ترجمة: نافع الناجي
أنتج فريقٌ من الباحثين اليابانيين مركباً كيميائياً، يتم الترويج له لإنقاذ حياة ضحايا التسمم بالغاز في حالات نشوب الحرائق.
وتم تطوير المركب من قبل علماء من جامعة دوشيشا وأماكن أخرى في اليابان، وتم تأكيد الفعالية الفورية للمركب وسلامته من خلال الاختبار على الفئران، بحسب صحيفة (أساهي شيمبون) في طوكيو.
وقال هيرواكي كيتاجيشي، أستاذ الكيمياء العضوية في كلية العلوم والهندسة بجامعة دوشيشا: "من المتوقع أنْ يوفر المركب حلاً آمناً دون أي آثارٍ ضارة"، وأضاف "نريد إنقاذ أكبر عددٍ ممكنٍ من المرضى، حيث توجد سلسلة من الوفيات الناجمة عن التسمم بالغاز الناجم عن اللهب في جميع أنحاء العالم".
وبالنظر لأنَّ أولئك الذين لقوا حتفهم، بسبب الغازات الضارة يمثلون 40 في المئة من جميع الوفيات في الحرائق داخل المباني، فإنَّ عمّال الطوارئ يعبرون عن آمالٍ كبيرة في التطبيقات السريرية للمادة المبتكرة.
إكتشف كيتاجيشي، كمية ضئيلة من أول أوكسيد الكربون يتم تصريفها في البول عندما قام بإعطاء الهيموغلوبين الاصطناعي لأحد الحيوانات، وتم تطوير الهيموغلوبين الاصطناعي ليحل محل الدم.
وبناءً على هذه النتيجة، توصل كيتاجيشي وزملاؤه إلى مادة كيميائية لإزالة أول أكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين، وهما السببان الرئيسان للتسمم بالغاز في الحرائق. وبحسب التجارب، فقد جرى تأكيد التأثيرات المضادة للسموم للمركب، ضد أول أوكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين، من خلال إعطائه للفئران التي استنشقت أول أوكسيد الكربون أو أعطيت مادة عن طريق الفم لتوليد سيانيد الهيدروجين في أجسامها.
وبغية تكرار ظروف الحريق الفعلي، فقد تمَّ حرقُ قماش الأكريليك لإنتاج دخان يحتوي على أول أوكسيد الكربون وسيانيد الهيدروجين، كما تمَّ إعطاء المركب للفئران التي استنشقت الدخان وأصبحت بالتالي غير قادرة على الحركة. نجا 11 من أصل 13 فأراً معالجاً كيميائياً، في حين ماتت جميع الفئران الـ18 التي لم يتم إعطاؤها المركب. وشهدت الفئران الناجية عودة مستويات ضغط الدم إلى طبيعتها بعد عدة دقائق من تناولها، فيما لم يتم تحديد أي مشاكل في الوعي والسلوك بعد ذلك، وتم إفراز المركب المدار في البول في غضون ساعتين.
وبموجب الطريقة التقليدية المعروفة باسم العلاج بالأوكسجين عالي الضغط، والتي تستخدم لأولئك الذين يعانون من التسمم بالغاز الناجم عن الحريق، فيجب نقل المرضى إلى المستشفى. ومع ذلك، فإنَّ عدداً محدوداً فقط من المراكز الطبية لديها معدات لتوفير هذا النوع من العلاج.
ويقال إن المركب المطوّر حديثاً، يمكن تخزينه في شكل مسحوق (بودرة) أو محلول لفتراتٍ طويلة، ما يجعل من الممكن إعطاؤه في مواقع الحريق وفي سيارات الإسعاف.
وأعرب تاكاهيرو أويدا، أستاذ الطب في المركز الطبي المتقدم للطوارئ والرعاية الحرجة، عن أمله في الفعالية الفورية لبنات أفكار الفريق. وذكر أويدا: "سنقدم التعاون على نطاقٍ واسع، عندما ينتقل إلى مرحلة الدراسات السريرية".