بها الأطفال والمراهقون عبر التطبيق، اضافة الى أنه سبَّبَ الكثير من الخلافات مع زوجها بسبب الغيرة والسهر لساعات متأخرة لمشاهدة الفيديوهات، التي تنشر عبر التطبيق.
وطالبت الجهات المسؤولة بفرض رقابة على استخدام التطبيق من جميع المستخدمين اسوة بباقي التطبيقات الخاصة بالتواصل الاجتماعي.
يشار الى ان تطبيق الـ(تيك توك) تمكن من تحقيق تقدم كبير بين مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تخطّى كلًّا من الـ(فيس بوك وانستغرام وسناب شات ويوتيوب) من حيث عمليات التثبيت، وتشير الوكالات العالمية الى أنه في العام 2018 بلغ عدد رواد المنصة اكثر من 500 مليون مستخدم
شهريا.