مرقد القاسم الأكبر بن الإمام الحسن {ع}يستضيف { الصباح }

ريبورتاج 2023/04/18
...


  عامر جليل ابراهيم

  تصوير: إعلام الأمانة العامة للمزارات الشيعيَّة


في الجانب الشرقي من محافظة بابل في قضاء المسيب، وعلى بعد نحو 6 كم وتحديدا في قرية تدعى بـ(أبي الجاسم)، يقع مرقد القاسم بن الإمام الحسن المجتبى، بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، والمكنى بـ(أبي جاسم)، حيث شارك مع جده الإمام علي (عليه السلام) في معركة النهروان العام 37هـ فاستشهد ودفن في هذه البقعة المباركة.
(الصباح)، وفي سعيها للتعريف بأماكن السياحة الدينية في العراق، زارت هذا المرقد الشريف والتقت الأمين الخاص للمرقد السيد حمزة عباس عبد المنعم الشمري، ليحدثنا عن تفاصيل المزار.


قصته وحياته

يقول السيد الشمري عن الإمام القاسم الأكبر: إنّه القاسم الأكبر بن الإمام الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام المعروف بـ(أبي جاسم). ترعرع في بيت الرسالة والعلم، واكتسب جميع الصفات الحميدة ونهل من نمير المعارف الاسلامية، وعاصر أباه الإمام الحسن المجتبى وعمه الإمام الحسين الشهيد عليه السلام. كانت ولادته على وجه التحديد في سنة 20هـ، شارك مع جده الإمام علي (عليه السلام) في معركة النهروان العام 37هـ، حيث جرح في هذه المعركة جرحاً بليغاً وعند عودته إلى الكوفة استشهد إثر ذلك الجرح ودفن في الحلة حيث مرقده هذا، وله من الأسماء والألقاب الخاصة به وهي: (أبو الجاسم، سبع المسيب، أبو محمد العريس)، ويحتفظ أهل المناطق المجاورة له بقصص تدل على هذه الاسماء ويناسب ذكرها حكايات ترسخت في ذاكرة الكثير منهم. 


إعمار المزار الشريف

يضيف السيد الشمري: أن أول عمارة بنيت على مرقد أبي الجاسم كانت في زمن البويهيين، وكانت  عمارة بسيطة من جذوع النخيل والسعف، حيث سمعت من أجدادي إنهم عثروا على حجرة مكتوب عليها: (تم بناء المرقد في زمن الدولة البويهية)، وقد تناقلتها الأيدي، ولا نعلم أين هي الآن، وفي العام 1935 تمَّ اعمار المرقد بالطابوق والنورة وبناء قبة صغيرة وحرم صغير، وبعد ذلك في عام 1950، قام خدّام المرقد من القرية والقرى المجاورة بالتبرع لبنائه وتوسعة الحرم، في العام 1960، تم بناء القبة بحديد التسليح، إذ يبلغ ارتفاعها 12م وقطرها 10م مع أواوين، واستمر العمل حتى مطلع العام 1980 من القرن الماضي، وفي العام 1990، تم بناء مجمع صحيات، واستمر أهل القرية والمتبرعون من أهل الخير إلى أن تمَّ إدراج المرقد الشريف سنة 2009 الى الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، وبدأت مراحل الإعمار والتطوير والتوسع في سنة 2010، اكسي الصحن بالمرمر الأبيض التركي، وفي العام 2011 تمَّ اكساء الحضرة ايضا بالمرمر التركي، أما  في  العام 2012 فقد عمل مسقف خارجي لإيواء واستراحة الزائرين. ليشهد العام 2013  إكساء المدخل الخارجي للمزار بالمقرنص، عندما بدأت حملة حشد إعمار المزارات الشيعية الشريفة، وبدأ العمل الجدي بالفعل يظهر في جميع مزاراتنا الشريفة، حيث تم بناء قاعة مبيت للزائرين ونصب منظومة تحلية مياه الشرب، ثم تمَّ ترميم القبة الشريفة بالكاشي الكربلائي، وتم تغليف واجهة المزار بالجف قيم والكاشي الكربلائي، وفي سنة 2017م تم تبديل شباك المرقد الشريف من الفضة والذهب والمينة، وبعدها تغليف باب الحضرة الشريفة بالفضة والمينة، لتتم المباشرة في العام 2018 بالمرحلة الأولى من تزجيج القبة الشريفة، وتغليف المدخل بالمرمر الأبيض التركي وليظهر المزار بحلته الجديدة في استقبال الزائرين.


تفاصيل المزار

وعن تفاصيل المزار حدثنا السيد واثق هادي كامل المعاون الاداري للمزار الشريف بالقول: إن المساحة الكلية للمرقد الشريف هي: 2000 م2، الجهة الشمالية للمزار محاطة بحواجز كونكريتية عالية، مدخل المزار هو في الجهة اليمنى التي تقضي إلى ساحة فيها مسقف تبلغ مساحته بحدود 20م2 انجزته الأمانة العامة للمزارات الشيعية، وإلى اليسار كرفانات التفتيش التي يمر من خلالها الزائر، وصولا إلى مدخل المزار وهناك ممر يقع بين جدار المزار الخارجي وبعرض يقدر 6م حتى يصل إلى الباب الشمالية، وهي الباب الرئيسة المصنوعة من الخشب الصاج، حيث يرتقي فيها إلى الصحن الداخلي عبر سلم من ثلاث درجات من المرمر، فالصحن الداخلي المكسو بالمرمر وعلى محيطه غرف الإدارة إلى اليمين وإلى اليسار وبعض الغرف والأواوين مزينة بأسماء الله الحسنى، وأسماء المعصومين (ع).

وعن المشاريع المستقبلية للمزار يضيف المعاون الاداري للمزار: بناء مأذن قيد الانشاء، بناء مدخل رئيس للمزار الشريف، بناء مجمع صحيات جديد اضافة إلى المجمع القديم، لكي يستوعب الزيادة الحاصلة في اعداد الزوار الوافدين الى المزار الشريف، التوسع في منظومة التبريد المركزي وصيانة المنظومة القديمة.


الضريح

 ويؤكد السيد المعاون الاداري: يقع الضريح في نهاية الصحن وله طارمة تستند إلى قواعد كونكريتية مزينة بالكاشي الكربلائي، ويقع باب الضريح الشريف وسطها، أما القبر الشريف فيقع في وسط البناء مصنوع من الفضة المطعمة بالذهب والمينة، تعلوه قبة مزينة بالنقوش الاسلامية والآيات القرآنية، حيث يبلغ ارتفاعها 21م و 75سم ويقسم الصحن الذي تبلغ مساحته 200م2 أو أكثر الى نصفين متساويين للرجال والنساء.

وأثناء تجوالنا بالمزار الشريف التقينا أحد الزوار ويدعى: سالم جبر حيث قال: هذا المزار والمرقد الشريف  الذي يعود إلى القاسم الأكبر بن الإمام الحسن (ع)، حيث تشرفت هذه المنطقة بمرقده، والذي يخدم الزائرين في الزيارات المليونية، إضافة إلى ذلك يخدم أهالي المنطقة في النشاطات الثقافية والقرآنية، من حيث دورات تعليم حفظ القرآن والتلاوة القرآنية، وهو متنفس لأهالي المنطقة، وإقامة الصلاة، ونحن من اهالي المنطقة دائما نتردد عليه في أيام الجمع  والعطل الرسمية.  


النشاطات والزيارات

ويعود الامين الخاص السيد الشمري ليختم حديثه قائلا: يتوافد الزائرون إلى المزار الشريف من كل بقاع العالم الاسلامي ومن جميع أنحاء العراق، إذ يستوعب المزار أكثر من الفي زائر، ويكون العدد في الزيارات المليونية أضعافا، كون المزار يقع على الطريق المؤدية إلى كربلاء المقدسة، بقيَّ أن نذكر أن المزار مفتوح على عدد أيام الأسبوع، وتشهد الزيارات زخما أيام العطل والمناسبات، وللمزار الكثير من النشاطات الثقافية والدينية والقرآنية على مدار السنة، فضلا عن العديد من دورات تعليم القرآن الكريم وغيرها من النشاطات.