خالد ابراهيم
أقدم الألعاب الرمضانية الكردية وواحدة من التي كان الآباء والأجداد في مدينة أربيل وبقية المدن والمناطق الكردية يمارسونها وبالأخص في ليالي شهر رمضان، هي لعبة كلاونى أو الطاقية باللغة العربية.
روح المحبة
ويسعى القائمون على هذه اللعبة الفولكلورية إلى تعزيز أواصر المحبة وتجسيد الأخوة من خلال هذه التجمعات والتي تكون بالعادة في ليالي الشهر الفضيل، وحول هذا الموضوع تحدث لنا السيد دانا مامزاوا وهو المشرف على هذه اللعبة قائلاً: نهدف من خلال هذه اللعبة إلى نشر المحبة والسعادة، وهي تلعب في ليالي شهر رمضان المبارك من خلال تشكيل الفرق والذين يلعبون على شكل مجموعات، فتصبح أقرب ما تكون لبطولة مصغرة، وتتألف هذه اللعبة من 9 كلاوات باللغة الكردية أو العرقجين أو طاقية، وواحدة تبقى بيد المتسابق والبقية توضع على الأرض، واثنان منها تكون من حق المتسابق والبقية تخرج، أي بمعنى من 6 البقية تخرج خارجاً لا يكون خاسرا وفي الـ2 المتبقية أن وجد الخاتم تكون نقطة للمتسابق، وإذا لم يجد الخاتم النقطة تحتسب للفريق الخصم، وهذه اللعبة هي لعبة كردية تراثية فولكلورية وتمارس هذه اللعبة في كل أنحاء كردستان، وهي تختلف ببعض الأمور البسيطة من محافظة إلى أخرى وفي أربيل والأقضية والنواحي التابعة لها تختلف بالشكلية وبعض الجزئيات، إلا أنها تتشابه بالمضمون، وهي لعبة فولكلورية تراثية تاريخية توارثناها من آبائنا وأجدادنا، ونحن نحاول ونسعى إلى ألا تضيع أو تندثر، وتبقى هذه الأجيال تفتخر بفولكلورها وتاريخها، ومع بداية الشهر الفضيل نقوم بتجميع وتشكيل الفرق، إذ تتألف من ٦٤ مجموعة، ومع الأيام الأخيرة للشهر الفضيل نختتم بطولة الكلاونى، في البداية طريقة خروج الفرق من المباراة بفريقين وفي العدد32 يصبح الخروج من المباراة بفريق واحد (سقوط فردي).
جوائز وهدايا
وتقدم في ختام البطولة الهدايا والجوائز والدروع التقديرية وفي هذا الصدد أضاف مامزاوا قائلا: وفي ختام البطولة أعددنا جوائز للفائزين، وأيضاً الجوائز هي من الفولكلور الذي نعتز به، مثلا هنالك جائزة زي كردي، وأيضاً هنالك جوائز رمزية كؤوس تقديرية، كما الحال في أية بطولة وهي للتشجيع والتقدير والتحفيز.
تعريف
ويسعى القائمون إلى المحافظة على هذا الفولكلور والموروث الشعبي، وفي هذا الجانب التقينا بالسيد سمير مامه سيني، وهو من مشرفي هذه اللعبة وقد تحدث قائلا: نحن نسعى إلى تعريف العالم بتراثنا وتاريخنا الذي نمتلكه، فكل بلد أو مدينة أو منطقة هي جميلة بتراثها وتاريخها وحضارتها التي تمتلكها، ولابد للجميع أن يفخروا ويعتزوا بها، وهذه البطولة في الحقيقة تختلف عن بقية البطولات لأننا حاولنا أن نشرك جيل الشباب بنسبة أكبر. ففي البطولات السابقة كانت اللعبة تمارس من قبل كبار السن، ولكن بعد أن انطلقت البطولة بعد توقف في الأعوام السابقة بسبب كورونا ولله الحمد، تمكنا من أن نطلق البطولة في ليالي شهر رمضان المبارك وقررنا مشاركة الشباب وذلك لكي يتعرفوا على هذه الألعاب الفولكلورية التراثية، ولكي تستمر اللعبة ونحافظ عليها من الاندثار، وما يفرحني في الحقيقة هو مشاركة الشباب من الجيل الصاعد أو الأعمار الصغيرة، وهو شيء مفرح أن يلعبوا هذه اللعبة التراثية الفولكلورية بعيداً عن التكنولوجيا والألعاب الحديثة، وهم يرتدون الزي الكردي الأصيل، وهذه اللعبة في السابق كانت تمارس في القرى والمدن والأماكن النائية، وكانوا يلعبون قرية مع قرية، ونحن نلعب بـ8 لاعبين مقابل 8، أي أن فريقين يتقابلان ويتم تجهيز الكلاو أو الطاقية ويتم اخفاء الخاتم تحت إحدى الطاقيات، وفي ختام البطولة تكون هنالك جوائز للفائزين.
لعبة الفراسة والحظ
وتعتمد هذه اللعبة على الفراسة والممارسة وكذلك الحظ، وأيضاً التقينا بالسيد عمر زور باش وهو مهتم بالجانب التراثي وقد حدثنا قائلا: هذه اللعبة تلعب بين فريقين، ويتم اخفاء الخاتم تحت إحدى الطاقيات أو مثلاً حلقة الزواج أو أي شيء خفيف ويتم وضع ستائر لتسهيل عملية اخفاء الخاتم تحت إحدى الطاقيات، والذي يخبئ الخاتم يكون له مطلق الحرية بوضعه تحت أي طاقية هو يشاء، والفريق المقابل يتشاورون فيما بينهم فيقولون نظن أن يكون تحت هذه الطاقية أو تلك حتى يصلون إلى المكان الصحيح، ويقومون بإخراج الطاقيات الفارغة، وهي لعبة تعتمد على الفراسة والحظ والممارسة والخبرة، وتم إعداد جوائز عديدة تكون للفرق الثلاثة الفائزة، وسابقاً كان آباؤنا وأجدادنا يلعبون على العزائم من خلال إعداد الطعام، وهي بالتأكيد كانت تهدف لزيادة التعارف وزرع روح المحبة والأخوة بين القرى والمدن والمناطق التي كانت تلعب هذه
اللعبة.