كُتبٌ ملعونة

ثقافة 2023/07/04
...

 كامل عويد العامري


من الواضح أن موضوع الكتاب الملعون الذي دمر على نحو منهجي عبر التاريخ ألهم العديد من الروائيين، هـ. ب. لوفكرافت، وساكس رومر، وإدغار والاس. ومع ذلك، فإن هذا الموضوع ليس مجرد موضوع أدبي. إذ إن هذا التدمير المنهجي لدرجة أنه يمكن للمرء أن يتساءل عما إذا كانت هناك مؤامرة دائمة تهدف إلى منع المعرفة البشرية من التطور. كان كولريدج مقتنعا بوجود مثل هذه المؤامرة وكان يسمي أعضاءها «أشخاص من بورلوك». وكان هذا الاسم يذكره بزيارة شخصية من قرية بورلوك منعته من إكمال عمل مهم للغاية كان قيد التنفيذ. ولهذا السبب لا ينبغي أن ترفض مسبقا فرضية مؤامرة قديمة. فآثارها في تاريخ الصين أو الهند بقدر ما نجدها في تاريخ الغرب. لذلك بدا من الضروري للكاتب جاك بيرجييه جمع المعلومات الممكنة عن بعض هذه الكتب الملعونة وعن خصومهما.
بعض الأمثلة المحددة للكتب الملعونة أولاً. في عام 1885، تلقى الكاتب سانت إيف دالفيدر أمرًا، وهو تحت وطأة الموت، بتدمير آخر أعماله: (مهمة الهند في أوروبا ومهمة أوروبا في آسيا). و (قضية المهاتما وحلها.)
أطاع سانت إيف دالفيدر هذا الأمر. ومع ذلك، نجت نسخة واحدة من التدمير، ومن هذه النسخة الفريدة، أعاد الناشر دوربون آيني طبعها، في إصدار محدود للغاية، في عام 1909. ومع ذلك، في عام 1940، وبمجرد أن وصل الألمان إلى فرنسا وباريس، دمروا جميع النسخ من هذه الطبعة التي عثروا عليها. ومن المشكوك فيه أن نجت منها واحدة.
في عام 1897، أُمر ورثة الكاتب ستانيسلاس دي غوايتا، وهو على فراش الموت، بتدمير أربع مخطوطات غير منشورة للمؤلف عن السحر الأسود، فضلا عن أرشيفاته. نفذ الأمر، ولم يتبقَ شيء من هذه المخطوطات.
في عام 1933، أحرق النازيون في ألمانيا جميع نسخ كتاب (الصليب الوردي)، حول تاريخ الإصلاح، ولكن عادت نسخة من هذا الكتاب إلى الظهور في عام 1970 ولكن لا شيء يثبت أنّها تتوافق مع الأصل.
فمن هم خصوم هذه الكتب اللعينة؟ لنفترض وجود مجموعة يطلق عليها الكاتب تسمية «رجال يرتدون السواد» وهم دائمًا أنفسهم. وهؤلاء قدماء قدم الحضارة. ويمكن الاستشهاد أن من بين أعضائها الكاتب الفرنسي جوزيف دي مايستر ونيكولا الثاني من روسيا.
في رأيي الكاتب، يتمثل دورهم في منع الانتشار السريع والواسع للغاية للمعرفة تقليدًا للادعاء القديم بأن العلم يصبح أحيانًا شديد الخطورة. أعلن ميشيل ماغات، الأستاذ في كلية دو فرانس، مؤخرًا في عمل جماعي عن الأسلحة الحديثة (إصدار دار فلاماريون): «ربما يجب أن نعترف بأن العلم كله ملعون»، ومن هنا يبدو أن تقنيات حفظ السحر والكيمياء تتفق مع وجهة النظر هذه.
كتب عالم الرياضيات الفرنسي أ. غروتينديك في العدد الأول من نشرة Survivre عن التأثيرات المحتملة للعلم: «من باب أولى إذا استحضرت احتمالية اختفاء البشرية في العقود المقبلة (ثلاثة مليارات إنسان، ثلاثة مليارات سنة من تطور الحياة البيولوجية...)، فهو أمر  في غاية الضخامة بحيث لا يمكن تصوره، إنه تجريد فارغ تمامًا كمحتوى عاطفي، ومن ثمَّ من المستحيل التعامل معه على محمل الجد. نحن نناضل من أجل زيادة الرواتب، من أجل حرية التعبير، ضد البرجوازية، وإدمان الكحول، وعقوبة الإعدام، والسرطان، والعنصرية - على الأقل ضد الحرب في فيتنام أو ضد الحرب على الإطلاق. لكن إبادة الحياة على الأرض؟
 هذا يفوق تصورنا، إنه “مستحيل”. نحن نشعر بالخجل تقريبًا في الحديث عن ذلك، نشعر بالريبة في البحث عن تأثيرات سهلة من خلال اللجوء إلى موضوع، ومع ذلك، فهو الأكثر مناهضة للتأثير الذي يمكن للمرء العثور عليه».
وكثيراً ما يدور في المؤتمرات العلميَّة عن فكرة مفادها أن “الاكتشافات الخطيرة جدًا يجب حظرها أو قمعها”. لذلك نرى بعض العلماء البارزين ينضمون إلى معسكر “الرجال بالسواد”... لكن الكتب والوثائق التي تحتوي على اكتشافات خطيرة تعرّضت للتدمير المنهجي منذ فترة طويلة، قبل أو في  لحظة نشرها بالذات.
نتناول أولًا كتاب تحوت أو توت إله الحكمة عند المصريين القدماء.
وهو شخصية أسطوريَّة أكثر إلهيَّة من كونه إنسانًا، وفقًا لجميع الوثائق المصريّة، سبق مصر. عند ولادة الحضارة المصريّة، قيل إن الكهنة والفراعنة كانوا يمتلكون كتاب توت، وهو على الأرجح عبارة عن لفيفة أو سلسلة من الصفحات تحتوي على جميع أسرار العوالم المختلفة وتمنح حامليها صلاحيات كبيرة. ويبدو أنّه كتب على برديَّة قديمة جدًا نُسخت سرًا عدة مرات والتي تعود آثارها القديمة إلى 10000 أو ربما حتى 20000 سنة. لكن الشيء المادي ليس بأي حال من الأحوال رمزًا. فالشيء المادي يمكن تدميره بالنار.
وتوت الذي صُور على أنّه إنسان له رأس طائر أبو منجل. يحمل في يده ريشة من القصب ولوحة من الحبر المستخدم للكتابة على الرق. وفقًا للتقاليد القديمة، هو من اخترع الكتابة وعمل سكرتيرًا في جميع اجتماعات الآلهة.
كتب كتابًا أساسيًا، عرف بكتاب توت، احتوى على سر القوة اللا محدودة. وفيه يصف مؤامرة سحريَّة ضد الفرعون، ومستشاريه الرئيسيين بواسطة تماثيل شمعية مصبوبة على صورتهم. وبسبب ذلك حُكم على أربعين ضابطاً وست سيدات رفيعات في البلاط بالإعدام، وانتحر آخرون، وأُحرق كتاب توت الملعون لأول مرة.
ظهر هذا الكتاب لاحقًا في تاريخ مصر في يد خمواس أحد أبناء رمسيس الثاني. وهو نسخة طبق الأصل، كان هذا الكتاب يتيح رؤية الشمس وجهًا لوجه. ويعطي القوة على الأرض والمحيط والإجرام السماويَّة. والقدرة على تفسير الطرق السريَّة التي تتواصل بها الحيوانات مع بعضها. ويسمح ببعث الموتى، والتعامل من مسافة بعيدة.
يحرق خانواس الكتاب الأصل أو يدعي بذلك. النص نفسه الذي يقول إنَّ هذا الكتاب انبثق من نار لا يمكن تدميره بالنار، لكن هذا «الاختفاء» مؤقت فقد ظهر مرة أخرى في النقوش على جداريَّة مترنيش وهو سياسي ورجل دولة نمساوي ومن أهم شخصيات القرن التاسع عشر، سميت بهذا الاسم لأن محمد علي باشا قدمها إلى مترنيش. اكتشفت عام 1828 ويعود تاريخها إلى عام 360 ق.م. ومن ثمَّ فهي وثيقة حديثة على مستوى التاريخ المصري. كما يبدو أنّها تحمي من لدغة العقارب، وهي نادرة في النمسا. تمثل هذه الشاهدة في أي حال أكثر من ثلاثمئة إله، من بينهم آلهة الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى، وفيها توت نفسه يعلن أنه أحرق كتابه وطرد مجموعة الشياطين وسادة الشر السبعة.
ربما كانت الإسكندرية أول مدينة في العالم بنيت بالكامل من الحجر، ولا يزال التاريخ الدقيق لتأسيسها واسم مؤسسها محل نزاع، ولكن يبدو أنّ المؤسس الحقيقي، بمعنى المنظم ومنشئ المكتبة وليس مجرد الملك الذي حكم في ذلك الوقت، كان شخصية اسمه ديميتريوس من فاليرون.
يقدمه التاريخ لنا باعتباره الحكم على أناقة بلده: لقد كان أول أثيني صبغ  شعره بماء أوكسيد الهيدروجين ليصبح أشقرا. منذ البداية، جمع سبعمئة ألف كتاب ومن ثمَّ اشترى وأضاف المزيد منها على نفقة الملك.
وبغض النظر عمّا تعرّضت له المكتبة من تدمير إلا أن الوثائق التي نجت تعطينا فكرة دقيقة إلى حدٍّ ما، من بينها عمل بيروز وهو كاهن للإله مردوخ في بابل، ومؤرخ ومنجم وعالم فلك. لجأ إلى اليونان، يروي قصة لقاء مع كائنات خارج الأرض: حكماء السماء السبعة، وهم كائنات تشبه الأسماك، تعيش في ملابس الغوص والتي كانت ستجلب للرجال المعرفة العلمية الأولى.
إلّا أنَّ هذا الكتاب فقد ولم تبقَ منه سوى شذرات قليلة.
كما عثر فيها على الأعمال الكاملة لمانيثو. هذا الكاهن والمؤرخ المصري، والمعاصر لبطليموس الأول والثاني، وكان على اتصال بآخر الكهنة المصريين. يقال إنه كتب ثمانية كتب بنفسه، وجمع في الإسكندرية أربعين مخطوطة مختارة بعناية من التي تحتوي على جميع أسرار مصر وربما كتاب توت، كما احتوت مكتبة الإسكندرية على أعمال المؤرخ الفينيقي موشوس الذي يُنسب إليه اختراع النظرية الذريَّة. كما احتوت أيضًا على مخطوطات هنديَّة نادرة وقيمة للغاية. لكن، لم يبقَ أثر من هذه المخطوطات. وكان العدد الإجمالي للمخطوطات عندما بدأ التدمير: خمسمئة واثنان وثلاثون ألفًا وثمانمئة. وكان هناك قسم يمكن أن يسمى «العلوم الرياضيَّة» وآخر «العلوم الطبيعيَّة».
وكتالوج عام  هو الآخر دمّر أيضا.
يبدو أنَّ الهجوم الأخطر التالي ضد المكتبة شنته الإمبراطورة زنوبيا. مرة أخرى، لم يكن الدمار شاملًا، لكن اختفت الكتب المهمة. ثم جاء الهجوم الذي شنه الإمبراطور دقلديانوس (284- 305 ب.م). وحسب الوثائق إنه أراد تدمير جميع الأعمال التي كانت تحتوي على أسرار صناعة الذهب والفضة.
ورغم كل الدمار المتلاحق الذي تعرضت له، استمرت في عملها، إلّا أن العرب الفاتحين دمّروا عددًا كبيرًا من الكتب السريَّة في السحر والكيمياء وعلم التنجيم. وبخاصة على يد عمرو بن العاص. وكان شعار الفاتحين «لا حاجة لكتب غير الكتاب». لذا فإنّ تدمير عام 646 م، لم يكن يستهدف الكتب الملعونة أكثر مما كان يستهدف الكتب بشكل عام.
يبدو أنّ الفرنسي لوي جاكوليو، في القرن التاسع عشر، كان أول من عمد كتاب «مواقف دزيان». منذ منتصف القرن التاسع عشر، لكن مع السيدة هيلينا بتروفنا بلافاتسكي (1831- 1891)، أصبحت قصة ستانزاس دزيان تأخذ نطاقها الكامل. فعندما عاشت في القاهرة مع ساحر من أصل قبطي، يكشف لها عن وجود كتاب ملعون خطير للغاية، لكنه يعلمها التشاور عن طريق الاستبصار. أما الأصل، بحسب الساحر، فموجود في دير بالتبت. ووفقًا للساحر، فإنّ هذا الكتاب يكشف أسرارًا من الكواكب الأخرى ويتطرّق إلى تاريخ عمره مئات الملايين من السنين. وهكذا زعمت أن المهاتما في التيبت أو أصحاب الأرواح العظيمة لقنوها علوم السحر. ادّعت بأن لديها كتاب مواقف دزيان وهو مكتوب بلغة تسمى سنزار لم يسمع بها أحد من قبل.
ألَّف الأب تريثينيم (يوهانس تريثموس 1462 وتوفي عام 1516) وهو معجمي، ومؤرخ، ومشفّر، وموسوعي، ومؤمن بالقوى الخارقة، كان له تأثير في دارسي السحر والتنجيم، كتابا يقع في ثمانية مجلدات بعنوان (القوى الخفية)، هذا الكتاب أحرقه الكونت بالاتين فيليب الثاني، الذي أرعبه وجوده في مكتبة والده. ولا توجد نسخة كاملة منه.
قيل: إن جون دي كان أول من انخرط في التجسس الصناعي، لأنّه جلب إلى إنجلترا نيابة عن الملكة إليزابيث كثيرا من أسرار الملاحة والأسرار التجارية. غالبًا ما كُتب أن شغفه الواضح بالسحر والشعوذة - لم يكن سوى «غطاء» لمهنته الحقيقية: مهنة الجاسوس.
أثناء نشر الترجمة الإنجليزية الأولى لإقليدس، ودراسته للجيش الإنجليزي الاستخدام العسكري للتلسكوبات، واصل بحوثه في علم إخفاء المعلومات. وفي 25 مايو 1581، تجاوزت كل آماله، فقد ظهر له إنسان خارق، أو على الأقل غير بشري، محاطًا بالضوء. سمّاه جون دي ملاكًا للبساطة. ترك له هذا الملاك مرآة سوداء لا تزال موجودة في المتحف البريطاني. وهي قطعة مصقولة جيدًا من أنثراسايت (صخرة رسوبية ذات أصل عضوي). أخبره الملاك أنه عندما ينظر إلى هذه البلورة، سيرى عوالم أخرى ويمكن أن يكون على اتصال بذكاء غير ذكاء الإنسان. قام بتسجيل المحادثات التي أجراها مع هؤلاء غير البشر، نشر عددًا منها في عام 1659 ميريك كازاوبون تحت عنوان (علاقة حقيقية وصادقة لما مر بين الدكتور جون دي وبعض الأرواح). بلغة أطلق عليها دي اللغة الإنوشية، وهي إما أول لغة تركيبية أو أول لغة غير بشرية معروفة.
 في عام 1597، في غيابه، أثار الغرباء الغوغاء الذين هاجموا منزله. واختفت نهائياً أربعة آلاف عمل نادر وخمس مخطوطات، واحترقت العديد من المدوّنات.
كان الدكتور جون دي جامعًا شغوفًا للمخطوطات الغريبة. وهو الذي قدم، بين عامي 1584 و 1588، للإمبراطور رودولف الثاني مخطوطة فوينيتش الغريبة. وتؤكد الوثائق أن روجر بيكون (1214 - 1294) هو من كتبها بنفسه. وقد اعتبرته الأجيال المقبلة ساحرًا عظيمًا. بينما كان، في الواقع، مهتمًا بشكل أساسي بما نسميه التجريب العلمي، والذي كان أحد رواده. هذا الكتاب كتب بأبجديَّة مجهولة الهوية وبلغة غير مفهومة. واعتبره البعض من الكتب الملعونة، ولكنه نجا من التدمير لأنّه لا يمكن فك شفرته، ومن ثم لا يشكل خطرًا مباشرًا.
في ليلة 17 - 18 أكتوبر 1903، عُثر على العالم الروسي ميخائيل ميخائيلوفيتش فيليبوف ميتًا في مختبره. من المحتمل أنه تم اغتياله بأمر من أوكرانا، شرطة القيصر السرية. صادرت الشرطة جميع ملفات الباحث، بما في ذلك مخطوطة كتاب كان من المقرر أن يكون منشوره رقم 301. قام الإمبراطور نيكولاس الثاني بفحص الملف بنفسه، ثم دمر المختبر بالكامل واحترقت الأوراق.
الكتاب الذي صودر كان بعنوان: الثورة عبر العلم أو نهاية الحروب. لم يكن مجرد كتاب نظري.
كتب فيليبوف إلى أصدقائه - ولا بدَّ أنَّ رسائله فتحت وقرأتها الشرطة السرية - أنه حقق اكتشافًا مذهلًا. لقد وجد في الواقع وسيلة لنقل تأثير انفجار عن طريق الراديو على حزمة موجة قصيرة. كما كتب في إحدى الرسائل التي عثر عليها: “كما يمكنني نقل القوة الكاملة للانفجار على حزمة قصيرة الموجة. تنتقل الموجة المتفجرة بأكملها على طول الموجة الكهرومغناطيسية الحاملة، بحيث يمكن لخرطوشة الديناميت المنفجرة في موسكو أن تنقل تأثيرها إلى القسطنطينية.
أظهرت التجارب التي أجريتها أنه يمكن إنتاج هذه الظاهرة على بعد آلاف الكيلومترات. إنَّ استخدام مثل هذا السلاح في الثورة سيجعل الشعوب تنهض وستصبح الحروب مستحيلة تمامًا».
الكتاب الآخر هو كتاب البروفيسور جيمس واتسون، (الحلزون المزدوج)، الذي حقق اكتشافات غير عادية في مجال الوراثة في مجال التركيب الجزيئي للحمض “الوراثي”. هذا الكتاب بالرغم من وجوده في المكتبات إلاّ أنه يكاد يختفي من التداول مرتين: أولًا لأن لا أحد يريد نشره، ثم لا أحد يريد أن يكتب عنه. فعندما ظهرت أجزاء من الكتاب في مجلة أتلانتيك الشهرية، ساد الذعر. وعندما صار قيد التداول، تحول الذعر إلى غضب. وكان من الممكن في زمن آخر، أو في ظروف سياسية، وأنظمة أخرى، لا يظهر الكتاب، وقد ينتهي المطاف بواتسون في معسكر اعتقال كما حدث لعالم الوراثة فافيلوف في الاتحاد السوفيتي.