عبد الكناني
اثارت دراسة عراقية القيت في مؤتمر عربي عقد في القاهرة اهتمام الاوساط العلمية والبحثية في البلدان العربية لما تضمنته من رؤى وافكار وحقائق واكدت الجهات المشاركة في المؤتمر على تبني الطروحات التي جاءت في الدراسة لآهميتها في وضع برامج وخطط تتعلق بالاسرة العربية والفئات العمرية ذكورا واناثا, وللتعرف على ماجاء في هذه الدراسة الاجتماعية المهمة حدثنا الدكتور عباس فاضل السعدي المختص بهذا النوع من الدراسات عن بحثه قائلا:
شاركت في المؤتمر الجغرافي الدولي الثاني الذي عقد مؤخرا في جمهورية مصر العربية على مدى ثلاثة ايام بعنوان (التنمية المستدامة في الوطن العربي) الذي أقامه مركز البحوث الجغرافية والكارتوكرافية بكلية الآداب- جامعة المنوفية بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب وتضمن المؤتمر 15 جلسة القيت فيها 110 أبحاث لـ ( 150 باحثا) من 10 أقطار عربية. وتحدثتُ في الجلسة الافتتاحية ( ضمن دائرة مستديرة) ممثلاً عن جامعة بغداد، وأدرتُ الجلسة السابعة والتي ألقيتُ فيها الدراسة الموسومة (التنوع المكاني لخصائص التنمية المستدامة للسكان بعمر التقاعد وما بعده في الوطن العربي). .والتي تتناول التنوع المكاني وخصائص التنمية المستدامة للسكان بعمر التقاعد وما بعده في الوطن العربي . حيث شهدت مجموعة الدول المتقدمة ظاهرة التشيخ أو التعمر، وهم السكان بعمر التقاعد وما يليه، أكثر من غيرها من المجاميع الدولية. ومع اختلاف الباحثين في تحديد تلك الفئة من السكان فإن أغلبهم وهذه الدراسة حددتها بالعمر 65 سنة فأكثر. ويصنف السكان بعمر التقاعد، بنظر البعض، إلى: 1.المسّن65-74عاماً 2. الشيخ75-89عاماً 3. المعمر أو الطاعن في السن 90 عاماً فاكثر..
وأضاف: لقد أدى تحسن الظروف الصحية، وارتفاع أمد الحياة عند الميلاد، وانخفاض معدل الخصب السكاني في هذه المجموعة من الدول إلى تزايد نسب المسنين من السكان. وهو خلاف ما كان عليه الحال في الماضي الذي إتسم بإرتفاع نسب الشباب ونسب أدنى من العاملين وإرتفاع نسب الأطفال مع عدد قليل من كبار السن. وبالتالي فهي ظاهرة مستمرة بالدول المتقدمة، في حين أنها ستزداد بنسبة ضئيلة في الدول النامية.
الهياكل السكانية
وبخاصةً في الدول المتقدمة
وما السر في ارتفاع نسبة المسنين برايكم؟.
سببه التوسع الهائل للسكان العاملين وتقلص في عدد الأطفال، مما أدى إلى درجة عدالة أكبر وتساوي أكثر في توزع السكان نجم عنه ارتفاع نسب المسنين التي تسبقها عادةً زيادة في نسبة متوسطي العمر التي تزيد كثيراً عن نسبة كبار السن. مما يعني أن الوفاة والخصب السكاني كانا العاملين الرئيسين في تعمر السكان بالدول المتقدمة، إذ نجم عن انخفاض الوفاة هبوط في مستوى الخصب السكاني وبالتالي ارتفاع في نسبة المسنين.
وما علاقة المسنين بالتنمية المستدامة؟.
تناولت هذه الدراسة تلك الفئة من السكان وتأثيرها في التنمية المستدامة وتباين خصائصها بين الاقطار العربية. والتنمية المستدامة Sustainable Development التي ظهرت لأول مرة عام 1987 وهي التنمية التي تلبي إحتياجات الحاضرمن دون الإنتقاص من قدرات الأجيال المقبلة على الوفاء بإحتياجاتها.
وعلى الرغم من تأثير كبار السن في عملية التنمية المذكورة، في جانبيها الاقتصادي والاجتماعي، لكن الدراسات عن هذه الفئة من السكان نادرة ولم يعر الباحثون أهمية لهذا النوع من الدراسات. ومن هذا المنطلق وتلك الأهمية جاء الهدف من هذه الدراسة لتلقي الضوء على تلك الفئة من السكان وتأثيرها في التنمية المستدامة وتباين خصائصها بين البلدان العربية لتسد بعض النقص الذي تعانيه المكتبة العربية.
هل هناك نسب محددة للمسنين في البلدان العربية؟. في ضوء تصنيف الأمم المتحدة تعد تونس ولبنان من أقرب البلدان العربية إلى المجتمعات، المسنة، حيث تزيد نسبة كبار السن فيها عن
7 %. وتعد كل من الأُردن وسوريا بلدين قريبينمن المجتمعات شبه الناضجة حيث تتراوح نسبة كبار السن فيها بين
4 % و7 %، وبقية البلدان العربية تقع ضمن المجتمعات الفتية ، حيث تقل النسبة فيها عن 4 %. وبالتالي بلغت النسبة في البلدان المتقدمة 13.2 % عند الذكور و18.4 % عند الإناث. وسبب هذا التفاوت في النوع هو طول أمد الحياة عند الإناث قياساً بالذكور.مما يعني أن الوطن العربي ما زال يعيش في بداية التعمر
ما التاثيرات والاسباب في ارتفاع نسبة المسنين؟.
لقد حصل تغير في بعض البلدان العربية سببه التحول الديموغرافي الناجم عن إنتقال معدلات المواليد والوفيات من مستوياتها المرتفعة إلى معدلاتها المنخفضة . وهذا ادى إلى تغيير في البنية العمرية وبالتالي إلى ارتفاع نسبة كبار السن. وتشير التوقعات إلى ارتفاع كبير في تلك النسب في نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين وبخاصةًا في بلدان الخليج العربي، فضلاً عن ارتفاع نسبة الأرامل المُسنات مقارنةً بالرجال.. ما المشاكل والصعوبات التي تواجه كبار
السن؟.
تواجه فئة السكان المتقاعدين مشاكل في خصائص التنمية المستدامة مثل المشاكل الصحية كأمراض القلب وتصلب الشرايين والمفاصل ومشكلات النظر والسمع. كما ترتفع فيها نسبة المدخنين بتقدم العمر وبخاصةً عند الذكور. فضلاً عن ارتفاع نسبة الأرامل في القوى العاملة الزراعيةً قياساً بالمُسنين من مجموع القوى العاملة، وينخفض الطلاق بين المسنين. وفي حالة الترمل أو الطلاق يميل الرجال الى الزواج من جديد بخلاف الارامل المسنات فيبقين دون زواج. ولذا ، ينبغي توفير جميع الخدمات لكبار السن وبخاصةً أن مستوى حياة كبار السن هو في وضع متدنِ في عموم الوطن العربي. وتحفيز المُسنون بممارسة بعض الأنشطة الإنتاجية المعتدلة، وممارسة رياضة المشي..
هل هناك تفاوتات ثبتتها الدراسة في هذه المسالة؟.
تشير الحالة التعليمية لدى كبار السن إلى إرتفاع نسبة الأُمية ولاسيما بين النساء، وانخفاضها لدى فئة الشباب، وفي الريف أكثر من الحضر على الرغم من انخفاض مستوياتها خلال العقدين السابقين وبخاصةً عند الذكور، أكثر من الإناث
وفي ضوء ما تقدم فأن الدراسة تدور حول على تساؤل مفاده: “هل يشهد الوطن العربي من وجود تفاوت قطري في خصائص التنمية المستدامة لكبار السن”؟ وتقع على فرضية البحث مهمة الإجابة على هذا التساؤل، حيث تؤكد هذه الفرضية على وجود مثل هذا التفاوت والتنوع لذلك اوصت الدراسة بتعزيز دور الأسرة والحكومة في رفع مستوى تعليم العنصر النسوي من أجل الإقتراب من مستوى
الرجال. واوصت أيضاً بإرساء متطلبات الشيخوخة الصحية والآمنة في بداية الحياة وليس في أواخرها. ويتم ذلك عن طريق التخطيط المبكر للشيخوخة.