العراق وإيران يشددان على توظيف الجهود للقضاء على الإرهاب
العراق
2019/03/13
+A
-A
بغداد / الصباح
ثمّن العراق، في البيان الختامي الذي أعقب جلسة المباحثات الرسمية التي ترأسها عن الجانب العراقي رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي فيما ترأسها عن الجارة الإيرانية رئيس الجمهورية حسن روحاني، موقف الجمهورية الاسلامية الإيرانية في مساعدته في محاربة الارهاب كونها أول المسارعين الى تقديم الدعم اللوجستي والاستشاري، والوقوف معه في حربه ضد الارهاب، فيما أشاد الطرف الايراني بقرار العراق بانه لن يكون جزءا من منظومة العقوبات. معبراً عن موقفه الثابت تجاه دعم العملية السياسية في العراق والتي تمثل جميع ابناء البلاد، وسيادته الوطنية ووحدة أراضيه وكافة الاجراءات التي يتخذها في مواجهة الارهاب.
يأتي ذلك في وقت جدد فيه روحاني، خلال لقاءات عقدها، أمس الثلاثاء، مع القادة والزعماء السياسيين ضمن منهاج زيارته إلى العراق، استعداد طهران لتنمية علاقاتها مع بغداد في جميع المجالات، موضحا ان استقرار العراق واستتباب أمنه يحظيان باهمية بالغة بالنسبة لبلاده.
البيان الختامي
وأضاف البيان الختامي الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن «الطرفين أجريا مباحثات مهمة في أجواء أخوية وودية وبناءة، وأعربا عن رغبتهما في تطوير العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية والصحية والتجارية والثقافية والعلمية والتقنية وغيرها»، مؤكدين على «عمق الترابط التأريخي والشعبي والثقافي والديني والجغرافي بينهما».
وشدد الطرفان على «التقارب الثقافي والحضاري بين البلدين وأشادا بدور الجامعات والمراكز الثقافية والعلمية والفنية والاكاديمية في هذا المجال وأبدى الجانب الايراني استعداده لتزويد الجانب العراقي بما لديه من خبرات علمية وتقنية وبحثية، وقابله الجانب العراقي باستعدادات مماثلة لتطوير إمكانيات وعلوم وخبرات البلدين».
وتباحث الجانبان في «جملة من القضايا الاقليمية والتحديات المشتركة ومحاربة الارهاب والتعاون من أجل تعزيز أمن واستقرار المنطقة وبناء شراكات اقتصادية تعود بالنفع والرفاه على شعوبها.
كما تطرق الطرفان الى أمن المنطقة ودورهما الأساسي في ازدهارها الاقتصادي ورقيها التجاري وأكدا على أن إرساء الأمن في المنطقة هو مسؤولية ابنائها.
واكد الطرفان عزيمتهما الراسخة لمكافحة الارهاب والجرائم المنظمة العابرة للحدود والتي تهدد الامن والسلام في المنطقة، كما شددا على توظيف كافة الجهود للقضاء على الارهاب سياسياً ومالياً وفكرياً».
وتباحث الطرفان في «جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات عدة، منها: النفط والتجارة والصحة والنقل لإنشاء السكك الحديد بين الشلامجة والبصرة، وتسهيل التأشيرات لرجال الاعمال والمستثمرين لكلا البلدين.
كما ناقش الطرفان مسودة اتفاقية امنية على ان تقدم رسميا الى القنوات الدبلوماسية لتمريرها واتخاذ الاجراءات الادارية والقانونية بشأنها».
وأكد الجانبان أهمية إنشاء منافذ حدودية جديدة بينهما، واقامة مدن صناعية مشتركة وتنفيذ النقل المباشر للبضائع بين البلدين من دون تفريغها في الحدود الدولية بينهما.
وتناول الطرفان إجراءات انتقال القوى العاملة الماهرة بين البلدين والتعاون الصحي والعلاجي والتعليمي والطبي وتجارة الادوية وتسهيل تسجيل شركات الادوية بين البلدين.
وأكد الجانبان سعيهما لمضاعفة التبادل في مجالات التجارة والاستثمار والاقتصاد والخدمات الفنية والهندسية والصناعية، بما يعزز التنمية في البلدين والمنطقة. وفي هذا المجال أعرب الجانب الايراني عن دعمه لاعمار العراق من خلال تقديم الخبرات ومشاركة الشركات الايرانية في المجالات المذكورة اعلاه ، وقد رحب الجانب العراقي بمشاركة الشركات الايرانية والمستثمرين الايرانيين في هذا الصدد وطالب بتسهيلات مقابلة لعمل الشركات ورجال الأعمال العراقيين في إيران بما يحقق المصالح المشتركة.
وقد ناقش الطرفان سبل تسهيل منح التأشيرات لرعايا البلدين لأغراض السياحة والزيارة والتجارة والسياحة العلاجية والزيارات الدينية. كما تم الاتفاق في هذا الصدد على تسهيل منح التأشيرات لرجال الاعمال في كلا البلدين. واعلن الطرف الايراني عن إلغائه رسوم التأشيرات للمواطنين العراقيين اعتباراً من تأريخ 1 نيسان 2019، كما اعلن الطرف العراقي المعاملة بالمثل بالتزامن مع الطرف الآخر.
وبالنسبة لشط العرب، أعلن الطرفان عزمهما الجاد على تنفيذ اتفاقية الحدود وحسن الجوار بين العراق وايران المؤرخة في 13 حزيران 1975 والبروتوكولات والاتفاقات الملحقة بها، بحسن نية وبدقة، ولذا قرر الطرفان البدء بعمليات مشتركة لتنظيف وكري شط العرب بهدف اعادة قناة الملاحة الرئيسة (التالوك) وفق اتفاقية 1975 المذكورة والبروتوكول المعني بذلك في اسرع وقت.
ووفقا للفقرة اعلاه تبقى منصة العمية منصة عراقية كما كانت، من دون ان يؤثر ذلك في مباحثات الطرفين في تحديد الحدود البحرية بين البلدين.
لقاءات مكثفة
في غضون ذلك، أفاد بيان لمكتب رئيس ائتلاف دولة القانون، تلقته «الصباح»، بأن نوري المالكي التقى رئيس جمهورية ايران الاسلامية حسن روحاني الذي يزور العراق حاليا، مبينا انه جرى خلال اللقاء بحث مستقبل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين الجارين، كما تمت مناقشة الوضع الإقليمي والتحديات التي تواجهها المنطقة.
واكد المالكي «إمكانية أن يلعب العراق وإيران دورا مهما في دعم وارساء الاستقرار في المنطقة»، داعيا الى «المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين على مختلف الأصعدة، و لاسيما في مجالي السياسة والاقتصاد».
بدوره، اكد روحاني استعداد بلاده «لتنمية علاقاتها مع العراق في جميع المجالات»، موضحا ان «استقرار العراق واستتباب أمنه يحظيان باهمية بالغة بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية».
كما التقى الرئيس الإيراني، رئيس تحالف الإصلاح والإعمار، السيد عمار الحكيم وبحثا سبل تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين ومستجدات الاوضاع في المنطقة.
وفي السياق نفسه التقى روحاني‘ رئيس ائتلاف النصر حيدر العبادي وتمت مناقشة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والاوضاع السياسية والعامة في العراق والمنطقة.
واكد العبادي اهمية التعاون مع الجمهورية الاسلامية وتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين والحفاظ على ما تحقق في النصر على الارهاب، في حين أشاد روحاني بقيادة العبادي للمرحلة السابقة التي تحقق فيها النصر على الارهاب الداعشي.
وخلال لقائه عددا من النخب والعشائر العراقية، قال الرئيس الإيراني إنه «لا احد في العالم يشك ان المنتصر الوحيد في المعركة ضد الارهاب هو الشعب العراقي»، مؤكداً «لا بد من ان نكون مستعدين للتصدي للإرهاب لأنه لم يتنه حتى الان».
ولدى لقائه رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار الامن الوطني، فالح الفياض، أشاد روحاني بـ»بطولات وتضحيات الحشد الشعبي في مسار مكافحة الارهاب وارساء الامن والاستقرار في العراق»، وقال: ان «محاربة الارهابيين في العراق تحققت بواسطة بطولات الشعب العراقي وكانت فخرا للمسلمين والعالم الاسلامي».
وعد الرئيس الايراني حضور وفتاوى العلماء الكبار في ايران والعراق في مسار مكافحة الارهاب ومناهضة الاستعمار بانها قيمة وجديرة بالاهتمام وتصب بمصلحة شعوب المنطقة» مضيفا، ان «الحشد الشعبي له مكانة مهمة للغاية في ثقافة وتعزيز التضامن الوطني في العراق».
ووصف روحاني الاربعينية الحسينية وحضور الملايين لزيارة الامام الحسين (ع) في العراق افضل رمز لمحبة شعبي البلدين لاهل البيت (ع)، معربا عن أمله في تحقيق اهداف الشعبين في سياق تحقيق السلام والتنمية في المنطقة.
بدوره اعتبر الفياض في هذا اللقاء، زيارة روحاني الى العراق «بانها مهمة وتندرج في اطار مصالح شعبي البلدين، موضحا ان تطوير العلاقات والتعاون بين ايران والعراق يمهد الارضية لتطورات كبيرة في المنطقة.
واكد رئيس هيئة الحشد الشعبي ان توسيع التعاون بين البلدين في المجالات الثقافية والعلمية والاجتماعية سيهيئ ارضية مهمة وكبيرة للتقارب بين الشعبين وتنمية البلدين اكثر من أي وقت مضى.
وشدد الفياض على ان العراق يعتبر نفسه دوما مدافعا عن الجمهورية الاسلامية الايرانية على شتى الاصعدة، ويفتخر بالانجازات التي حققتها ايران البلد الجار الشقيق في المجالات السياسية والاقتصادية والاقليمية والدولية».
مصالح مشتركة
إلى ذلك، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية لقمان الفيلي: ان «العراق لا يمكن له أن يختار طرفاً على حساب آخر لان مصلحته ستضرر».
وذكر الفيلي، في تصريح صحفي ، ان «زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الى العراق جاءت استكمالا لزيارة رئيس الجمهورية برهم صالح الى إيران».
وأضاف «يجب أن يلعب العراق دوراً متوازناً بين ايران وأميركا»، مبينا ان «كل من أميركا وايران بحاجة الى العراق».
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الى ان «البعد الثقافي والجغرافي يقوي احتياج العراق لعلاقته مع ايران»، لافتا الى ان «العراق سيكون جسراً للتقاطعات الحاصلة في دول المنطقة».
وشدد الفيلي على أنه «من الضروري أن يقوي العراق علاقاته بكل جيرانه»، منوهاً بان «العلاقات بين العراق والدول الأخرى يجب أن تُقنن وتُشرع».
وأوضح، ان «البعد الأمني والقضاء على داعش يحتاجان الى دعم دولي تتصدره أميركا».
على صعيد ذي صلة، اكدت لجنة التخطيط ومتابعة البرنامج الحكومي النيابية، أمس الثلاثاء، ان زيارة الرئيس الإيراني روحاني الى العراق ستسهم في انهاء بعض القضايا العالقة منذ زمن طويل لا سيما ملفي الحقول النفطية المشتركة والمياه، مشيرا إلى ان تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين يصب في صالح الشعبين.
وقال عضو اللجنة رائد فهمي، في تصريح صحافي: إن “المفاوضات العراقية الإيرانية خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد تهدف إلى ايجاد حلول جدية ونهائية لازمة المياه والحقول النفطية المشتركة».
وأضاف فهمي أن «الانفتاح على إيران اقتصاديا وسياسيا وامنيا يصب في صالح الشعبين لاسيما بعد موقف العراق الرافض لاي عقوبات ضد الشعب الإيراني».
وأوضح فهمي أن «روحاني وخلال زيارته إلى بغداد طرح اتفاقيات كبرى مع العراق في حال تم الاتفاق عليها مثل الربط السككي وانشاء المصانع المشتركة وإلغاء تأشيرة الدخول»، مبينا ان «العراق مقبل على انفتاح دولي واقليمي كبير لاسيما مع محيطه».