عادات وممارسات خاطئة يمارسها الصائمون جهلاً

ريبورتاج 2022/04/27
...

 بدور العامري
 تصوير: رغيب اموري
التوتر والعصبية والتقصير في أداء الواجبات والإفراط في الطعام والشراب وقلة النوم وهدر ساعات الشهر الفضيل الثمينة في متابعة برامج ذات محتوى هابط. وغيرها من الممارسات الخاطئة التي يجب على الصائم في شهر رمضان تجنبها ومعالجتها، لتحقيق الأهداف المرجوة والغايات العظيمة للشهر المبارك.
إذ تشير التقارير والدراسات النفسية في هذا المجال إلى ملاحظة زيادة التوتر والعصبية لبعض الأشخاص خلال الصيام، خاصة في الفترة التي تسبق الإفطار، إذ يرجع السبب إلى تأثير الجوع على إفراز نوع من الهرمونات المسؤولة عن الغضب والتوتر، واعتمدت هذه الدراسة في نتائجها على معدل الإصابات والمشاجرات التي تحدث أثناء الصيام. 
وهذا أيدته السيدة رباب عيسى ذات الـ (45عاماً) التي تعاني من زيادة عصبية زوجها المفرطة وتوتره على أبسط التفاصيل في المنزل، ما يتسبب بسيادة جو مشحون بالمشكلات وعدم الهدوء  داخل الأسرة.
البرمجة العقلية
في الجانب الآخر يقدم ذوو الخبرة والاختصاص تفسيراً آخر لهذه العصبية وأسبابها وطرق معالجتها، مؤكدين أن هناك فهماً خاطئاً يتمثل بوصف الصيام بالتعب والإرهاق، خاصة لدى النساء والتركيز على الأمور التي من شأنها ضياع فضل الشهر الكريم مثل الوقوف لساعات طويلة في المطبخ لتحضير أصناف مختلفة من الطعام والشراب وبالتالي الشعور بالتعب وفقدان الحيوية والنشاط، ثم التقصير في الواجبات العبادية أو الوظيفة العامة وغيرها، إذ تبين المختصة النفسية والإرشادية مروة مشالي «أن الحل يكمن في البرمجة العقلية لهذه المشاعر والأحاسيس» وأن هناك أشخاصاً يمتلكون الشخصية الحساسة ممن يتأثرون أكثر من غيرهم بتغير نمط الحياة، مثل الجوع والعطش، مشالي تقول «إن هؤلاء الأشخاص يتوجب عليهم فهم شخصياتهم والتعامل بطريقة علمية مع وضعهم النفسي، مثل الابتعاد قدر المستطاع عن الحوارات التي لا تعطي نتيجة، باتباع أسلوب التغافل او التأجيل، كما يعد الدافع الديني خلال شهر رمضان من أهم المحركات التي توجه الأشخاص، لأن الصبر هو أجر يحتسب ولولا هذه المشقة لما كان أجر الصيام
عظيماً.
 
قلة النوم
السهر لساعات متأخرة من الليل يؤدي إلى مشكلات صحية لا حصر لها، حيث التأثير في الساعة البايولوجية للإنسان، ومن ثم التأثير في الحالة المزاجية للشخص الصائم، فضلا عن الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار، ومما زاد الامر سوءاً هو انسحاب تلك التأثيرات على معظم أفراد الأسرة بما فيهم الأطفال، ما أنعكس على أداء التلاميذ منهم ودراستهم، إذ يشاركون الكبار في السهر والتأخر عن النوم وبشكل يومي، ويقول معلم اللغة العربية في إحدى المدارس الابتدائية شرقي العاصمة بغداد علي مسلم «إنه وزملاءه المعلمين كثيراً ما يشاهدون نوم بعض التلاميذ أثناء الدرس وعدم تركيز البعض الآخر، نتيجة السهر وقلة النوم، داعياً أولياء الأمور إلى ضرورة الاهتمام بساعات نوم أطفالهم، لما لها من تأثير مباشر في صحتهم النفسية والعقلية، خاصة أنهم في مرحلة نمو حرجة.
الأطعمة الدسمة
الإفراط في تناول الطعام بصورة عامة واستهلاك كميات كبيرة من المأكولات الدسمة والحلويات من الممارسات الخاطئة التي يرتكبها أغلب الأشخاص خلال شهر رمضان المبارك، إذ يحذر طبيب التغذية الدكتور صلاح الجادري من تناول هكذا أصناف من قبل الصائم لما تسببه من أمراض خطيرة مثل ارتفاع معدل الكوليسترول بالجسم الذي يعد من الأسباب الرئيسة لأمراض القلب والشرايين، ما يؤدي إلى زيادة الشعور بالتعب والاجهاد، وأضاف الجادري بما يخص العادات الخاطئة التي يقوم بها بعض الصائمين هي النوم بعد السحور مباشرة، وبعد تناول تلك الوجبات الدسمة، ما ينتج عنه اضطرابات الجهاز الهضمي مثل القرحة والحموضة والشعور بألم في منطقة الصدر والمعدة.
 
التوازن
وبحسب الدكتور صلاح فإن عملية التوازن في الغذاء ضرورية جداً للصائم في شهر رمضان، كي يحقق الفائدة الصحية المرجوة من الصيام، بعيداً عن الإسراف في الأكل والشرب، وكذلك إتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الأصناف والأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية التي تحتوي الفيتامينات والمعادن التي تمد الجسم بالطاقة خلال النهار والتي من شأنها  الحفاظ على وظائف الجسم، فضلاً عن ترك فترة زمنية مناسبة بين وجبات الإفطار والسحور لمساعدة الجسم على هضم الطعام بصورة طبيعية، وكذلك الحرص على عدم النوم المباشر بعد وجبة السحور، كي لا يكون الجسم معرضاً لأمراض القلب والكبد والقولون، لذلك ينصح الصائم بالبقاء مستيقظاً لفترة ما بين ساعة إلى ساعتين بعد آخر وجبة طعام (السحور) وإعطاء فرصة لهضم الطعام، خاصة لمن يعانون من أمراض القولون العصبي، تجنباً لحدوث الالتهابات والانتفاخ.
 
هدر الوقت
الموسوعي علي النشمي يصف شهر رمضان بشهر البناء والتصالح مع الذات، مؤكداً أهمية استغلال فترة الثلاثين يوماً في خير استثمار، بعيداً عن هدر الوقت بالاستخدام السلبي للهاتف الذكي وضياع ساعات طويلة أمام شاشات التلفاز، لمتابعة برامج ومسلسلات بعيدة عن المحتوى الهادف وهي أقرب بأن توصف بأنها (برامج هابطة وتهريج) هدفها تحقيق أكبر نسب من المشاهدة وبالتالي تحقيق المكاسب المادية والترويج للسلع والخدمات عن طريق الإعلانات التي
تتخللها.
علماً أن الثورة التكنولوجية الكبيرة التي حدثت خلال السنوات الأخيرة أفرزت آلاف القنوات الفضائية ومثلها من قنوات اليوتيوب وعدداً من وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يعتبر شهر رمضان توقيتاً مناسباً لنشاط برامجها.