مروة النعيمي: حلمي أن تزرع مليون شجرة بساعة واحدة

اسرة ومجتمع 2023/02/25
...

  بغداد: سرور العلي 

 مهندسة صناعة وأتمتة تخرجت العام 2008، وعند عودتها من ماليزيا انخرطت بالكثير من المنظمات التطوعية، ومنها الإنساني والإغاثي والتعليمي، وهي مدرب تفاعلي للأطفال، بدأت بمركز المتنبي الصغير في المركز الثقافي البغدادي العام 2018، ومدربة يوغا، ثم بدأت تعطي دورات وتدريبات للطفل بالهاند ميند، ومختلف الفنون للأطفال، وهي سفيرة استدامة بمركز بغداد، ومؤسسة مشروع «الذهب الأخضر» للتنمية المستدامة فما هي أهدافه؟

 تقول النعيمي: هو بيئي مستدام، يهتم بتقليل النفايات العضوية، وتحويلها إلى منتجات زراعية صديقة للبيئة، إضافة إلى منتجات أخرى، ما زلنا بقيد العمل عليها، فوضعنا ستراتيجية لإعادة تدوير تلك النفايات، عملنا على عدة مبادرات منها «أصدقاء الكوكب»، وهي زيادة الوعي البيئي لدى جيل جديد، قادر على تحمل المسؤولية تجاه البلد، وتجاه التغيير المناخي، وأن يكونوا جزءا من التغيير الإيجابي، حتى يستطيعوا العيش ببيئة صالحة، واستهدفت تلك المبادرة الأعمار من (6 سنوات إلى 14 سنة)، واستطعنا تعميمها بـ 13 مدرسة، من خلال ورش تفاعلية، وتمكنا من الوصول إلى (450) طفلاً أو أكثر العام 2021، وتفاعلوا وتعلموا عن التلوث، وأهمية إعادة تدوير البيئة وصناعة الأسمدة، وتحسين خصوبة الأرض، إضافة إلى مبادرة أخرى وهي «أزرع ولو شجرة»، وهي حملة تشجير بادرنا بزراعة أكثر من 500 إلى 750 شجرة تقريباً عام 2021، إما في عام 2022 كنا جزءاً من مبادرة «لونها بالأخضر»، مع حملة أزرع مع أمجد، وهي حملات تطوعية زرعنا من خلالها 3000 شجرة.


تحديات وعمل

 واجهتني الكثير من التحديات في بداية العمل، منها كيفية البدء بهذا المشروع في موقع صغير، فبدأت بحديقة منزلي، وكانت أسرتي تتحمل رائحة الأوساخ والنفايات، لا سيما نحن نعمل على المخلفات وبدأنا بـ (50 كيلوغراما)، وحين تطور عملنا ونجح تعلمنا طريقة أفضل لصناعة الأسمدة، وهي استخدام الديدان الحمراء، وهي تختلف عن ديدان الأرض، وهو من أجود أنواع الأسمدة، والتحدي الآخر هو اقناع أسرتي لتكون الجزء الداعم والساند حتى إكمال المشروع، ومن الصعوبات الأخرى هي كيفية الدخول لأماكن يكون معظمها مليئة بالرجال، ومنها مكبات النفايات، والبحث عن الآلية التي استطيع من خلالها العمل، والحصول على المواد الأولية، حتى أخرج منتجات صديقة للبيئة محلية وبجودة عالية، والكثير من الناس ساهموا بمساعدتي، خاصة أنني استهدف شريحة النساء، من الفلاحات وتوفير فرص عمل لهن، ودخل مادي واستقلال في العمل، ما يؤثر في شخصياتهن، لا سيما أن هناك منهن أرامل ومنفصلات، فيحتاجن إلى باب رزق، ومن الممكن الاستفادة من خبرتهن وتوظيفها بمشروعنا، كما نسعى إلى صناعة فيلم رسوم متحركة، أو سلسلة قصصية هادفة ومحتواها عن الاهتمام بالبيئة، كما أطمح الوصول إلى نقطة وهي انعدام النفايات، لا سيما العضوية، والتي نعمل عليها الآن، كونها أول سبب لزيادة الغازات الدفيئة والأمراض، ولدينا مزرعة في منطقة الدورة نعمل بها، فنأتي بالمخلفات وهي بقايا الطعام المتكومة دون آلية مرتبة، ومن دون فرز، وهي جميعها تسبب المرض وكثرة الحشرات.


شهادات وجوائز وحلم

- لدينا تكريم من أمانة بغداد، لحملة لونها بالأخضر على جهودنا بتشجير الشوارع والطرقات، ولدي شهادات كثيرة، لا سيما في المجال الإنساني والتطوعي، إما الأخرى فهي خاصة بتطبيقات وبرامج بريادة الأعمال، ومنها في العام 2019 ترشحت لتمثيل العراق بالأردن، ونلت المركز الأول ببرنامج «ينهض»، في المحطة، والمركز الثاني ببرنامج إدارة النفايات، بمركز بغداد للطاقة المتجددة، وحصلت على جائزة «أيبا»، وتكريم من منظمة راونكا، وكنت جزءاً من لجنة التحكيم، وغيرها من الشهادات والجوائز

لدي مشروع مستقبلاً، وهو افتتاح مشتل صغير، ولدينا بوادر بهذا الشأن، وشاركت نساء بذلك بمنطقة سكنية، وكل مشروع مهتم بالزراعة والبيئة أنا أعمل عليه، وهناك مشاريع خاصة بالتلاميذ وأصدقاء الكوكب، كذلك توسيع منتجات صديقة للبيئة

وحلمي أن تزرع في الساعة الواحدة مليون شجرة، من خلال تعاون جميع المواطنين من جميع محافظات العراق، وبتعاون المؤسسات وتحفيز الشباب، ليكون كالمحفل الإيجابي والدائم والمهم، وسيكون هذا إنجازا عظيما لو تحقق. 

رسالتي للمرأة، فأقول لها اهتمي بمهاراتك، واكتسبِي خبراتٍ وعلوماً جديدة حتى لو كنتِ في المنزل، خاصة أن التعليم اليوم يختلف كثيراً عن السنوات السابقة، فكل شيء متاح حالياً في شبكة الإنترنت، وممكن أن تستغل أوقات فراغها، وتستثمره بأشياء مفيدة، كما من المهم أن تهتم المرأة بالتكنولوجيا، وأن يكون لديها أصرار وإرادة.