صباح محسن كاظم
ثمة ضرورة قصوى بالبناء الأسري وهو ضبط السلوك بالتوجيه والإرشاد والنصيحة والتعليم المستمر للسلوك الحسن، وتشذيب الأخلاق من مخاطر الانحراف، لذا يؤكد علماء النفس على التنشئة السليمة بمرحلة الطفولة ورعاية المراهقة. من منطلق فلسفي: المقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصحيحة وبالعكس تماماً لذلك التركيز على توجيه الطفل وصقل موهبته بتنمية العقل بفعالية بدور الأبوين.
وفي دراسة مميزة صدرت حديثاً 2022 للدكتور أزهر هاشم العذاري الطفولة والمراهقة دراسة سيكولوجية في المفاهيم النمائية – دار مسامير – تناول في ثلاثة فصول بعدة مباحث أهم الفروع النظرية لعلم النفس بكل الجوانب بالفروع النظرية والفروع التطبيقية، التي يشرحها مفصلاً عن أهمية كل فرع من فروع علم النفس لبناء وتعزيز الشخصية الإنسانية، كما بالفصل الثاني من ص45 - 108 من تعريف النظرية العلمية وتفاصيل الرؤية حول علم النفس من فرويد- إريك اريكسون - نظرية بياجيه- نظرية برونز – نظرية فيجوتسكي- نظرية لورنس كولبرج. بينما ركز الدكتور أزهر هاشم العذاري بالفصل الثالث 115 - 172 على مراحل الطفولة وخصائصها – مرحلة الطفولة المبكرة- المتوسطة –المتأخرة بعض مشاكل الطفولة وعلاجها مرحلة المراهقة تعريفها أهم خصائصها، مفهوم المراهقة: مراحل المراهقة المبكرة (11 - 14) أساليب ضرورية للتعامل مع الأطفال، مع المراهقين.
الارشاد والسيطرة
ذكر الدكتور أزهر العذاري بالمقدمة ص 5:
«لقد تقدم الاهتمام كثيرا بضرورة فهم المراحل النمائية لكل من الطفل والمراهق، لأنهما مرحلتان تشكلان المقدمة الضرورية لمستقبل الإنسان الراشد». لا ريب أن أخطر مرحلة عمرية تتجسد بالطفولة والمراهقة للتصرفات غير المحسوبة والمنضبطة والمفاجئة من الصبي والمراهق! من هنا أرى الدور الأسري كبيرا جداً بالإرشاد والسيطرة والتوجيه للنشء بالشكل الصحيح، هذا ما لمسته طوال 4 عقود بالتعليم، فالأسرة التي تحافظ على التربية الصحيحة المثالية تكون العون للمدرسة بحل أي أزمة ومشكلة يواجهها الطالب من الابتدائية للإعدادية، وقد أكد المؤلف أهمية علم النفس في ص7:
«تكمن أهميته أيضاً في فهم سلوك الأشخاص وتصرفاتهم وأفعالهم، ومحاولة التنبؤ بها، وتظهر واضحةً أيضاً في ميادين تطبيقاته في الحياة العلمية، ناهيك عن توظيف جميع المعارف السيكولوجية في مختلف الميادين التربويّة كتفرد العلم، وبناء المناهج».
دور الوراثة
لذلك نجد طرق التربية الحديثة بالعالم تعتمد الاهتمام بالطفولة لما لدور الأسرة من فعالية بتعزيز وصقل الشخصية، لقد استعرض السيد العذاري كل الجوانب الأسرية ببناء الشخصية،بضبط السلوك، والنمو النفسي، والفروق السايكولوجية، وعلم النفس الاجتماعي، والثقافي، وجميع التطبيقات النفسية التربوية – علم النفس السياسي- علم النفس الإكلينيكي – علم النفس الإرشادي – التحليل النفسي- علم نفس النمو، في تلك الكشوفات تعلم الأسرة والفرد على ضبط السلوك، حقاً نرى التهور الكبير من المراهقين بالمدارس، الأسواق، المناسبات حتى بالخروج على السياق العام من النسق الثقافي الاجتماعي بمخالفة العادات والتقاليد المحمودة، التي يتمتع بها الفرد العراقي.
لقد ركز المؤلف على مراحل النمو في ص20 بـ10 نقاط حيوية وجوهرية ترشد الأسرة والمجتمع والفرد بضبط السلوك وحلل بعد ذلك دور الوراثة في التأثير السلوكي الأسري، ثم شخص أمراض البيئة ودورها على الطفولة أسبابها ونتائجها وعلاجها، وهذا ما ميز الكتاب وأهميته لم يترك العرض لأي مشكلة دون معالجة يوحي دلالات إلى عمق المعرفة لحل كل مشكلات الطفولة والمراهقة، كما بالفصل الثالث الذي أشبعه بكل المعالجات بعد عرض جميع المشكلات السايكولوجية من ص 148 - 172 من مراحل المراهقة وتعريفها وخصائصها وتشخيص الانفعالات السلبية، التي تؤثر في الذهن والمستوى العلمي ودور الأسرة على تجاوز المشكلات تلك الإخفاقات بسن المراهقة.