تزامناً مع المهرجان السنوي للزهور في بغداد، نظمت دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، الاثنين الماضي، وعلى قاعاتها الرئيسية، معرضا تشكيليا بعنوان " الطبيعة أجمل في بلادي".، بمشاركة أكثر من 150 فنانا من مختلف محافظات العراق، تضمنت لوحاتهم مشاهد جسدت البيئة الجنوبية ومناظرها الخلابة المتميزة بالنخلة الشامخة، فضلا عن البيئة الشمالية المتمثلة بالوديان والجبال.
افتتح المعرض الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة د. جابر الجابري، الذي تمنى على الوزارة ان تكون حاضنة وراعية لكل الفنانين، فاللوحات التي عرضت ليست فقط انطباعية، إنما أيضا هي انشداد للأرض والانسان، كما تميزت بمسحة من الأمل والفرح في هذه الاعمال، ولاسيما تلك التي تصور النخلة على إنها رمز للشموخ، متضمنة رسالة مضمرة من الطبيعة لأبنائها، مفادها بـ" ان ارفعوا رؤوسكم عاليا “
وبدت مشاركة الفنانة زينب دنبوس، ذات دلالة خاصة، اذ صورت بأناملها المبدعة طبيعة الاهوار وسحرها النابض بالجمال، فمن وجهة نظرها " ان الاهوار التي تكون لها عشقا خاصا، هي سيدة الاساطير"، وأضافت: " عند تجوالي في منطقة الاهوار وتمتعي بما شاهدت من عاداتها الجنوبية، وجدت انها رحلتي مثمرة، فقط عدت منها بمردود فني واشتغالات على زوايا كانت هاربة مني، نفذتها من خلال ممازجة الاحمر والبرتقالي "
وعبرت الفنانة امال محمد عبيد عن حبها لطبيعة بلغة صامتة خالية من الكلام والوصف، اذ انطقت لوحاتها احاسيسا ومكنونات، بثت ما في داخلها من تراكمات فنية حاولت تجسيدها من خلال اللون وضربات الفرشاة لتخرج من الخيال وتصب في نهر الواقع.
فيما قدم الفنان سامي الربيعي لوحته بأسلوب مختلف من حيث الفكرة والإطار وجعل من التكنلوجيا عنصرا مهما يدخل في لوحة، فهو يضيف لها شيئا من التجدد المعاصر.
وأوضح الربيعي ان الفنان غالبا ما يستحضر تراثه الشعبي ويتمسك به، شرط مواكبته مقتنيات العصر، فهو يدخل في تفاصيله ليخرج بعمل تراثي معاصر يتماشى مع مختلف الاذواق.
واستحضرت الرسامة نضال العفراوي البيئة الشمالية في لوحتها، اذ وظفت الالوان الباردة، لكي تضيف شيئا من جموح الخيال لدى المتلقي.