نظام التعليم الكلاسيكي.. موتٌ سريري للإبداع والتطور

ريبورتاج 2022/06/06
...

 أمنية عزام
 تصوير: خضير العتابي
أرادت آية البدء في مشروعها الأول، ولأنها الطالبة المتفوقة من الأوائل على قسم الاستثمار والأعمال في المراحل الأولى، واعتبارها من الأوائل على هذا التخصص ولديها الكثير من المعلومات، لأن هذا التخصص يؤدي إلى زيادة المعرفة بالمشاريع، وهنا عندما قررت فتح المشروع بعدما كان متوقفا منذ الشهور الأولى من ابتكاره، فكرت في نفسها، أن سبب فشل المشروع بسبب ظنها أن المواد التي كنت أرغب في تطبيقها على، أرض الواقع بعيدة كل البعد عن التطبيق، ورأت آية أن التطبيق والخبرة والمهارات هي الأشياء التي تحدد بفتح مشروع معين، وهذه أشياء تأتي عندما يكون التطبيق واقعيا لهن، وليس حفظ الاختصاص وتدوينه في ورقة امتحان.
العلمٌ الخلّاق
‏الدكتورة نغم النعمة العميد في كلية اقتصاديات الأعمال بجامعة النهرين تحدثنا عن دور التعليم في ابتكار مشاريع ناجحة وتقول: إن التعليم الخلاق يتيح امكانية تطوير طرق توصيل المعلومات بطرق أخرى، عن طريق استخدام المجسمات والوسائل التعليمية، إضافة إلى رسم المخططات، ‏وأن يتم التعليم عن طريق التدرج بعرض وطرح المعلومات، ومحاولة ربط المعلومة بقصص وحقائق تعلق في الذاكرة والالتزام بمراعاة الفروق الفردية، والجوانب الصحية، والنفسية بين الطلاب واتباع طرق تنمية مهارات الإبداع والتفكير للطلاب.
 
عيوب التعليم
‏وتضيف النعمة: أن "‏التركيز على أسلوب التلقين، وإهمال الأنشطة التي تظهر المهارات والمواهب، كما أن الاهتمام بالجانب العقلي للطالب يقتصر، من خلال تحفظه المفاهيم والمعارف، وإهمال الجوانب الأخرى، وإهمال استخدام الوسائل التعليمية. إن وضع المناهج الدراسية، من دون الرجوع إلى متطلبات سوق العمل، مع إهمال الفروق الفردية بين الطلاب وإهمال تنمية الميول والاتجاهات، والتركيز على المادة الدراسية، والاعتماد على نتائج الامتحانات التي تتطلب الحفظ في تحديد علامة النجاح، يؤدي إلى طمس روح الابتكار لدى الطلبة. كما أن إهمال الاستاذ لجانب الاستقصاء والبحث عن معلومات إضافية، وتشبثه بمادة المنهج مع وجود أعداد كبيرة من الطلاب في قاعات الدراسة، يؤدي إلى خفض قيمة التواصل بينه وبين الطلبة، ‏إضافة إلى خفض القدرات الإنتاجية، نظرا لعدم قدرة الأستاذ على التواصل مع جميع الطلبة"
 
برمجةٌ تقليديَّة
الدكتور إيهاب حمارنة استاذ في علم النفس تحدث هو ايضا ليقول: إنَّ "‏النظام التعليمي هو أكثر الأنظمة المهمة، التي لها سطوة على الفكر الإنساني الموجودة على الأرض، بسبب دخول أشخاص تبرمجوا تحت تفكير معين، حتى تصبح هذه المعلومات التقليدية غير قابلة للتطوير من قبل الأشخاص، ويظنون أن هذه معلومات أساسية غير قابلة للتطوير".
‏تغييرٌ جذري
قمنا بطرح سؤال إلى الدكتور إيهاب عما هو أول تغيير جذري لتطوير النظام التعليمي؟ ‏ليجيبنا قائلا "‏نبدأ بتغيير المواد التعليميَّة، ونضع بدلها طرقاً متطورة أكثر، تواجه التغير الحاصل، ولها قيمة في حياة الطالب ما تعلمه أيضا المسؤولية والتفكير خارج الصندوق، حيث إن العالم الآن في تسارع رهيب وأصبحت التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي يأخذ حيزا من التسارع، والمنهج إلى الآن يأخذ قوانين لا تتم في سوق العمل".
 
شبه ضياع
‏وأضاف حمارنة قائلا: إن نوعية المواد الكلاسيكية الموضوعة ضمن المنهج والتي نلاحظ أن الشباب لا تضيف لهم عقلية الشاب المحب للتطوير، والإبداع، ولا حتى مسؤولية على نفسه، لذلك نجد أنه الطالب عندما يتخرج في حالة شبه ضياع، وأن النظام التعليمي لم يعلمه المسؤولية الكافية، ولا حتى شغفه وإلى أي اتجاه يتجه، متخدر بالوظيفة بعد التخرج، ويجد أن الوظيفة شبه مستحيلة عند التخرج، لأنه لم يقم بتطوير مهاراته، ولا يعرف إلى أي اتجاه يتجه.
 
طلابٌ ومتغيرات
‏وأضاف الطالب أمير الأول على دفعته والذي ‏تخرجه من كلية الهندسة قائلا: "النظام التعليمي لم يضف لنا شيئًا بعد التخرج، أنه هو عبارة عن أساسيات تأخذها بنسبة 20% لكي تكون لك خبرة أولية إلى العالم الخارجي، مثلا عند تخرجي من كلية الهندسة، لدي معلومات بسيطة فقط على الآلات والمصطلحات الهندسية، لذلك المنهج الدراسي عبارة عن أوليات، ويجب على الشباب البحث أكثر وتطوير أنفسهم، من خلال دورات لكي يتسنى للطلاب أن يحصلوا على وظيفة بمهاراتهم وإبداعهم، حيث أن أغلب الطلاب يعتمدون المنهج على النجاح فقط، لذلك  ظهرت الكثير من الأساليب منها الغش".