{آبل» تطلق خدماتها الجديدة بمباركة نجوم هوليوود
علوم وتكنلوجيا
2019/03/27
+A
-A
كاليفورنيا/ أ ف ب
استعانت “آبل” بكوكبة من نجوم هوليوود لإطلاق خدمتها الجديدة المنافسة لـ”نتفليكس”، وهي النقطة الأبرز ضمن سلسلة إعلانات في مجال الخدمات التي تسعى لأن يكون قوة دفع أساسية في ستراتيجيتها المقبلة للنمو.
وقد اعتلت مجموعة من نجوم هوليوود المسرح في كوبرتينو (غرب) للإعلان عن المضامين الحصرية، وهي عصب المعركة لاستقطاب المستهلكين، عبر “آبل تي في +” الخدمة الجديدة المتاحة للاشتراكات مقابل بدل مادي والتي ستكون متوافرة اعتبارا من الخريف.
ومن أبرز الوجوه في الأعمال التي ستعرض عبر الخدمة جنيفر أنيستون وريز ويذرسبون في مسلسل يحمل عنوان “ذي مورنينغ شو”.
ومن المشاهير الذين حضروا حفلة الإطلاق وستكون لهم أعمال حصرية عبر “آبل تي في +” المخرج ستيفن سبيلبرغ والمقدمة التلفزيونية الأميركية أوبرا وينفري.
المحتوى الأصلي
وقال رئيس “آبل” تيم كوك خلال الحفلة: “نؤمن بشدة بقوة الإبداع”.
ولا تقوم آبل بإنشاء خدمة بث جديدة فحسب، بل إنها تستثمر أيضًا بكثافة في مجال المحتوى الأصلي لمنافسة العروض المقدمة من Netflix Originals.
وتمثل الخدمات الجديدة مزيجًا من المحتوى الأصلي الذي طورته الشركة وقنوات الطرف الثالث، وسيكون كل المحتوى متاحًا من خلال نسخة معاد تصميمها من تطبيق Apple TV الموجود على أجهزة Apple TV وآي أو إس iOS.
وتتضمن قنوات Apple TV قنوات من HBO و Showtime و Starz و Cinemax و CBS All Access و Epix و MTV Hits و History Channel Vault و Tastemade و Lifetime Movie Club و Shudder والعديد من القنوات الأخرى، مقابل 9.99 دولار شهريًا لكل منها.
ويحتوي تطبيق Apple TV الذي أعيد تصميمه على واجهة بنمط نيتفليكس، لكن مع وسيلة أسهل لإضافة المحتوى الجديد وشراء الأفلام، دون الحاجة إلى الخروج من تطبيق التلفزيون والانتقال إلى iTunes Store.
وتطلق آبل قنوات Apple TV الجديدة في شهر أيار مع تحديث البرنامج إلى Apple TV 4K، كما يأتي تطبيق Apple TV إلى نظام التشغيل ماك Mac هذا الخريف لأول مرة.
ولا يحتاج المستخدم إلى جهاز آيفون أو آيباد أو حاسب ماك لمشاهدة مقاطع فيديو البث، بل يمكن استعمال تطبيق Apple TV عبر جميع الأجهزة السابقة بالإضافة إلى أجهزة Apple TV وأجهزة تلفاز سامسونغ الذكية، على أن يتبعها أجهزة إل جي وسوني، بالإضافة إلى Roku و Amazon Fire TV أيضًا.
وإلى جانب المحتوى الأصلي للشركة، فإن آبل تقدم قنوات للاشتراك الإضافي لكل قناة مما يتيح لك الوصول إلى برامج أخرى مع قنوات Apple TV.
ويعمل تطبيق Apple TV الجديد في أكثر من 100 دولة، كما أنه يدعم المشاركة العائلية Family Sharing، مما يعني الدفع مرة واحدة والسماح لأفراد العائلة بالوصول إلى نفس العروض والمحتوى.
ومن المتوقع أن يكون لهذه الخدمة المنتظرة أثرٌ لافتٌ في سوق خدمات الفيديو بالبث التدفقي التي تشهد منافسة محمومة بين عدد كبير من الشركات بينها “نتفليكس” و”أمازون” و”هولو” على أن تنضم إليها قريبا شركات كبرى أخرى مثل “ديزني” و”وورنر ميديا”.
نقلة ستراتيجية
وستكون “آبل تي في +” متوافرة عبر تطبيق “آبل تي في” الذي أعلنت المجموعة الأميركية الكبرى تغييره بالكامل والذي يسمح للمستخدمين مقابل اشتراك منفصل بمتابعة قنوات مثل “إتش بي أو” و”شوتايم” و”ستارز” وأيضا “نتفليكس” و”أمازون برايم”.
وأشار تيم كوك إلى أنَّ الفكرة تكمن في “جمع كل البرامج وخدمات البث الرياضي والأخبار على كل أجهزتكم كي تمضوا وقتا أقل في البحث عما ترغبون بمشاهدته وتستفيدوا أكثر من وقتكم”.
وهذا الأمر يفترض أن “آبل” تستخدم البيانات الشخصية لمستخدميها لتحليل تفضيلاتهم واقتراح برامج عليهم.
غير أنَّ تيم كوك شدد مرارا على أن هذه الخدمات المختلفة لن تتيح لمعلنين رصد المستخدمين واستهدافهم إعلانيا، كما أن “آبل” لن تشارك البيانات الشخصية مع أي جهة خارجية.
واعتبر المحلل دانيال آيفز من شركة “ويدبوش سيكيوريتيز” أن “آبل تي في +” تمثل نقلة “ستراتيجية كبرى” ستواجه فيها “آبل” منافسة قوية و”النجاح فيها سيؤدي دورا حيويا في نمو” خدماتها في السنوات المقبلة.
وتوقع أن تستقطب الخدمة الجديدة مئة مليون مشترك في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
أما المستثمر المتخصص في شؤون شركات التكنولوجيا الأميركية بنديكت إيفانز فقد بدا غير مقتنع بالخدمة الجديدة إذ كتب عبر “تويتر”، “آبل لم تخبرنا الكثير (عن عروضها للفيديو) باستثناء أنها موجودة”.
وأضاف “لا أريد معرفة الميزانية السنوية (للمضامين) سواء كان مليار دولار أو 10 مليارات” مثل نتفليكس، فكما الحال مع الصواريخ “الطريق الوحيدة إلى الصعود هي بحرق الوقود”.
ألعاب فيديو وصحافة
وأعلنت “آبل” أيضا عن خدمة للاشتراكات بالصحف تحمل اسم “نيوز +” مقابل 9,99 دولارات شهريا.
وقال كوك “نظن أن آبل نيوز + ستكون مذهلة للمستهلكين والمحررين” الصحافيين.
وتتيح الخدمة الاطّلاع على عدد كبير من المجلات، غير أن الصحف اليومية المتاحة للتصفح عليها قليلة جدا وتقتصر على بعض الأسماء البارزة منها الأميركيتان “لوس أنجليس تايمز” و”وول ستريت جورنال” والكندية
“ذي ستار”.
وبحسب الصحافة، رفضت “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” المشاركة في هذه الخدمة بسبب النسبة المئوية التي طلبت “آبل” توخيها من الإيرادات ورغبتهما في الإبقاء على اتصال مباشر مع القراء.
وتتسم العلاقة بين الصحف وشركات التكنولوجيا العملاقة خصوصا “غوغل” و”فيسبوك” بصعوبة لافتة، إذ إن المؤسسات الصحافية تتهم هذه الشركات بسرقة محتوياتها من دون دفع مقابل مناسب من الإيرادات الإعلانية.
(آبل أركايد)
كذلك، أعلنت “آبل” عن اشتراك بألعاب الفيديو (آبل أركايد). هذه الخدمة التي قدمت على أنها الأولى من نوعها قد تكون “فعالة استراتيجيا” كما أن آبل “قد تتوخى إيرادات فعلية في السنوات المقبلة” وفق آيفز.
وتأتي الخدمة الجديدة في هذا الخريف، ويتم تقسيم رسوم الخدمة بين مطوري الألعاب، بناءً على مقدار الوقت الذي يقضيه اللاعبون في لعب كل لعبة.
ويحصل اللاعبون على أكثر من 100 لعبة في الخدمة، والتي سوف تكون متاحة في أكثر من 150 دولة.
وقال تيم كوك: “نريد أن نجعل الألعاب أفضل”.
وتحظى طريقة الاشتراكات بشعبية في عالم الألعاب هذه الأيام، إذ تقدم سوني خدمة PlayStation Plus الخاصة بها على PS4 مقابل 10 دولارات شهريًا، كما تقدم ألعاب PlayStation Now السحابية على جهاز الحاسب و PS4 مقابل 20 دولارا في الشهر.
ولدى مايكروسوفت خدمة Xbox Live Gold مقابل 10 دولارات شهريًا على Xbox One و Xbox 360، كما تقدم Xbox Game Pass على Xbox One مقابل 10 دولارات شهريًا.
وتمنحك أمازن عبر Amazon Prime إمكانية الوصول إلى Twitch Prime، والتي تكلف 13 دولارا شهريًا على الحاسب الشخصي وحاسب ماك. وتقدم EA خدمة الوصول إلى EA مقابل 5 دولارات شهريًا، كما تقدم أيضًا خدمة Origin Origin مقابل 5 دولارات شهريًا.
وتعد الاشتراكات طريقة للحصول على إيرادات يمكن الاعتماد عليها في وقت تحمل فيه الألعاب المجانية الكثير من
المخاطر.
ومن المحتمل أن تفرض شركة غوغل رسومًا على نوع ما من رسوم الاشتراك لمنصة الألعاب السحابية Stadia، لكنها رفضت توضيح ذلك حتى الآن.
وقالت آن تاي Ann Thai، مديرة التسويق في متجر تطبيقات آبل، إن هناك مليار شخص قاموا بتنزيل الألعاب من المتجر، وهناك 300 ألف لعبة متاحة. وإلى جانب الألعاب المدفوعة والمجانية، سوف تكون هناك الآن فئة اشتراك جديدة، وأضافت تاي “تحصل على الوصول إلى أكثر من 100 لعبة جديدة عبر اشتراك واحد”.
وتعد هذه الألعاب حصرية لخدمة Apple Arcade، ويمكنك تنزيل أي لعبة وتشغيلها من متجر التطبيقات على أجهزة آيفون وآيباد وحواسيب ماك ومنصة Apple TV.
Apple Card
كما أعلنت “آبل” عن بطاقة ائتمانية.
ويعد حل الدفع الجديد بتحسين تجربة بطاقة الائتمان من خلال تقديم قائمة أكثر شفافية من المعاملات منظمة بطريقة سهلة القراءة، مع طريقة أكثر مرونة في إجراء الدفعات على الأرصدة المستحقة.
وتم تصميم بطاقة آبل الجديدة Apple Card لتكملة خيارات الدفع الحالية التي تحمل علامتها التجارية، إلى جانب استبدال بطاقات الائتمان الأخرى التي قد تكون في محفظة المستخدم.
وبالرغم من أنَّ الهدف النهائي هو زيادة حصة آبل من الأموال التي ينفقها مستخدموها، إلا أن مقدمي خدمات الدفع المتنافسين سوف يشعرون بالضيق، إذ تقدم الشركة حوافز لمستخدمي البطاقات الجدد.
ويحصل مستخدمو Apple Card في كل مرة يستخدمون فيها البطاقة على استرداد نقدي بنسبة 2 في المئة، وهي ميزة تدعوها الشركة Daily Cash.
كما تأتي عمليات الشراء المباشرة من آبل مع استرداد نقدي بنسبة 3 في المئة، ما قد يؤدي إلى رفع مبيعات الشركة من منتجاتها الخاصة، ويوفر حافزاً أكبر لدفع السعر الكامل في شركة آبل بدلاً من طلب أسعار مخفضة في أماكن
أخرى.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه لا توجد رسوم على البطاقة، ولا توجد رسوم متأخرة أو رسوم دولية، مع أسعار فائدة أقل من المنافسين.
ويتم قبول البطاقة عبر شبكة الدفع العالمية الخاصة بشركة ماستر كارد MasterCard، وبدعم من بنك غولدمان ساكس.
وبالرغم من أن البطاقة سوف تكون رقميَّة ومتصلة بجهاز هاتف آيفون، إلا أن هناك بطاقة فعلية مصنوعة من التيتانيوم يمكن استخدامها في المتاجر مع اسم محفورا بالليزر، لكن عمليات الشراء التي تتم باستخدام البطاقة الفعلية مؤهلة فقط للحصول على 1 في المئة من قيمة الاسترداد.
ويتمتع مستخدمو البطاقة بقدر أكبر من خصوصية المعاملات، إذ حافظت آبل من خلال منتجاتها على نهجها القائل بأنَّ العملاء ليسوا منتجات، وهذا يعني أنها لا تجمع أو تبيع معلوماتهم الشخصية للاستفادة من
بياناتهم.