نوارة محمد
 منذ اللحظة التي اختار لنفسه أن يكون كاتبا وروائيا، صدر لبرهان شاوي أكثر من عشرين كتاباً من بينها سلسلة (المتاهات) و(مشرحة بغداد) و (متاهة ابليس) و(متاهة الأنبياء) و (وهم الحرية).
عُرف كأديب وروائي وسينمائي في الاوساط الثقافية وهو عدا هذا وذاك مترجم جسد الجسر الادبي وهو ينقل أبرز النتاجات الشعرية لبعض شعراء روسيا منهم جوزيف برودسكي، وفلاديمير فيسوتسكي، وآنا أخماتوفا إلى العربية بعد أن درس السينما في موسكو والإعلام في ألمانيا، ثم التاريخ والعلوم السياسيّة في جامعة موسكو الدوليّة لعلوم الاجتماع.
مارس شاوي دوره في الصحافة العراقية لكنهُ أضطر إلى مغادرة العراق نتيجة ظروف قاسية أجبرته على الهجرة بعد تجارب مريرة في السجون تزاما مع شبح الملاحقات الأمنية التي تُطارد كثيرين آنذاك.
يقول شاوي الذي ولد عام 1955 أن أفكار الكتب تحاصرهُ أينما كان وهو يتحدث للـ( الصباح) عن أخر فكرة يسعى لتنفيذها قائلاً " هذه حقيقة أدبية، فلدي مشروعي الروائي الذي يتناص مع (الكوميديا الإلهية) للشاعر الخالد (دانتي أليغيري)، بكل أقسامها، (الجحيم)، (المطهر)، (الفردوس). وقد بدأت هذا المشروع منذ أربع عشرة سنة (2009)، كتبت خلالها ثلاث عشرة
رواية.
تسع روايات تحت اسم عام هو (المتاهات) أنجزتها كتناص بشكل معكوس مع (جحيم دانتي) ذات الطبقات التسع.
فعند (دانتي) تبدأ (الجحيم) من طبقتها الأولى (اللمبو) وتهبط نزولا حتى تصل الطبقة التاسعة حيث (لوتسفيري) وهو أحد تجليات (الشيطان)، بينما عندي أبدأ من الجحيم الأرضي.
أبدأ من (متاهة آدم)، ثم (متاهة حواء)، (متاهة قابيل)، (متاهة الأشباح)، (متاهة إبليس)، (متاهة الأرواح المنسية)، (متاهة العميان)، (متاهة الأنبياء) وصولا إلى (متاهة العدم
العظيم).
بعد ذلك توجهت إلى (المطهر)، وهو عند (دانتي) تسع طبقات أيضا، أي يفترض أن يكون تسع روايات، أصدرت منه إلى الآن أربع روايات تحت مسمى عام (فندق باب السماء)، وهو مكان افترضته كـ (مطهر) للأرواح.
وقد بدأت الآن الرواية الخامسة منه، أما (الفردوس) فيفترض أن يكون عشر روايات، لأن (الفردوس) عند (دانتي ) يتألف من عشر سماوات. أسأل القدير أن يمدني بالعمر لانجاز هذا المشروع.