خالد ابراهيم
تعتبر أغلب مدن ومحافظات إقليم كردستان ذات طبيعة سياحية رائعة وجميلة، وذلك للمناخ الرائع، واعتدال الطبيعة، إلى جانب ما منّ الله عليها من جمال رباني، ناهيك عن كل الخدمات التي وفرتها حكومة إقليم كردستان، والتسهيلات المقدمة لكل من يقصد هذه المناطق من أجل قضاء أوقات مليئة بالبهجة والسعادة والسرور.
مدينة شقلاوة واحدة من أشهر المدن السياحية التي يقصدها السياح من داخل البلاد وخارجها، وتقع بين جبل سفين وجبل سورك، وتشتهر شقلاوة بشلالاتها وأشجارها وأسواقها الرائعة ذات الجمال المنقطع النظير.
أجمل المدن السياحيَّة
وتعتبر شقلاوة من أجمل وأقرب المدن السياحية إلى أربيل، إذ إنها تبعد قرابة ٥٠ كم عن مدينة أربيل وهي تعتبر عروس المدن السياحية، وللتعرف على هذه المدينة التقت «الصباح» بعدد من المختصين للحديث عن المدينة وجمالها، وقد تحدث لنا السيد معروف الملا وهو باحث ومفكر، وقد استطرق قائلاً: تعتبر شقلاوة من المعالم السياحية منذ ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، إذ كان الملك فيصل ونوري سعيد ومحمد أمين زكي وزير المواصلات يزورون شقلاوة صيفياً ويبقون إلى وقت الخريف، فهي تحتوي على مناظر خلابة وتتميز بوفرة الماء، الذي كان في السابق أكثر أما الآن فقل الماء بسبب كثرة الاستعمالات ووجود المضخات وزيادة أعداد السكان.
فسابقاً كانت تضم محلتين فقط، محلة تضم المسيحيين والثانية تضم المسلمين، محلة المسيحيين تدعى بيترمة، وكانت كل ساقية من سواقيها مليئة بالماء في فصول السنة الأربعة وليس فقط في الشتاء، فالماء كان سارياً حتى السبعينيات وقد ازداد عدد السكان فيها واستطيع أن أقول إن نسبة الزيادة هي 90 بالمئة عن
السابق.
طريق هاملتون
ويطلق على الطريق الرابط بين أربيل و شقلاوة، طريق هاملتون، ليضيف الملا: أن الطريق من أربيل إلى شقلاوة يدعى طريق هاملتون، وهو الطريق الذي يربط لغاية حاج عمران، والمهندس الذي قام بإنشاء الطريق هو هولندي، وهو يمر بشقلاوة وديانا وصولا إلى حاج عمران، والناس دائماً تشتاق لزيارتها وذلك لطبيعتها، فهي منطقة جبلية وفيها مناظر خلابة ومناطق خضراء، وأشجار جميلة، وأهالي المدينة معروفون بكرم الضيافة والاستقبال، وهذا ليس بالغريب على الشعب الكردي، فتجد أهالي بغداد وبقية المناطق يزورون ويسكنون المدينة، كما هو الحال في مدينة أربيل، التي يسكنها الناس من أغلب المحافظات فهي مدينة التعايش السلمي.
دليل
التقينا بالسيدة سونيا محمد أحمد وهي ناشطة في هذا المجال و قد حدثتنا قائلة: إن مدينة شقلاوة ومنذ القدم هي مدينة تاريخية أصيلة عريقة، ويسكنها المسيحيون والمسلمون وبقية الطوائف بكل محبة، وهم يتعايشون وتربطهم أواصر الأخوة والسلام والطمأنينة ومنذ زمن الأجداد والآباء، وهي أصبحت مثالاً يحتذى به للتعايش الأخوي
والسلمي.
وهم معروفون باستقبالهم الحار وكرم ضيافتهم للسياح، ولكل من يزور مدينة شقلاوة ومن أي مكان، سواء أهالينا واخوتنا وأسرنا الكريمة من بقية المحافظات العراقية، أو السياح الأجانب من دول الجوار، وحتى من بقية دول العالم، فهم يلاحظون هذا الشيء بشكل ملموس وهذا دليل واضح على ثقافة ورقي أهالي مدينة شقلاوة، وهي محل وموضع فخر لنا في الحقيقة، فهي دليل على العيش المشترك والمساواة، ولا فرق بين أحد، والأهم هو احترام الأقليات وكل المكونات والطوائف، وعدم التعدي على حقوق الآخرين،
فالإنسانية هي قبل كل شيء، فنحن نتعامل بإنسانيتنا وننظر إلى أي شخص كإنسان له حقوق وعليه واجبات، ونحن نحترم الجميع، فالكل عندنا محترمون ومقدرون، ومما يلاحظ هنا أن الجميع من المسيحيين والأرمن والأيزيديين والصابئة وبقية الأقليات وكذلك من بقية الدول الأجنبية والأوروبية يعيشون بكل محبة ويمارسون طقوسهم بكل أمن واستقرار، وهنا لا بد لنا أن نشكر حكومة الإقليم التي وفرت كل هذا الاستقرار والأمان والحرية
للجميع.