حاورته: هويدا محمد مصطفى
الفنان محمد .س. حمود قدم اللوحة المتوازنة والمتماسكة والمعبرة عن المفاهيم الرئيسة من حيث الأشكال والألوان الشاعريَّة المثقلة بالرموز فقد حاول أن يضع لغته الفنيّة على محك التجربة والبحث فعلاقاته التشكيليّة تنساب بحرية وعفوية وتمكنه من ابتكار نسيج بصري حركي يتخطى الرؤية الواقعيّة التقليدية.
إذ نجده رغم انفعاليته الكبيرة في بعض الأعمال يوازي بين الجانب التعبيري والجانب التقني لجهة اختيار ألوان محددة يحافظ من خلالها على أسلوبيته واستقلاليته وتوجهه التعبيري مع اتجاه لإظهار المزيد من العفويّة والتلقائيّة والحساسيّة في استخدام اللون بتقنياته وتبدلاته المختلفة ولوحاته تتنوع ما بين المناظر الطبيعيّة، وتنويعات الورود والبنى المعماريّة ومشاهد المرأة وهو صاحب تجربة طويلة في الرسم والنحت تتجاوز الخمسين عاما.. لقد استطاع من خلال تجربته الطويلة تطويع الكتل الكبيرة (وخاصة جذوع الزيتون) والتواصل من خلالها مع تطلعات الحداثة التشكيلية النحتيّة.
* لكل مبدع حكاية فكيف كانت بدايتك في عالم الفن التشكيلي؟
ـ منذ كنت طفلا في منطقة السلمية وكابن فلاح كانت تشدني وتستهويني الطبيعة والنباتات وخاصة البراعم والأزهار فكنت أرسمها في الصف الأول الابتدائي عام 1959، وكل كتاب لم يكن فيه صور لم أكن أحبه وبالوقت نفسه انتقلت إلى طرطوس مع أسرتي حيث تعرفت على الصخور الكلسيَّة فأخذت أنحتها فضلا عن ممارسة الرسم وقد شاركت بمعرض فني رسم ونحت عام 1969 وكنت أول من عرض أعمال نحت بطرطوس، وأثناء المعرض طلبت سيدة أن تشتري بعض أعمالي فقلت لها بالحرف: وهل شاهدت أحدا يبيع أولاده وهكذا كانت بداياتي.
* لاحظت من خلال أعمالك الفنية فلسفة تحاكي الواقع، ماذا تحدثنا عن ذلك؟
ـ كل عمل فني لا يحمل رسالة هو عمل فاشل ولا قيمة له وأنا ضد فكرة الفن للفن، بل الفن رسالة للشعب والوطن تنمي الوعي والرقي والذوق العام وتحفز للحب ولإنتاج الأعمال الخالدة والمفيدة وهذه قائمة على الخلفية الثقافيّة والإبداعيّة التي يتميز بها الفنان، وهكذا هو العمل الفني جمالي بصري فلسفي.
* ما تأثير الألوان برأيك على مفردات اللوحة البنائية؟
ـ مقومات اللوحة الفكرة أو الموضوع ثم الخطوط وأخيرا الألوان وهي التي تعطي المشاهد الشعور والإحساس بحب وبعشق اللوحة وذلك من خلال انسجام وتناغم الألوان لتشكل معزوفة موسيقية أو قصيدة أو ربما تنقلك إلى عالم سرمدي فلسفي، وكثير الأبعاد، والمحطات الإنسانية والوجدانية.
* ما لون المرأة في لوحاتك؟
ـ وهل لولا المرأة أنا موجود، فهي المخلوق الأعظم فهي الآلهة للخصب والحياة وللإنسانية وفي لوحاتي هي الأيقونة والرمز لإبداع الخالق وأجمل لوحاتي امرأة من ياقوت، والمرأة التي أبحث عنها هي ملهمتي، ذات الفستان الأحمر والأسطوريَّة.
* ماذا تحدثنا عن النحت والأدوات التي تستخدمها؟
ـ النحت هو الفن الأعظم والأكثر حضورا في الأماكن العامة والحضارية في العالم ومن خلاله يخلق العظماء وبالنسبة لي اشتغلت بالنحت منذ ستينات القرن الماضي، كنت أستخدم الأدوات اليدوية المطرقة والإزميل، ثم قمت بنحت الأخشاب أهمها خشب الزيتون البديع التعريقات فقد أنجزت بملتقى النحت في قرية النقيب عملا ارتفاعه مع القاعدة 275سم.
* هل ترسم نفسك في لوحاتك؟
ـ اللوحة هي جزء مني فيها جل مشاعري وإحساسي وعن رسم الوجوه تجدين بعض ملامح الفنان أو الفنانة في اللوحة وبطريقة عفوية وحسب حالات الإلهام والمزاج للفنان نفرغ بعض طاقتنا في أعمالنا الفنية.
* مارأيك بالحركة الفنيَّة التشكيليَّة؟
ـ الفنانون هم الفئة المميزة في المجتمع، وعلينا تقع مسؤولية اجتماعية ووطنية وفي الحالات غير الطبيعيّة للبدء يجب أن نكون على مستوى ما أعطانا الوطن.
* كيف ترى النقد التشكيلي وهل هناك فعلا نقاد لتطوير العمل الفني؟
ـ النقد مهم جدا في الحركة الفنية، ولكن يجب أن يكون الناقد الفني ملمّا وعارفا بجميع المدارس والمذاهب الفنيّة ويملك رصيدا كبيرا من الخبرة ليرشد ويعلم ويوجه، وهناك نقاد يعملون لتطوير الحركة الفنية مثل الناقد التشكيلي أديب مخزوم.
* ما تأثير البيئة المحيطة في عملك وما هي آخر مشاريعك؟
ـ الفنان شخص غير عادي له طقوسه الخاصة وهو قادر على خلق البيئة التي تناسبه للعمل الإبداعي الفني وأنا شخصيا راضٍ ومقتنع بكل من هم حولي وبشكل عام يعتبر الروتين غير مستحب كونه يكرّس تكلّس الفكر والتطور لذلك الفنان الحقيقي المبدع يكون مفطورا على الإبداع؛ لذلك كنت حين أتأمل أعمالي الفنية أجد أنها بحاجة إلى تطور بل إلى رديف أو رفيق لها ثم أهتديت إلى فكرة مشروع اللوحة والمنحوتة، وقد راقت لي جدا كونها أسلوبا فنيا نادرا لم يسبقني إليه أي فنان في عالم الفن التشكيلي حيث تكون اللوحة تشبه المنحوتة بشكل كامل أو العكس وهكذا بدأت بإنجاز مشروعي الفني النادر ومنذ مدة وانا أشتغل على هذا المشروع حيث أنجزت عددا من الأعمال الفنية وسوف يكون معرضي الفني الفردي العاشر والمقبل يضم هذه الأعمال وسيكون تحت عنوان (لوحة ومنحوتة).