المشروع الوطني للانترنت عبر استخدام الكابل الضوئي والذي تديره وزارة الاتصالات وتنفذه شركتا ارث لينك للانترنت وسيم فوني للاتصالات، يعد واحداً من أهم مشاريع الشبكة العنكبوتية المنفّذة في العراق.
والمشروع الاستثماري، الذي بوشر العمل به في عددٍ من المحافظات ومنها محافظة المثنى، يهدف الى إرساء بنى تحتية قوية ومتطورة للإنترنت، لتكون بديلا عن إنترنت الوايرليس ويقدم خدمات غير مسبوقة في العراق.
سعات عالية لا محدودة
المهندس أمجد جبار وكيل إيرث لنك وسيمفوني، أوضح لـ(الصباح)، أنه "بسبب الطلب المتزايد على الخدمة من قبل الأهالي لغرض التعليم، الترفيه، إدارة الأعمال والاتصالات، أصبحت السعات المتاحة لا تلبي طموح المواطن"، مستدركاً "لكن عن طريق مشروع الكابل الضوئي يمكن إضافة سعات مفتوحة وبسرعات عالية، يمكن أن تصل إلى مئات الميجا بايت وبشكلٍ لا محدود".
وأضاف "ستشهد بقية المحافظات الخدمة خلال الفترة المقبلة مثل بغداد والبصرة وكركوك وديالى والنجف وذي قار، اما محافظات ميسان وكربلاء والانبار فتشهد تأخرا في الأعمال، لعدم صدور موافقات حكومية من قبل الإدارات المحلية فيها".
تقنيات حديثة ومتطورة
يعتمد المشروع الوطني للانترنت على أحدث تقنيات الكابل الضوئي بخبرات عراقية لربطه والإشراف عليه، يقول القائمون على المشروع إنهم اتبعوا طريقة خاصة لحفظ الكابل بعمق ثلاثة أمتار تحت الأرض وتأمين حمايته من العوامل المناخية الخارجية والتخريب، فضلاً عن تجهيز منظومات خاصة لتزويد المشتركين بالانترنت.
وقال المهندس داوود السلطاني، رئيس فريق قسم سيطرة الجودة في المشروع الوطني للأنترنت "حفرنا بأعماق تصل لثلاثة أمتار، وجرى مد أجزاء بلاستيكية حافظة على شكل أنابيب وتم بعدها إدخال الكيبلات بداخلها"، وأضاف "هذا الكيبل سيكون محفوظاً بأغلفة بلاستيكية مسلحة تجاه أية عوامل مناخية وبعمق مناسب تحت الأرض".
وأضاف السلطاني، أن "مشروع الكابل الضوئي سيؤمن خطوط خدمات الانترنت الفائق السرعة، ومزايا عديدة أخرى من بينها خدمة الهاتف الأرضي الصوتي والتطبيقات الحديثة والقنوات التلفازية المشفرة مثل سبورت الرياضية وغيرها من القنوات".
لافتاً إلى أن "تنفيذ المشروع بجودة عالية سيخلق نوعاً من المنافسة بين الشركات لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين".
مراحل متعددة
ويشمل المشروع الوطني للانترنت أغلب المحافظات العراقية، لكنه ابتدأ بشكلٍ تجريبي بمنطقة زيونة في بغداد، ثم في منطقة الحيدرية بمحافظة المثنى ومن مركزها مدينة السماوة، ليخدم سبعمئة مشترك ضمن مرحلة أولى، ثم يتوسع في مرحلته الثانية إلى أقضية المدينة ونواحيها.
وليد المهندس مدير موقع المشروع الوطني، قال "هناك بعض المحافظات التي تأخرت بها موافقات العمل، وهي الأنبار، ميسان وكربلاء، لكن في محافظ المثنى كانت الأمور الإدارية والتسهيلات المقدمة ممتازة، من قبل الدوائر الخدمية كالماء والمجاري والكهرباء والبلدية فضلاً عن تعاون السيد المحافظ لتنفيذ المشروع".
وفضلاً عن السماوة، شهدت مدينة الديوانية تسارعاً في انجاز المشروع ومد الكابلات وافتتاح أول كابينة فيها.
كابينات FTTH
ويضيف وليد المهندس "بعد الخدمة التجريبية في منطقة زيونة وتحديدا في محافظة بغداد، تمَّ افتتاح اول كابينة (اف تي تي اتش) في محافظة المثنى، ثم كابينة مماثلة في مركز محافظة الديوانية".
ويهدف المشروع الوطني لإيصال خدمة مكافئة لخدمة الانترنت في دول الجوار عن طريق الكابل بشكل مباشر للمواطن العراقي في كل محافظات العراق عدا محافظات إقليم كردستان، وتجيهزه بخدمة متكاملة تصل الى أربعين ميجا بت/ثانية عبر ثلاثة أنواع للحزم أو الباقات يمكنه الاشتراك فيها وبأسعار مدعمة.
حيث يبلغ سعر الباقة الاولى 45 ألف دينار/ شهرياً بسعة 40 ميجا بت، بينما يبلغ سعر الباقة الثانية 65 ألف دينار، بسعة 75 ميجا بت. أما السعة الأكبر فهي تتمثل بـ 150 ميجا بت، وتبلغ كلفة الاشتراك بها 100 ألف دينار شهريا.
مزايا عدة
وبالإضافة الى جودة الخدمة، يسعى المشروع لتوفير قسم دعم فني كامل يتيح لمستخدم طرح شكواه للشركة بشكل مباشر، اذ يهدف المشروع لإرسال الخدمة لنحو مليون ومئتي ألف خط منزلي، وتفعيل الخدمة لثلاثمئة ألف خط خلال هذا العام. كما أن المشروع في حال إنجازه سيضمن السيطرة والتنظيم على جميع الخدمات الالكترونية المقدمة للمواطنين بشكلٍ آمن لبياناتهم، بعيداً عن القرصنة واختراق خصوصيتهم.
وتشير الإحصائيات الرسمية الأخيرة إلى أن عدد مستخدمي شبكة الاتصالات العنكبوتية في العراق، تجاوزوا الثلاثين مليون مستخدم، والعدد مرشح للارتفاع في قابل الأيام، في حال توفير خدمات ذات جودة عالية.