إدارةُ الوقت.. طريقٌ معبدٌ للنجاح

ريبورتاج 2022/05/29
...

 نهضة علي 
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، مقولة عرفت منذ القدم، ويعمل بها الكثير من أجل تحقيق أهدافه في الحياة، وحتى على مستوى التنمية والتطور والحداثة، لاستيعاب مرور الوقت هدراً واستثماره في صناعة متطلبات الحياة ومواصلة بلوغ الأماني، التسابق مع الزمن ومع لحظاته أصبح عند الكثيرين نقطة الانطلاق لصعود سلم النجاح.
 
تسابق
دخلت السيدة إسراء مسرعةً تحمل بإحدى يديها جلبابها الخارجي، لتضعه جانباً وتستريح قليلاً في بيت أخيها بعد سفرٍ من محافظة الى أخرى استمر أربع ساعات، تمتمتْ مع نفسها "شلون ألحك أنجز عملي خلال العطلة من أجل العودة إلى بيتي، لأن الامتحانات على الأبواب وهو ما يتطلب وجودي بقرب أولادي، وعندي معاملة مرتبطة بأشغالي هناك"، فهي حائرة بين شوق للاستراحة والتجوال في المحافظة القادمة إليها وزيارة أقاربها، وقضاء أوقات جميلة معهم، بينما يتطلب منها الواجب العائلي أن تعود فوراً إلى بيتها.
 قالت لـ(الصباح): إنها ترسم في مخيلتها الكثير من الأماني والأهداف، وتتسابق مع أيامها من أجل الوصول إليها، لأن الكثير من الناس حقق ما يريد، وتطمح أن تكون مثلهم أو أفضل منهم كما أفصحت. وبشكوى قالت: إن الوقت يمرُّ بسرعة، ورغم شدها فلم تستطع السيطرة عليه، لكنها نسبيَّا تعد خطواتها بالتسرع هي بداية سلم النجاح لها وأولادها. وتابعت بأن الوقت كأنه تغير عما في السنوات السابقة، فكأنه يجري سريعا، وتمرُّ الساعات والأيام والاسابيع بسرعة، من دون أن نشعر بأننا حققنا فيها ما مطلوب، قياساً بمعدل الوقت الذي تحويه ويعد هدرا سلبيا، فإن انشغال الكثيرين بما حوله أو اللهو بالأحاديث والجلسات اليومية جعلنا نزيد من هدره. 
 
مصطلح الوقت
وعرف مصطلح الوقت من قبل الفلاسفة على أنه المدة الزمنية أو الفترة، التي تقاس وفق سلسلة أبعاد زمنية لا يدخل ضمن القياس الفترة المكانية، وهناك عدة طرق للقياس منها الرياضية والعلمية، وهو الفاصل بين الأحداث الزمنية المتسلسة، وله ارتباط مباشر بما يقوم به الانسان وفق اللحظات التي تمر عليه، ويعرف في الشارع والبيت ومكان العمل على أنه الثواني والدقائق والساعات، التي تمر على الفرد خلال يومه، فنرى الأغلب بين مدة وأخرى ينظر إلى عقارب الساعة في جدران صالة المنزل والساعة اليدوية أو الأرقام الالكترونية في واجهة الموبايل، ليصدر إيعازه العصبي والفكري للبدء، أو التوجه نحو عمل آخر أو موعد ارتباط لقضائه، وصار أكثر أهمية مع مرور الفترات الزمنية للطالب اثناء أوقات الدراسة، وطلبة الرسائل الجامعية والشهادات، والباحثين ورجال الأعمال والاقتصاد والمال والتجار.
أهمية الوقت
الباحث الدكتور صلاح عريبي من كلية التربية في جامعة كركوك أكد لـ(الصباح) يعدُّ الوقت رأس المال الفرد في مجتمعه وحياته المنزلية والعملية، ومن أجل الارتقاء بسلم الأهداف والطموح، ليكون من الناجحين لا بدَّ ان يعطي أهمية للوقت، لأن ما يمضي من وقت لا يمكن استرداده وهو يمر بسرعة.
تعد عملية تنظيم الوقت من العلامات الفاصلة بين الأمم المتخلفة والأمم الناجحة، وكذلك هو أيضًا العلامة الفارقة بين الشخص الناجح والشخص العادي، لذلك من الضروري حسن إدارته والحفاظ عليه، وهناك قول للإمام الحسن البصري "إن ذهب يومك ذهب بعضك"، بما معناه أن جزءا من حياته ذهب ولم يسترد إن هدر وقته، ويتطلب إدارته واستغلاله بصورة منظمة وصحيحة، ولو ذهبنا نحو معادلة ما يعيشه الانسان عمرا بين 60- 70 سنة يكون معدل النوم فيه يوميا تقريبا 6- 8 ساعات، وعند جمعها وإحصائها تصل إلى 20 سنة تقريبا، وهناك اوقات للانتظار وأخرى تهدر في الازدحامات او الأسواق وحالات مختلفة، ونخرج منها معدل يصل إلى 20 سنة لو استغل بالصورة الصحيحة نستطيع من خلالها بناء مؤسسات ناجحة، وتحقيق تطور علمي وبلوغ تنمية بمستوى عالٍ في جميع المجالاتز ولأهمية الوقت الذي يعد نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، فقد أقسم بالعصر في سورة العصر، وهناك سورة الضحى. وأضاف إن لإدارة الوقت ايجابيات تساعد الشخص في تقليل اجهاده وتزيد من كفاءته وإنتاجيته بالعمل، وفرصة من فرص النجاح المضمونة تعبر عن شخصية الفرد ودقته بضبط مواعيد العمل والارتباط مع العائلة والأصدقاء، وابتعاد عن الفوضى.