بغداد: مصطفى الهاشمي
نظم فريق بحثي من مركز بحوث السوق وحماية المستهلك في جامعة بغداد، استبيان، وزع بين عينة عشوائية من المجتمع شارك فيها (446) شخصا، بهدف التعرف على رأي المستهلك بأهمية توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، بوصفها طاقة متجددة، والتي ستحدد الحاجة لايجاد البديل لإجراء تغييرات لصالح حصول الأفراد على الكهرباء من مصادر صديقة للبيئة لتحقيق حياة أفضل، لأن تلك الطاقة ستقلل استيراد الكهرباء وتخفيف عبء الدعم على الحكومة.
كفاية الكهرباء
أكد الاستبيان أن 86 % من الأفراد لا يحصلون على مايكفيهم من الكهرباء التقليدية المنتجة من (النفط والغاز والفحم، وان 14 % من الأفراد فقط يحصلون على كمية كافية من الكهرباء من مصادر الطاقة الكهربائية، ما يؤشر معاناة الأفراد نتيجة عدم حصولهم على كفايتهم من الطاقة الكهربائية، ما يدعو الجهات المعنية للبحث عن بدائل ملائمة لتجهيز الأفراد بالكهرباء.
وطرحت الاستبانة سؤالا آخر عن موضوع البدائل المناسبة لتجهيز المواطنين بالكهرباء على عينة الاستطلاع عن تفضيلاتهم الحصول على الطاقة الكهربائية، من مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية)، أم من مصادر الطاقة التقليدية (النفط والغاز والفحم)؟ وكانت الإجابات بأن 89 % منهم يفضلون الحصول عليها من مصادر الطاقة المتجددة، فيما أكد نحو 11 % إنهم يفضلون الحصول على الكهرباء من مصادر الطاقة التقليدية، ما يؤكد ضرورة قيام الحكومة بالبحث عن بدائل للتخفيف من معاناة المواطن من خلال التوجه نحو الطاقة المتجددة لتحقيق استدامة حصول المواطنين على الطاقة.
المخاطر البيئيَّة
عن المخاطر البيئية المتولدة من استخدام مصادر الطاقة التقليدية (النفط والغاز والفحم) لانتاج الكهرباء اتفق نحو 99 % من المستطلعين بشكل تام بأن استخدام مصادر الطاقة التقليدية يسبب مخاطر بيئية، فيما كان 1 % منهم فقط لا يتفقون مع هذا الرأي، وهذا تعزيز آخر يدعم الاعتماد على (الطاقة الشمسية)، كبديل، خصوصا ان العراق يمتلك امكانات هائلة من الطاقة الشمسية على مدار العام، لوقوعه في الحزام الشمسي العالمي، إذ إن كل 100 كم2 من الصحراء الغربية والجنوبية لديها القدرة على انتاج طاقة تعادل 30 مليون طن من مكافئ النفط سنويا باستخدام الألواح الكهروضوئية، ما يجعل العراق مكانا مثاليا للاستثمار في الطاقة الشمسية التي يمكن أن تحل نقص الكهرباء على المدى البعيد.
وعما اذا كان التوجه البيئي نحو استخدام مصدر الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء يعد أمرا مربحا، أفاد 98 % من الأفراد بأنهم يتفقون كليا على أن ذلك يعد امرا مربحا، فيما ان 2 % منهم لا يتفقون مع ذلك، رغم أن استخدامها يسهم بخفض فواتير الكهرباء على المدى الطويل، نتيجة ترشيد الاستهلاك.
فرص عمل
بشأن فرص العمل التي يوفرها تطبيق العمل بالطاقة الشمسية، كانت إجابات عينة الاستطلاع نحو 65 % من الأفراد يتفقون بمساهمة تطبيق الطاقة الشمسية في خلق فرص عمل جديدة، وكان 30 % من الأفراد محايدين، فيما كان 5 % منهم لا يتفقون مع هذا الرأي، إذ إن نحو ثلثي عينة الاستطلاع تدرك أن تطبيق الطاقة الشمسية يسهم في خلق فرص عمل جديدة للعديد من الخريجين العاطلين عن العمل وتطوير الشركات الصغيرة
والمتوسطة.
وناقش الاستبيان تأييد مبادرة البنك المركزي بمنح قروض للمواطنين بأسعار فائدة قليلة نسبيا لإنشاء منظومة لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية، ووجد أن 66% من الأفراد لا يؤيدون مبادرة البنك المركزي فيما كان 22 % من الأفراد متفقين نوعا ما مع تلك المبادرة و12 % من الافراد يؤيدون تلك المبادرة، بسبب صعوبة تنظيم العملية من قبل الأفراد أنفسهم، ويجب ان يكون للحكومة والقطاع الخاص دور بإنشاء منظومات الطاقة الشمسية.
محطات التوليد
عن مدى ضرورة قيام الدولة بإنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وتوزيعها بين المواطنين بدلا من قيام كل فرد بإنشاء منظومة خاصة، أكد 92 % من الأفراد تأييدهم لضرورة قيام الحكومة بذلك، وكان 7 % من الأفراد محايدين و1 % من الأفراد لا يتفقون، إذ نلاحظ اتفاق غالبية العينة على ضرورة قيام الدولة، وكذلك القطاع الخاص بإنشاء تلك المنظومات، كما تبين أن تكلفة الطاقة الشمسية أقل من تكلفة الطاقة التقليدية على المدى البعيد، إذ إن 80 % من الأفراد اتفقوا مع ذلك و20 % منهم لا يتفقون، وان استخدام الطاقة الشمسية كمصدر لتوليد الكهرباء يؤدي الى ترشيد استخدام الطاقة الكهربائية التقليدية ان 98 % من افراد العينة اتفقوا بشكل تام على ان استخدام الطاقة الشمسية كمصدر لتوليد الكهرباء يؤدي الى ترشيد الاستخدام و2 % منهم خالفوا هذا الرأي.
التوصيات والخلاصة
خلصت نتائج الاستبيان الى ضرورة إقامة حملات إعلامية من الحكومة لتوعية المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، وتشجيع استخدام الطاقة الشمسية للحصول عليها، كونها نظيفة وآمنة صحيا وبيئيا وتحقق وفورات مادية كبيرة على المدى
البعيد.
ودعا الاستبيان الحكومة الى إنشاء محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بوصفها مصدرا للطاقة النظيفة، وتوزيعها بين المواطنين بدلا من قيام كل فرد بإنشاء منظومة خاصة به، فضلا عن إتاحة المجال أمام القطاع الخاص في المشاركة في محطات توليد الكهرباء من مصدر الطاقة الشمسية.
وركزت النتائج على تطوير اللوائح والقوانين التي تسمح بتوليد وبيع الطاقة من قبل المنتجين المستقلين (القطاع الخاص)، الى جانب التنسيق مع الهيئة الوطنية للاستثمار بضرورة تضمين عقود إنشاء المجمعات السكنية الاستثمارية بند ينص على إنشاء محطات لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة (الألواح
الشمسية).