نهضة علي
تبنت الجامعة التقنية الشمالية برنامج عمل لاستقطاب الباحثين والأكاديميين، وحثهم على تقديم الدراسات والبحوث في مجال الطاقة البديلة، بناءً على توجيهات رئاسة الوزراء لوزارة الكهرباء بالتوجه نحو الطاقة المتجددة والنظيفة، لتحقيق أهداف عدة تعود بالنفع على البلاد عامة، الجامعة في مؤتمرها العلمي الدولي الثاني، الذي حمل شعار "استثمار الطاقة المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة"، عرضت فيه 54 بحثا من دول خارجية، وتسع جامعات عراقيَّة محليَّة.
رسالة
انطلق المؤتمر يومي 11، 12 من الشهر الحالي في المركز الثقافي شمال مدينة كركوك بحضور رؤساء جامعات وباحثين وأكاديميين وممثلي وزارة الكهرباء، المحافظ راكان سعيد وخلال كلمته أثناء الافتتاح أكد أن عقد المؤتمر يحمل رسالةً بأنَّ للبلد روحاً ورجالاً يعملون بالنظر إلى الأمام، من خلال الابتكار العلمي لخدمة مواطنيه، وبين أن كركوك أولى المحافظات، التي أكدت على استخدام الطاقة النظيفة، حيث خاطبت مجلس الوزراء لتوفير قروض لإنشاء مشاريع الطاقة الشمسية، ووضعت خطة لدوائرها خلال العام الحالي لوضع منظومات الطاقة الشمسية، وتشمل القطاع الخاص ايضا، وتخصيص موارد لذلك على ان تكون هناك توصية للتطبيق العملي، وهناك 200 منزل في الحويجة طبقت عليهم، اضافة الى تشغيل منظومات الرش وسحب الماء من الآبار لاستخدامات الزراعة.
استثمار
الدكتورة علياء عباس العطار رئيسة الجامعة التقنية الشمالية أكدت لـ"الصباح" أن جامعتها حريصة على أن تكون توصيات المؤتمر تفيد المواطن، وهناك دور للأكاديميين والباحثين لتفعيل الطاقة المتجددة والنظيفة، لحل المشكلات، التي يعاني منها العراق، ونأمل من أكاديميينا تقديم الافضل، وبينت أن توصياتهم سترفع إلى وزارة التعليم العالي، وتدعو جميع الوزارات والدوائر والمؤسسات التعاون في مجال الاستخدام، لأنها تساعد على تقليل التلوث، مشيرة إلى أنهم يطمحون إلى تطوير مصادر الطاقة في البلد، من خلال البحث العلمي، والذي هو أهم مقومات البناء، والذي يتطلب تعضيد دور الأكاديميين والباحثين، وتعزيز دورهم في المجتمع وتسويق نتاجاتهم العلمية والبحثية، والتاكيد على تكثيف الجهود لاستغلال الطاقة النظيفة، وربطها مع الشبكة الوطنية، لتقليل التلوث والضرر الحاصل منها، ليس على مستوى العراق فقط، وإنما على مستوى العالم، ومارافقه من ظواهر الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، نتيجة استخدام الوقود التقليدي، وتابعت مؤتمرهم يهدف الى تقديم البحوث لمعالجة الواقع، الذي يعاني منه المجتمع في مجال الطاقة، وسوف تأخذ الدراسات مسارها نحو التطبيق على أرض لواقع، ويعملون مع الناشطين والباحثين ووزارة الكهرباء، للتحول نحو الطاقة النظيفة. موضحة أن فكرة المؤتمر ترتكز على دور التعليم العالي في إحداث التنمية المستدامة الشاملة، استمراراً للجهود العلمية والبحثية التي تقودها الجامعة التقنية الشمالية. لما لتلك الطاقة من أهمية يمكن استغلالها لسد النقص في امدادات الطاقة التقليدية، خصوصاً في مجال الكهرباء، والذي نعاني من نقص في التجهيز، بالرغم من أن الدولة وضعت في أعلى أولوياتها تجاوز هذا النقص، من خلال بناء محطات جديدة. ولا بدَّ من أن تحتل الطاقة المتجددة حيزاً مهما من اهتمامنا، لأن بلدنا منطقة جغرافية متميزة في العالم، ويمكن استغلال مصادرها وربطها مع الشبكة الوطنية، لتعزيز امدادات الطاقة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
واشارت الجامعة إلىأنها وضعت ستراتيجيَّة وتبنت رؤية مستقبلية، من خلال توجيه الباحثين وطلبة لدراسات العليا لإنجاز البحوث في هذا المجال، لتأهيل وتطوير هذا القطاع المهم، لرفع كفاءة الطاقة في العراق. وتوجيه البحث العلمي باتجاه البحوث التطبيقية، لاستغلال مصادر الطاقات المتجددة في العراق، من خلال تشكيل فرق بحثية مع الجامعات العالمية الرصينة.
برنامج عمل ثابت
مدير عام الشركة العامة لتوزيع الكهرباء المنطقة الشمالية المهندس زيدان خلف خضر، أكد لـ"الصباح" أن المؤتمر جاء بمرحلة مهمة لاعتماد الطاقة النظيفة، والوزارة لديها برنامج عمل ثابت لتقديم خدمات الطاقة الكهربائية للمواطن، ولديها عقود مع شركات رصينة وسينجز العمل ، وسمحت لنا من خلال مقرات الشركات لاتخاذ القرارات مع الجامعات، لتنظيم ورقة عمل وعقد المؤتمرات، وتقديم الدراسات والبحوث.
بحوث فيزيائيَّة وميكانيكيَّة
رئيس اللجنة التحضيية للمؤتمر عبد الله داود أكد لـ"الصباح" أن البحوث تركز حول موضوعات الهندسة الميكانيكية والكهربائية، والمدنية، والكيميائية، والإلكترونيك السيطرة، البيئة والفيزياء وغيرها، لطرح تطبيقات عملية للطاقات المتجددة، وتأثيراتها والوصول الى الأنظمة المسيطرة عليها الانظمة الحديثة، وأغلبها تضم تطبيقات عن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي، إضافة إلى بحوث ودراسات طلبة الدراسات العليا حول الموضوع ذاته. مشيرا إلى أن هناك توصيات خرج بها المؤتمرون، واختيار بحوث للتطبيق وفق اتفاق لتنفيذ برامج العمل، بتمويل من المحافظة أو من التعليم العالي، وسيتكون آلية التطبيق في مختبرات الجامعات أو القطاعين العام والخاص.