رئيس الجمهوريَّة يطالب البرلمان بحسم ملفِّ الموازنة

الأولى 2023/06/08
...

  بغداد: شيماء رشيد
  السليمانية: كريم الأنصاري

دعا رئيس الجمهوريَّة الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد أعضاء مجلس النواب إلى إصدار قرار واضح ونهائي بشأن إقرار الموازنة، مؤكداً أنَّ أيَّ تأخير في هذا الملفِّ الحيوي سيكون من شأنه أن يعيق عمل الحكومة ونشاطاتها، وسيضر باحتياجات المواطنين، يأتي ذلك في وقت ينتظر الشارع العراقي بفارغ الصبر جلسة مجلس النواب التي حدّدتها هيئة الرئاسة اليوم الخميس، والأمل يحدو الجمهور لأن تتمكن الكتل السياسية من تمرير مشروع الموازنة.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أنَّ "شعبنا يتابع باهتمام إقرار الموازنة كخطوة مهمة نحو تأمين متطلبات البناء والإعمار في بلدنا والشروع بتنفيذ التنمية واستكمال الخدمات التي تحتاج إليها مختلف المدن والمحافظات"، مُرحباً "بانعقاد جلسة مجلس النواب اليوم الخميس من أجل إقرار الموازنة".
وأضاف رشيد، "نثمّن جهود مجلس الوزراء ومجلس النواب في التقدم باتجاه إنجاز إقرار الموازنة، إذ سنعمل على المصادقة عليها"، مؤكداً أنَّ "أيَّ تأخير سيكون من شأنه أن يعيق عمل الحكومة ونشاطاتها، وسيضر باحتياجات المواطنين".
وتابع، "ننتظر من أعضاء مجلس النواب قراراً واضحاً ونهائياً بشأن إقرار الموازنة تلبيةً للمسؤوليات والمهمات الكبرى التي يجب الاضطلاع بها بما يلبي طموحات الشعب ويرتقي بالمستوى المعيشي والخدمي ويؤمن تطبيقاً فعالاً لبنود الموازنة في خطط التنمية والإعمار".
إلى ذلك، شهدت الساعات الأخيرة مؤشرات على تفاهم بين "الإطار التنسيقي" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني" بشأن فقرات حصة الإقليم بالموازنة، ويتوقع أن تشهد أروقة مجلس النواب جلسة ومباحثات ماراثونية من اللجنة المالية النيابية التي أعلنت أنها لم تصوّت "حتى الآن" على نسخة الموازنة المعدلة، ما يعني- بحسب عضو في اللجنة- أنَّ جلسة التصويت ستكون "فاقدة للشرعية".
وبحسب جملة معطيات ومصادر مختلفة، يبدو أنَّ الأمور وصلت لمرحلة تفاهم بين "الإطار التنسيقي" وإقليم كردستان، فعدة تأكيدات تشير لتفاهم بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وقادة "الإطار" لإلغاء عدد من التعديلات التي أجرتها اللجنة المالية على مشروع الموازنة المرسل من الحكومة، إلا أنَّ أحزاب المعارضة في إقليم كردستان وعلى رأسها حراك "الجيل الجديد" برئاسة شاسوار عبد الواحد ترفض أي تغيير على التعديل، وهدد الحراك بمقاطعة الجلسة وعدم التصويت عليها، فيما أيّد الاتحاد الوطني الكردستاني التعديلات على مشروع الموازنة، لكنه لم يصدر أي موقف رسمي حتى الآن حيال جلسة الخميس.
وقال مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، سعد الهموندي، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "كتلة الحزب جاهزة للتصويت على الموازنة، بحسب ما أبرم بينها وبين الإطار التنسيقي"، وأضاف أنَّ "الحزب يمضي ويبرم أي اتفاقية بخدمة الشعب الكردي بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام".
بدوره بيّن عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفاء محمد، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "الاتفاقيات السابقة الحزبية والحكومية التي جرت مع بغداد؛ جميعها كانت مع الحزب الديمقراطي دون مشاركة الاتحاد الوطني"، ولفت إلى أنَّ "أي تغيير أو تعديل دون موافقة الحزب الديمقراطي يعد خرقاً للاتفاقية مع بغداد"، إلا أنه لم يؤكد ولم ينفِ مشاركة "الديمقراطي" بالتصويت في جلسة اليوم.
في المقابل، قالت النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي، نجوى حميد: إنَّ "نواب الحزب سيحضرون جلسة الخميس للتصويت على الموازنة".
من جانب آخر، قال عضو مجلس النواب، سعد مايع التوبي، في حديث لـ"الصباح": إنه "من المقرر أن تكون جلسة اليوم الخميس للتصويت على مشروع الموازنة، ولكنها ستكون جلسة فاقدة للشرعية إذا لم تمر الموازنة على اللجنة المالية ثم تذهب إلى البرلمان"، وأوضح أنَّ "اللجنة المالية معطّلة منذ 10 أيام بسبب ذهاب الموازنة إلى رؤساء الكتل، ولا نعلم هل أجريت تعديلات على الموازنة أو لا!؟، لذلك دُعينا إلى جلسة للجنة المالية والاطلاع على الموازنة وتعديلاتها والتصويت عليها بالمجمل قبل التصويت عليها في البرلمان"، ملوّحاً بموقف سيكون لأعضاء اللجنة في البرلمان بهذا الشأن.
في غضون ذلك، قال القيادي في "الإطار التنسيقي" تركي العتبي: إنَّ "اجتماع الإطار التنسيقي انتهى بالاتفاق مع الكرد على تمرير الموازنة يوم الخميس"، وأوضح أنَّ "أغلب النقاط الخلافية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني تم حسمها"، متوقعاً "حضور نواب الديمقراطي في جلسة الخميس"، مشيراً إلى أنَّ "الموازنة لن تشهد أي معضلات في تمريرها".
تحرير: محمد الأنصاري