نهضة علي
انتشرت مؤخراً وبكثرة متاجر صغيرة بين محال البيع والدكاكين تعتليها لوحات التعريف معشب او محل بيع الأعشاب او محال عطارية، وضمنها بيع أعشاب استطبابية، وجودها ماهو الا دليل على أن هناك توجها نحو استخدام عشباتها المصنعة طبيا لاستخدامها في علاج الأمراض والاستطبابات من الأوجاع، فعادة ما تعكس واجهاتها أنواع الأعشاب المتيبسة أو البرية او زيوت مصنعة منها، وتستقبل مراجعين ومشترين.
الأعشاب العلاجيَّة
صاحب معشب الرحمة السيد ابو مصطفى أكد لـ(الصباح) أن الكثير من الناس تركوا الطب التقليدي ولجؤوا إلى طب الأعشاب او الطب البديل خوفا من المضاعفات، او تكرر المراجعات من دون شفاء، او بسبب سعر الدواء وآخرين يرونه مناسبا، لأنه طب موروث منذ القدم، ويحتاج إلى الاستخدام بطريقة علمية وصحية لمعالجة المرض والالتزام بما يملي عليه صاحب المعشب، بوضع الكمية المحددة وعدم الإسراف في الاستخدام ليحقق النتائج المرجوة، وبين أن المتعارف عندهم عادة مايفضل النقع بدلا من الغلي لأي عشبة، حفاظا على الزيوت التي تحتويها العشبة، والتي تذهب مع بخار الماء عند الغلي، على أن تحدد كمية الماء المستخدم للنقع وساعات بقائه منقوعا.
وهي مواد طبيعية لا يكون لها أي تأثير سلبي عند الاستخدام ومصدرها الطبيعة، ومع التقدم والتطور، وبالرغم من تطور الطب والأجهزة الفاحصة والعلاج المقدم للقضاء على الأمراض وعلاجها، إلا أن بقيت الأعشاب تحتفظ برواجها بالطلب عليها، فقد أصبحت بعض الأعشاب تزرع من قبل المختصين من أجل استخراج المادة المعالجة، وهناك أنواع يتم استيرادها من دول ينبت فيها النبات المعني، وإن اغلب المتاجر تعتمد على شرائها من جملة بيع الأعشاب، وقد تحمل بعض الأعشاب اسمين أو أكثر للاستدلال عليها.
ميزات
واستطرد، بأن استخدام الأعشاب وإن كان تأثيره لا يبان بعد ساعة أو ساعتين، إلا أنه آمن وتاثيراته إيجابية، وله أثر قد يكون ليس معالجا وإنما مخفف من أعراض المرض، أو يكون معالجا لفترة زمنية، ويتميز البعض منه بنوعيات تتسم بالجودة مثل الصمغ العربي السوداني الذي له أثر في مرضى الكلى بتقليل الغسل بعدد المرات، وكذلك أعشاب من دول العالم فقد تكون جودتها اعلى من مكان الى آخر كعشبة الجنسنك الكورية، والأعشاب المصنعة ليس شرطا لعلاج مرض، منها مكملات غذائية، ومنها للتجميل والحفاظ على رونق البشرة وتطويل الشعر وتقليل التساقط، والتنحيف واستخدامات مختلفة، حتى أن البعض يضعها في البيت لاســـــــتخدامات الحاجة كورد الماوي وورد البابونك.
دراسات
وأضاف بأن الأغلب تكون مهاراته وخبرته في الأعشاب من خلال الممارسة والبحث بعد أن يرثه من أبيه أو أحد أفراد أسرته، وقد تنمي قرّاء المصادر عنها معرفته، مبينا أنه لا يوجد معهد او كلية مختص بتدريس طب الأعشاب، حيث هناك عشابون معروفون كبار ألفوا مصادر به يعتمد عليهم كمرجع للتعليمات والوصايا، ونفى أن يرتبط طب الأعشاب بطب الشيوخ او الملالي، مؤكدا أن الكثير من الشيوخ والمعالجين الروحانيين يوصف الأعشاب او يبيعها للمريض كما معروف، لأن شيوخ المعالجة القرائية والأدعية لأمراض تكون معالجتها حصرا عندهم لا يستطيعون وصف البراسيتمول مثلا ويكمل رقاه بعشبة يراها مناسبة، إن عمل الشيوخ والمعالجين الروحانيين يختلف اختلافا تاما عن عمل المختص بالأعشاب.
مخاطر
وأضاف أبو مصطفى بأن هناك أعشابا لا بد من التحذير منها التي تستخدم للزينة وأوراقها سامة، ويحذر من مجرد ملامستها ولها ضرر على الأطفال، وأخرى ضررها أثناء الاستخدام مثل الحنظل والخروع، والقرص الشائك يوجد في أطراف المتنزهات والذي يسبب الحكة واحمرار الجلد، وهناك أعشاب عندما تكون طبيعية تتسبب بتسارع ضربات القلب وخمول وقيء.
صناعة الأعشاب
من جهته أكد أبو هديل صاحب معشب وتطبب بالحجامة بأنه يبدأ صناعة الدواء العشبي المرحلة الأولى من أصحاب الشأن بتنظيف العشبة، وحفظها في مكان نظيف وبأوانٍ نظيفة وبدرجة حرارة حسب درجة، موضعة مقياسا للحفاظ عليها من التلف، وأغلب الأعشاب لا تتحدد بتاريخ صلاحية او انتاج، وتبوّب حسب التجارب السابقة لعلاج الأمراض والاستخدامات الأخرى، إن مختبرات صنع الأدوية العلاجية هي بالأصل تعتمد على الأعشاب، اضافة للمسات العلم الكيميائي والفيزيائي، ولا تتوقف استخدامات الأعشاب عند صناعة الدواء وإنما لصناعات أخرى.