السليمانية: كريم الأنصاري
أحدث لقاء رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني بنائبه قوباد طالباني ارتياحاً رسمياً وشعبياً دعا إلى التفاؤل بشأن حل الخلاف السياسي المحتدم منذ نحو عام بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد، الذي أدى إلى مقاطعة وزراء الاتحاد لاجتماع حكومة الاقليم ووفود التفاوض مع الحكومة الاتحادية مؤخراً، بينما قللت أحزاب أخرى من اللقاء باعتباره لم يُحدث تغييراً في تلبية مطالب مواطني الإقليم.
وقال عضو الاتحاد الكردستاني غياث السورجي إنه “منذ البداية كانت أبوابنا مفتوحة للحوار مع أي حزب وخاصة مع الديمقراطي الكردستاني الذي تربطنا به مشتركات كحزبين رئيسين وحتى على مستوى العراق”، مشيراً إلى أن “أي حزب لا يستطيع إدارة كردستان من دون مشاركة الحزبين وتحديداً في هذا الظرف».
وأضاف سورجي، في حديث لـ”الصباح”، أنَّ “أياً من هذين الحزبين لا يستطيع إدارة الحكم في كردستان لوحده”، مبيناً أنَّ الآثار السلبية لوجود إدارتين في السليمانية وأربيل ماثلة لذلك نحتاج إلى وقت والسعي إلى دمج جميع المؤسسات الأمنية الحساسة والعسكرية في ظل مؤسسات حكومية».
وبشأن أيام القطيعة، أوضح أنَّ “الأشهر الماضية أثرت بشكل كبير في الشارع وعلى جميع المجالات الاستثمارية والخدمية والسياسة الخارجية والاقتصادية والمالية”، واصفاً اجتماع بارزاني وطالباني بالتاريخي، وقال: إنّ “جلوسهما برغم عدم صدور بيان أو مؤتمر صحفي، أغلق وفق معلوماتي، جميع الصفحات المختلف بشأنها والشروع ببداية جديدة».
من جانبه، نفى عضو الديمقراطي الكردستاني آمانج هركي، “أي معلومات مفصلة حول ما دار أثناء الاجتماع بين رئيس حكومة إقليم كردستان ونائبه قوباد طالباني”، مشيراً إلى أنَّ ما ترشح هو قرار الجانبين بالاستمرار باللقاءات للتوصل إلى حلول مشتركة تفضي إلى إنهاء المشكلات القائمة».
وعبر المتحدث الرسمي باسم جماعة العدل الكردستانية محمود محمد عن امتعاضه من تضخيم نتائج اللقاء، متمنياً أن “يتمخض الاجتماع عن حل المشاكل العالقة بما فيها مشكلة السيولة المالية ورواتب الموظفين في السليمانية».
ولفت محمود، في حديث لـ”الصباح”، إلى أنَّ “الطرفين، الاتحاد والديمقراطي توصلا إلى اتفاقات بشأن الايرادات الداخلية وجمعها مركزياً”. على حد قوله.
بدوره، قال المحلل السياسي شيروان الشميراني: إنَّ “اللقاء هو أصح الطرق لكسر الحاجز النفسي خلال الشهور الماضية بين الرجلين خاصة بعد خطابات متشنجة مباشرة في الأسبوع الماضي».
وأضاف الشميراني لـ”الصباح”، “رأينا أن تكون الجلسة صريحة خالية من وجود أي عنصر آخر من الطرفين، من دون خجل ولا مداهنة من أجل وضع النقاط على الحروف”، مردفاً “أظن بأن المشكلات ستأخذ طريقها إلى الحل بفعل الضغوط الدولية ونفاد الوقت اللازم لاجراء الانتخابات التشريعية في اقليم كردستان».
في حين رأى الباحث في الشأن السياسي سامان شالي أنَّ “الأمور تتجه إلى الانفتاح بين الحزبين على ثلاثة صعد، حكومية وبرلمانية وحزبية».
وعبر شالي، في حديث لـ”الصباح”، عن تفاؤله بان “يعزز اللقاء مكانة الإقليم ووحدة العراق نتيجة التقارب بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية”، مؤكداً أنَّ “كل خطوة للتقارب بين الأحزاب السياسية والمحافظات والإقاليم تعطي دعماً قوياً لهذه الحكومة لتأدية دورها».
تحرير: علي عبد الخالق