احمد الفرطوسي
تعتبر زراعة الفطر الأبيض الغذائي من التجارب الريادية ذات الكلف القليلة والجدوى الاقتصادية المربحة بعد نجاح هذه التجارب في عدد من المحافظات ومنها المثنى، بعد تبني جامعة المثنى وكلية الزراعة لهذه المشاريع، إذ يعتبر نجاحاً سجلته محافظات أخرى بالعودة إلى محدودية المساحات التي تحتاجها عمليات الإنبات من جانب والقيمة الغذائية لهذه الثمرة من جانب آخر، حيث تعتبر فرصة حقيقية لدعم الخريجين وإنشاء مشاريع صغيرة تنقذهم من شبح البطالة وتدعم القطاع الخاص، خصوصاً إذا علمنا أن فتح المشروع والمباشرة بالإنتاج، بتكاليف بسيطة وجدوى اقتصادية مربحة بحسب ما تحدث به أصحاب الشأن.
مدير مشروع زراعة الفطر الغذائي في المثنى محمد رحيم قال لـ (الصباح): المهندسون الزراعيون المتخرجون من الممكن أن يكون لهم دور كبير في هذا التخصص من المشاريع، خصوصاً أن تكلفة مشروع زراعة الفطر قليلة جداً، إذ لا تتجاوز ميزانية إنشاء مشروع مماثل مبلغ 25 مليون دينار فقط، بالإضافة إلى ذلك فهو يعد فرصة عمل بديلة لحين إيجاد تعيين في مؤسسات الدولة ويمكن الاستمرار به والتوسع في مساحته والتحكم بالمنتج بحسب حاجة السوق المحلية ما يحقق حلم صاحب المشروع أثناء الزراعة، منوهاً بأن عدد المشاريع في تزايد مستمر وأصحاب هذه المشاريع داعمون لكل من يبادر في فكرة إنشاء مشروعه لزراعة الفطر الغذائي والاستفادة من خبراتنا في هذا المجال لإنجاح المشاريع الجديدة.
هدفان
وبحسب التجارب الأولية يمكن للدونم الواحد إنتاج ما بين ثلاثة إلى خمسة أطنان من الفطر الأبيض الغذائي، غلة تبدو مشجعة للمزارعين إذا ما قورنت بمحاصيل أخرى وسط ظروف بيئية يمكن التحكم بها، بينما تعد المثنى من المحافظات ذات المساحات الشاسعة باعتبارها ثاني أكبر مساحة من بين المحافظات العراقية وتوفر المياه يعد عامل جذب لتلك المشاريع، إذ يشطر نهر الفرات المدينة، وكذلك بادية السماوة التي يتوفر فيها خزين هائل من المياه الجوفية إذا ما أردنا الاستفادة الحقيقية من الآبار الارتوازية واعتمادها في هذه المشاريع.
من جانبه يقول المهندس الزراعي حيدر نبيل لـ (الصباح) المشروع حقيقة يعمل بهدفين، الهدف الإرشادي والهدف البحثي، والمشروع حالياً ينتج الأسمدة العضوية بالإضافة إلى زراعة الفطر، إذ تعد هذه المرة الأولى التي تتم فيها زراعة الفطر الأبيض الغذائي في محافظة المثنى، وإن الجدوى الاقتصادية جداً عالية ومربحة ونحن من خلال مشروعنا يمكن أن نوفر الدعم والتدريب ونوفر التقنيات اللازمة لإنتاج الفطر، وأضاف نبيل أن القطاع الخاص بحاجة إلى الدعم الحكومي من خلال توفير سلف للمشاريع الصغيرة وتخفيف اجراءات تأجير الأراضي الزراعية واعتمادها بالمجان خلال السنوات الأولى لبداية المشروع، ما يخلص الدولة من الزخم الهائل لطلبات التعيين وما ينتج عنها من اعتصامات وتحشيد للرأي العام بمسألة توفير فرص التعيين.
تطوير
وخلال الأشهر الستة الماضية صادقت كلية الزراعة بجامعة المثنى على سبعة أطروحات للتطوير الزراعي وهو ما يؤكد أهمية البحث العلمي في الإحاطة بمتطلبات تطوير الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً ودخول هذه البحوث وغيرها حيز التنفيذ من الممكن أن يفتح الباب لنجاحات أخرى لتطوير الإنتاج النباتي والحيواني بما يؤمن حاجة السوق من المنتجات ويمنح الشباب والخريجين منهم بشكل خاص بارقة أمل للحصول على فرصة عمل.
بينما تحدث معاون عميد كلية الزراعة د. قاسم عادل لـ (الصباح) قائلاً : توجد عدة مشاريع ريادية للطلبة وخصوصاً خريجي كليات الزراعة، منها مشروع زراعة الفطر الأبيض الذي أثبت نجاحه في المحافظة من خلال مديرية زراعة المثنى التي باشرت به وكانت فكرة المشروع لأحد طلبتنا من الخريجين المتفوقين والذي بادر من خلال بحث تخرجه في الكلية بفكرة إنشاء مشروع لزراعة الفطر الغذائي والذي أثبت قدرته على إنجاح عمله من خلال الاستشارة ومتابعة ودراسة حيثيات المشروع وطرق إيصال المعلومة إلى وزارة التعليم العالي التي أشادت بالفكرة وراهنت على نجاح العمل، وبالفعل منتجات المشروع مطروحة الآن في السوق المحلية وتلقى رواجاً كبيراً، خصوصاً بعد توقف استيراد المنتج من الدول المجاورة وزيادة أعداد هذه المشاريع كفيلة باعتماد أصحابها على بارقة الأمل في المردود المالي وندعو المعنيين لدعم تلك المشاريع وإنجاح القطاع الخاص.