خالد ابراهيم
انطلق في مدينة أربيل المعرض الدولي الاول من نوعه الذي يختص بصورة البورتريت، والذي جرى بمشاركة دولية وعربية ومحلية لعشرات الصور الرائعة، والتي تحمل ثقافات وفولكلور الشعوب، حاملة معها رسائل المحبة والجمال والسلام. المعرض عرضت فيه مجموعة كبيرة من صور باسلوب البورتريت وباساليب متنوعة، تحمل معها عبق الجمال والرقي والمحبة. وللتعرف أكثر عن هذا المعرض الدولي والمشاركين فيه عملنا هذا التحقيق.
التقت «الصباح» عددا من منظمي المعرض ومنهم السيد سفين حميد وهو أحد المصورين المحترفين المشاركين في المعرض اذ قال: نحن نشارك في هذا المعرض، وفيه أعمال مميزة، المعرض كان موجودا في بغداد ولكن نحن وبالتنسيق مع اتحاد المصورين العراقيين استطعنا أن ننقله الى اربيل، واما المصورون في كردستان فتمكنوا من أن يشاركوا فيه ايضا، ولخلق نوع من التعاون، وان يكون الفوتوغراف جسرا للمحبة والسلام بين كل طوائف الشعب العراقي، وايضا للعلاقة مع بقية الشعوب، حيث إن الموجودين هنا مصورون اجانب ومصورون من دول عربية ومن العراق، وهذا يبين أن الفن ذو درجة عالية، اي إنه هو اكثر اهمية من بقية الامور، المعرض هو خاص بالبورتريت وفيه تجارب لمصورين بارعين، ويمكن للحاضرين أن يستفادوا من تجارب هؤلاء المصورين في تنمية قدراتهم وطاقاتهم واضافة تجارب لهم.
ثقافات الشعوب
واضاف حميد: اذا ما تنقلت بين صور المعرض ستشعر أنك في رحلة بين دول عديدة، للتعرف على ثقافات الشعوب في العالم، فالانسان لا يستطيع أن يسافر يوميا او ينتقل، لكن الصورة استطاعت أن تنقلنا الى عوالم مختلفة، حيث الجمال والثقافة فيها كل شيء جميل، وإن الأجمل ما في المعرض إن الجميع يتعاملون بروحية جميلة وبتعاون منقطع النظير، من دون التفكير بالمواضيع المادية، الكل يعمل بتطوع وبروح عالية جدا الكل تعاون من اجل اتمام هذا المعرض، ومن الممكن أن ندرس نقل هذا المعرض الى محافظات اخرى لنشر رسالة المحبة والسلام.
اما المصور عمر كريم وهو احد المصورين المشاركين في المعرض والذي حدثنا قائلا: هذا المعرض يحمل أهمية خاصة لأنه معرض دولي وليس محليا، وهو خاص بالصور البورتريت، ولأول مرة وبهذا الحجم والاتساع وبشكل دولي، اذ هنالك مصورون أوروبيون مشاركون وهم حاصلون على جوائز عالمية، وايضا مجموعة من المصورين العرب الذين لديهم باعهم واسماؤهم، وايضا مجموعة من المصورين الكرد المحترفين والبارعين في مجال التصوير الفوتوغرافي، وهنالك أساليب وأنواع عديدة في مجال التصوير الفوتوغرافي ولكن تمَّ اختبار اسلوب البورتريت، وذلك لنقل فولكلور الشعوب، وان بعض المصورين المشاركين استطاع أن ينقل الحالة الانسانية والنفسية لشعبة، ونقله الى العالم اجمع من خلال الصور، ونحن خمسة مصورين من الكرد شاركنا واستطعنا من نقل الفولكلور الشعبي والتراث العريق لشعبنا من خلال هذه الصور، ومن خلال ملامح الاشخاص والملابس والحالة النفسية، لكي ننقلها من خلال الصورة للعالم بأسره.
صور حية
واضاف كريم: واحد من خصائص الصور الشخصية هي صور حية أكثر من باقي الاساليب والانواع في عالم التصوير الفوتوغرافي، وذلك لأنها تعطي جمالية خاصة وتنقل الحالة النفسية والتي يعيشها ذلك الانسان في تلك اللحظة من خلال الصورة، وتعطي جمالا منقطع النظير وهي حالة جمالية للمتلقي، وتكون صورة حية. وفي عالم التصوير عالميا تكون الصور الشخصية للأشخاص أجمل وأقرب للمتلقي من بقية الاساليب، لأنها تنقل حالة وتنقل حدثا معينا وتحمل رسائل جميلة كثيرة جدا.
قوة الاواصر
ايضا التقت {الصباح} السيد ابو الحسن علي رئيس اتحاد المصورين العراقيين، والذي ادلى بدلوه قائلا: هذا المعرض يعدُّ الدولي الاول للبورتريت، فهو دائما يكون جزءا من المحور العام، فقد طاب لنا أن يكون هذا المعرض مخصصا فقط للبورتريت، لأنه من خلاله تتعرف على ثقافة الشعوب والكثير من العادات والتقاليد وتاريخ هذه الشعوب، والمعرض يشارك فيه مصورون من مختلف بلدان العالم ومن داخل العراق واقليم كردستان، وهناك مشاركات شرفية لدعم المصورين الشباب، منها من مصور فرنسي رضا دقتي ومصور فرنسي آخر هو الرك بيرك الروفارج، وديفيد ليزر من استراليا، وفيلب بروكرس من بريطانيا، هؤلاء شاركوا بصور شرفية دعما للمصور العراقي الشاب.
دعم الصورة الفوتغرافية
يبين ابو الحسن: تشارك في المعرض مجموعة كبيرة من مختلف بلدان العالم لأكثر من 85 صورة فوتغرافية بمختلف القياسات، عكست ثقافات وجوه شعوب مختلفة، نسعى من خلال هذا المعرض دعم الصورة الفوتوغرافية وكذلك المصورون وتعزيز الثقافة البصرية لدى المصورين، فقد خططنا أن يكون المعرض في كل محافظات العراق، وهذا هو العرض الثاني لكون اربيل تعد عاصمة الثقافة الكردستانية في اقليم كردستان، وقد أقيم المعرض بالتعاون مع مديرية الشوؤن التشكيلية، ونحن نسعى دائما الى تعزيز ثقافات المصور ونشاطات مميزة تعكس نجاح المصور، الغاية من المعرض عدم وجود اسماء للمصورين هو دليل على أن المصور العراقي قادر على أن ينافس مع بقية مصوري العالم، عموما الصورة الفوتوغرافية هي صورة انسانية تعكس رسائل كثيرة، غايتها عكس المحبة والجمال والسلام والتواصل، فبغداد واربيل والسليمانية ودهوك والبصرة والناصرية والعمارة هي جزء من بلد كبير نعيش فيه، ولذلك نحن نقول إننا شركاء في كل شيء؟، شركاء في هذا الحب، شركاء في لحظات الحزن، شركاء قي لحظات الفرح، والمصور في اقليم كردستان لا يختلف عن المصور في بقية المحافظات، لأنه جزء من منظومة انسانية. نسعى لتعزيز الاواصر وأطر المحبة بين المصورين والتلاقح الثقافي وتبادل الخبرات، ونسعى لاستقبال مصوري الاقليم في بقية المحافظات، في سبيل أن نعزز من قدرات المصور العراقي ونعكس مدى نجاحه وابداعه في هذا المجال.
فريق واحد
واردف علي: انها تجربة جميلة أن يحضر في المعرض وليس بالضرورة ان يكون مهتما بالتصوير، لكن من خلال الصورة بإمكاننا ان نوصل رسائل للجميع، بأن لا شيء غير المحبة قادر على على ان نتواصل ونعيش بسلام وبمحبة، لنترك كل الخلافات جانبا اليوم فنحن بحاجة الى أن نكون فريقا واحدا، ولحمة واحدة في سبيل العراق، وان الشعوب هي بالاساس تربطها المحبة والعلامات الانسانية، ولذلك هذا هدفنا في هذا المعرض هو تعزيز القيم الانسانية لدى
الشعوب.