بين نهجين

الصفحة الاخيرة 2019/04/09
...

علي حمود الحسن
خمسة أعوام هي الفترة الممتدة بين الدورة الأولى لمهرجان النهج السينمائي الدولي الأول، والأخيرة التي انطلقت فعالياتها الجمعة الماضي في مدينة الزائرين، للفترة من 5 الى 9 نيسان الجاري، وبينهما تاريخ من  تطوير وتراكم ، فضلا عن الانفتاح على الخطاب السينمائي العربي والعالمي، ففي كل دورة ثمة ضيوف من صناع السينما، يجمعهم شغف السينما وتفرقهم الرؤى والأفكار، وهذا بالضبط ما يعطي للمهرجانات حيواتها، وسعى"النهج" على مدار سنواته الأربع الى استحداث مسابقة للسيناريو الفائزون بها، تنتج وتدعم افلامهم من قبل المهرجان.
انا شخصيا متحمس للمهرجان، لأسباب كثيرة ليس اقلها كونه نقطة فاصلة في الخطاب السينمائي العراقي، الذي لم يجد بوصلته الى يومنا هذا، اذ لا توجد غير أفلام يصنعها الشباب بإمكانيات إنتاجية تكاد لا تذكر، فليس ثمة تراكم خبرة ولا وسيلة تسويق معتبرة، اذ ظلت هذه الأفلام حبيسة المهرجانات والمنتديات الخاصة، اما لماذا يعد "النهج " نقطة فاصلة، فهذا يعود الى كونه انطلق من مدينة كربلاء المقدسة، فكان رسالة وهدفا، لاسيما ان هنالك أصواتا متطرفة تعالت بعد العام 2003، بتحريم العمل بالفن عموما والسينما خصوصا، حتى ان بعضا من هؤلاء الغلاة هددوا بحرقها، فهي من وجهة نظرهم مكانا موبوءاً يشيع الانحلال والرذيلة، فكان "النهج السينمائي" ردا حاسما وعقلانيا بتنظيم هذه التظاهرة البصرية، لاسيما انه كان برعاية ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الذي افتتح المهرجان بكلمة مفادها بان " الوسيط السينمائي، حاله حال الوسائط الأخرى، يمكن أن يوظف بكل مجالات الخير والمحبة والعدل ان كان خلفها " انسان فنان"، او يستخدمها آخر " فنان انسان"  لا يملك السيطرة على زمام نفسه، فتنتج قبحا وخطاب كراهية.
   وشهدت هذه الدورة مشاركة واسعة من صناع السينما السوريين والإيرانيين، فضلا عن دول أخرى، منها: تركيا والهند وباكستان والشيشان، وحفلت نسخة "النهج الخامسة" بجلسات فنية ونقدية تخللتها مناقشات وتحليل الأفلام المعروضة، بواقع جلستين احداهما صباحية والأخرى مسائية، ومن ضمن منهاج حفل الافتتاح، تكريم نخبة من نجوم السينما، منهم:  الفنانة السورية وفاء موصلي نجمة مسلسل "باب الحارة"، والفنان  متعدد المواهب زهيررمضان نقيب الفنانين السوريين، والممثل الكويتي احمد إيراج، والفنانة عواطف نعيم، والمخرج السينمائي التونسي محمد ثابت عضو لجنة تحكيم المهرجان، فضلا عن الفنان عزيز خيون ، والفنان ستار خضير (الملك غازي) مثلما يفضل جمهور 
المهرجان منادته.
ولم تكن مهمة لجنة فرز الأفلام سهلة، مثلما نقل لي رئيسها د. مفيد الذيب، اذ كان على أعضائها فرز ومشاهدة أكثر من 3000 فيلم، ليرشح منها 55 فيلما فقط، فكان الله في عونهم.!