طالب سعدون
يوصف التعليم بانه قاطرة التقدم.. لانه يعكس مستوى تطور البلد وطموحاته وفلسفته.. وتطوير التعليم بما يستجيب لحاجة البلاد وروح العصر من المهمات الاساسية للدول المتقدمة، ليس بتخصيص الموارد المالية اللازمة للعملية التربوية على أهميتها فحسب، وانما في نوعية السياسات التعليمية التي تستجيب لتلك الحاجة...
ومن مؤشرات تقدم الدول المستوى العالي للتعليم والتربية ودورهما في اعداد ما يصطلح عليه بالرأسمال البشري، من خلال الاعداد العلمي للمواطن عبر المراحل العمرية والعلمية، وحتى بعد انتهاء المراحل الدراسية من خلال ما يسمى بالتعليم المستمرلان العمل ايضا يحتاج إلى مهارات وخبرات يكتسبها الانسان بالتعليم والدراسة ومتابعة حركة العالم وتطوره وتصب في النهاية في تطور البلاد.
ولكي تحقق الستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم للسنوات 2022 - 2030 التي اعلن عنها في العراق قبل ايام لاصلاح المنظومة التربوية والتعليمية بما يتماشى مع المعايير الدولية لرفع جودة وكفاءة النظام التربوي والتعليمي، هناك اسس وضوابط وتجارب عالمية ينبغي الاستفادة منها وقوانين يجب الالتزام بها..
اليابان على سبيل المثال استطاعت من خلال التعليم، ليس فقط تجاوز الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، وإنما أن تكون من الدول المتقدمة، بعد ان جعلت التعليم يواكب المرحلة الجديدة التي تخطط للوصول اليها، وتجاوز كل المفاهيم القديمة، بتأسيس نظام تعليمي متطور في المناهج والطرق التعليمية على مختلف المراحل.. وكان لليابان ما أرادت من تقدم وتطور شامل، بإنسان ارتقى بها إلى مصاف الدول المتقدمة.
التعليم قبل أن يكون تلقينا، ودروسا ومحاضرات، يتبعها نجاح ورسوب، هو في الاساس تربية وبناء للشخصية، تبدأ من المرحلة الابتدائية، وهذا الحال ينطبق على كل دولة تريد أن يكون لها مكان لائق ومحترم بين الدول، وليس أن تكون عالة ومستهلكة لإنتاج وتطور الاخرين، وهذا يتحقق بتعليم متطور يتناسب ومهمته، الريادية في صناعة الانسان كقيمة أولى، مع وجود الوسائل الاخرى الثقافية والعلمية التي تشاركه في هذه المهمة الجليلة.
فأين نحن من ذلك؟ يمكن ان تعرف هذا ببساطة من مستوى الطالب والمحاولات المتكررة لرفع مستوى النجاح خارج الضوابط والمعايير المتعارف عليها، من خلال عبور الطالب إلى مرحلة اخرى، بابتكار محاولة الدورالثالث بحجة مساعدة الطالب وتقدير الظروف الخاصة والعامة وهو تبرير غير مقبول فبامكان الدولة ان تساعد المواطن وتمنحه ما تشاء من مكارم وعطايا وهبات ومساعدات، ولكن لا يصلح ذلك في التعليم مثلا وامامنا تجربة سابقة فاشلة وهو ما اطلق عليه عام الزحف 1957 - 1958 والاضرار التي لحقت بالاجيال بسببه لسنوات طويلة وبسمعة العراق العلمية والتربوية، ونجاح الطالب من خلال ايجاد دور ثالث لا يختلف عن ذلك الزحف سوى بالتسمية، مهما كانت المبررات.