الأسرة وضبط ميول المراهقة

اسرة ومجتمع 2023/06/24
...

  صباح محسن كاظم


مسؤولية الأسرة ليس توفير السكن والطعام، وإنما التربية الأسرية لأفرادها والنشء الصغير والطفولة والمراهقة، من هنا أهمية علم النفس والاجتماع ببناء الطاقات، التي ترفد المجتمع بجميع الكفاءات والإمكانيات وتجنب اقتراف المآثم والمحرمات لتنمو بذرة الطفولة. وأخطر مرحلة عمريّة تتمثل بالمراهقة فالتسرع وعدم الإنضباط والإنفلات، يمثل تلك الصفات الملازمة بميول المراهقة، أولى الغرب أهمية بالتعليم لمناهج علم النفس والاجتماع لتعزيز الوعي وتحليل الظواهر الإنسانية من الطفولة للشيخوخة.
بكتاب (ميول المراهقين المظاهر والأسباب – الوقاية والعلاج) للعلامة سعيد العذاري /عن دار الهادي –لبنان ب277 صفحة، تلك الدراسات تسد الفراغ بالمكتبة العراقية والعربية تنتفع منه الجامعات، فضلاً عن الثقافة العامة للمجتمع. فقد أكد بمقدمة الكتاب ص 5: (منها من اعتمد على الدراسات الغربية النظرية والميدانية، بعد التهذيب والتشذيب لكي ترتدي ثوباً شرقياً، وتقدّم على شكل حقائق ثابتة. ومنها من زاوج بين الدراسات الغربية والدراسات الشرقية النظرية والميدانية، بما يلائم النظرة الشرقية للحياة وللمجتمع).
أعتقد لم يفلح ويحقق النجاح من يكتف من التربوي والتربوية بالتعليم على وصايا أخلاقية لبناء الشخصية، إن لم تتضافر جهود الأسرة بمعيتهم، تآزر كل التربويين مع أبناء المجتمع ينهض بالقدرة الأسرية لتجاوز الإخفاقات والإنحرافات بمرحلة المراهقة الخطرة. ركز المؤلف بالفصل الأول على مظاهر الجنوح، اعتماداً على الواقع العربي والإسلامي. بينما اجتهد بالفصل الثاني أسباب الجنوح، وفي الثالث الوقاية من جنوح الأحداث، والفصل الرابع الأخير علاج جنوح الأحداث.
 عرف الجنوح ص12: «الجنوح سلوك يأتيه بعض الأحداث عمداً أو سهواً، ويمتاز بكونه منافياً لروح الجماعة، فلا يأتلف ومعايير المجتمع الذي يضمهم». لا ريب أن ردع الظواهر المنحرفة كالمخدرات والدعوات المثلية تنبع من واقع الأسرة ثم القانون والتشريع.. إجمالاً الكتاب وصفات يحتاجها الأب والأم، ومن يضبط إيقاع القوانين بالمجتمع. اجتزأ من طروحات السيد العذاري رؤى عميقة من مباحث وفصول الكتاب.
الاستهانة بالمفاهيم والقيم الدينية هي من أخطر ألوان وأنواع ومظاهر الجنوح ص 15.
- قد يكون الكذب ناجماً عن الشعور بالنقص والضعف، وعدم مساواة الآخرين من الأطفال من الناحية الاقتصادية ص 17.
- السرقة سلوك جانح يصاب به الأحداث في عهد الطفولة والمراهقة، سواء كانوا ينحدرون من بيوت فقيرة أو غنية ص19.
- يقوم بعض الأحداث دون الخامسة من العمر بتخريب الأشياء التي تقع أنظارهم عليها، كتمزيق الدفاتر والكتب ص 20.
-العدوان البدني يحدث باستمرار بين الأحداث وخصوصاً بين أبناء الأسرة الواحدة ص24.
- إن تعاطي المخدرات والمسكرات من قبل الاحداث، خصوصاً في مرحلة المراهقة ناجم عن مسايرة الآباء المدمنين ص25.
-  الانحراف والشذوذ الجنسي يأتي في مرحلة متأخرة من عمر الحدث في مرحلة الطفولة الوسطى أو المتأخرة ص 27.
إن تحصين المجتمع من المنحرفين المراهقين هو دعامة لأمن المجتمع لا أحد بمنأى عن سطوتهم، فالمسؤولية المجتمعية، تتضافر لدرء أخطار لسلوك المراهقين ليشعر الجميع بالأمن والأمان والاطمئنان، ظواهر الانتحار، الإدمان، والسرقة هي التي تهدم المجتمعات.